رسالة الخليج
تتويج الإماراتي عبدالكريم معتوق أميراً للشعراء
ألقاب "ترضية" مجانية والبلد المضيف ينتزع اللقب عنوة!
كان من الصعب أن تخرج الإمارات من مسابقتها المليونية "أمير الشعراء"، ضمن مسلسل مسابقاتها المليونية العديدة، صفراً أو بما يشير إلى إفلاس في الموهبة يتناقض بصورة فجة مع غنى البلد النفطي. لذا، جاء فوز الشاعر الإماراتي، شبه المخضرم، عبدالكريم معتوق بلقب "أمير الشعراء" التلفزيوني، ليدغدغ شعوراً وطنياً ملحاً مفاده أن لدى الإمارات ما تقدمه إلى جانب الفلوس، علماً بأن أمير الشعر الجديد خرج بمكافأة مالية مقدارها مليون درهم، وهو ما يعادل قرابة 350 ألف دولار، الأمر الذي ينفي ما يذهب إليه البعض من أن الأدب والثراء، في وطننا العربي، قطبان متنافران! والحق أن فوز معتوق جاء مفاجئاً لا لأنه لم يكن متوقعاً فحسب، بل لأنه انتُزع انتزاعاً في ما يشبه ليّ نتائج التصويت التلفزيوني، ذلك أن الجمهور هو الذي انتخب أمير الشعر الجديد، كما يُفترض، على غرار تصويت برامج تلفزيونات الواقع التي رسختْ واقعاً بغيضاً فوق بُغض واقعنا الأصلي! وما أضاف مذاقاً مراً على المفاجأة الشعور بأن فوز معتوق جاء على حساب فوز كان يميل لصالح اثنين، على الأقل، من المتسابقين الخمسة هما: الموريتاني محمد ولد الطالب والفلسطيني تميم البرغوثي، الذي حل في المرتبة الخامسة والأخيرة، في ما وُصفت نتيجته بالصدمة خاصة لجهة حضوره الشعري الأبرز على مدى الأسابيع الأخيرة من المسابقة! وكانت مسابقة أمير الشعراء قد انطلقت في منتصف يونيو الماضي، كمسابقة شقيقة لمسابقة "شاعر المليون"، مع فارق أن "شاعر المليون" خُصصت للشعر النبطي، الشعر الأكثر تداولاً في منطقة الخليج العربي والمجتمعات البدوية الصحراوية، في حين جاءت مسابقة "أمير الشعراء" لتحتفي بالقصيدة العربية بنوعيها: قصيدة الفصحى العمودية التقليدية وقصيدة التفعيلة مع إقصاء قصيدة النثر المغضوب عليها (دون أن يتفضل أعضاء لجنة التحكيم الأفاضل بتبيان أو شرح أسباب غضبتهم وغضبة المؤسسة الثقافية الرسمية في أبوظبي، القيمة على مسابقة أمير الشعراء وكل المسابقات الشعرية والثقافية التلفزيونية، على قصيدة النثر، المتحررة من القوانين "الوضعية" للشعر!) أما وجه الشبه بين "شاعر المليون" و"أمير الشعراء"، فهو أن كلا الفائزين في المسابقتين خرج بمليون درهم إماراتي عداً ونقداً، في سابقة جعلت الشعر يُوزن بالملايين، دون الوقوف كثيراً عند الشعر، كقيمة أدبية هي ثمرة إحساس متفلّت من المناسبتيّة وقطعاً متحرر من الأسباب والغايات، حيث الغايات لا تبرر الوسائل، مهما بلغت هذه الوسائل من شغف وحرفية وتمكن وإخلاص! وتماماً كـ"شاعر المليون" النبطي، استندت مسابقة "أمير الشعراء" على تصويت الجمهور، مع عدم الارتكان إلى "حصافة" الجمهور و"نزاهته" بالمطلق ليلعب تصويت لجنة التحكيم دوراً يفترض أنه مساعد أو مكمّل وإن اتضح بأنه دور بارز، يعتقد بأنه قُصد منه ليّ عملية التصويت وتوجيهها نحو صوت شعري بعينه لعله ليس خيار الجمهور الأول، وهو ما حدث، على ما تتفق عليه معظم الآراء التي عبّرت عن اعتقادها همساً لا جهراً، في المسابقة التي توّجت في النهاية الإماراتي كريم معتوق أميراً على عرش الشعر. ولقد فاز معتوق باللقب عن قصيدته التي حملت عنوان "جدير بك يا وطني"، حيث وصفها صلاح فضل، أحد أعضاء لجنة التحكيم، بأنها "أجمل القصائد جدارة وجهارة وأنشودة غنائية عذبة بليغة تتغنى بقيم والوطن وتعزف على وتر الصميم". وانبرى أعضاء لجنة التحكيم ضمن سياق التهافت النقدي في كيل سيل من المدائح على القصيدة وصاحب القصيدة، ابن البلد الممول للمسابقة الأغنى من نوعها عالمياً، مستخدمين عبارات ومصطلحات خلنا، حتى عهد قريب، أنها سقطت من قاموس اللغة أو عفت عليها الأزمان من نوع "قصيدة عصماء"! جدير بالذكر أن مسابقة أمير الشعراء شهدت تقدم الآلاف من شعراء وطننا العربي الطموحين للمشاركة فيها على أمل نيل اللقب قبل أن يتم تصفيتهم إلى خمسة وثلاثين شاعراً، دُشِّنوا تلفزيونياً على مدى عشرة أسابيع من البث المباشر وسط متابعة جماهيرية تذكر بمتابعة جماهير الأمة العربية لكل أنواع برامج "الغناء "، التي كرست موجة الفن الهابط، ليتأهل في الحلقة النهائية خمسة شعراء حصلوا على أعلى نسبة تصويت هم: جاسم الصحيح، من السعودية، وتميم البرغوثي، من فلسطين، وعبدالكريم معتوق، من الإمارات، ومحمد ولد الطالب، من موريتانيا، وروضة الحاج، من السودان، (وهي الشاعرة الوحيدة، بالتاء المربوطة، التي كانت من بين المتأهلين الخمسة في الحلقة الأخيرة)، مع هيمنة جلية للشعراء الذكور على اقتراف خطيئة الشعر، من بين جميع الشعراء الذين تنافسوا على لقب أمير الشعراء في التصفيات التلفزيونية للمسابقة. إذا بدا فوز كريم معتوق باللقب مفاجئاً أو بالأحرى مفروضاً عنوةً، فإن المفاجأة يمكن شرح ملابساتها دون تبريرها؛ فدولة الإمارات، وتحديداً إمارة أبوظبي من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، التي تصدت لسيل المسابقات والجوائز الأدبية في الوطن العربي عبر تبني سلسلة مشاريع تهدف بحسب البروباغندا المرافقة لها إلى النهوض بمختلف أوجه الثقافة العربية، ظلت حتى "دوري" أمير الشعراء جهة مانحة، واهبة، مقدمة، لا جهة فائزة، متلقية. البداية كانت مع مسابقة "شاعر المليون" للشعر النبطي، حيث كانت الجائزة الأولى فيها، وقيمتها مليون درهم، من نصيب القطري محمد بن حمد بن فطيس المري، ولم يشأ الفوز أن يطرق باب الإمارات، صاحبة البطولة الشعرية الأولى من نوعها خليجياً وعربياً، حتى في المرتبتين الثانية والثالثة اللتين استأثرت بهما السعودية، من خلال متسابقيها تركي بن عطاالله الميزاني وعبدالرحمن العادل الشمري. ثم جاءت المسابقة الأدبية "الأضخم" مالياً في العالم، وهي جائزة الشيخ زايد للكتاب، في فروعها التسعة، بإجمالي جوائزها البالغة سبعة ملايين درهم، حيث توزعت بين مختلف أقطار الوطن العربي ضمن تقسيم جغرافي راعى إرضاء الجميع مع إقصاء الإمارات والمشهد الأدبي الإماراتي من الفوز الأثير في أي من فروع الجائزة، الأمر الذي خلق مرارة عبر عنها عدد لا بأس به من أدباء الإمارات، ممن يرون أن دولتهم اعتادت المنح لا الأخذ مع الإقرار ضمنياً بدونيتها الأدبية والثقافية عموماً، وهي مرارة لا تأخذ بعين الاعتبار حسابات من نوع تراكم المنجز الأدبي والاتكاء على تاريخ ثقافي لجماعة بشرية متجانسة ضمن معطى بيئي له شروطه ومقوماته الفكرية والاجتماعية والسياسية، مع عدم إمكانية استبدال كل هذه المقومات والمعطيات لصالح العامل الاقتصادي، بمنطق الوفرة وحسب. وهكذا، يبدو تنصيب عبدالكريم معتوق، بفضل ليّ التصويت الجماهيري جنباً إلى جنب مع قرار لجنة التحكيم، الذي يفترض أنه سري، أميراً على عرش إمارة الشعر العربي من نوع تكريم الإمارات، "بلد المنشأ" لكمّ هائل من "منتجات" الجوائز، ومكافأتها على مبادراتها الأدبية والثقافية الرائدة من مالها الخاص لا من مال الآخر، لا لشيء إلا لنقول للآخر، الذي ينظر إلى بلد المنشأ بوصفه مانحاً وفقط، أن لنا صوتاً في المشهد الأدبي، والشعري تحديداَ، ضمن التعريف الجماهيري للشعر، بغض الطرف عن استحقاق الفوز وجدارة الفائز بالجائزة. إلى ذلك، ومن باب المجانية في الثناء، شهدت مسابقة "أمير الشعراء" في مرحلتها الأخيرة، إطلاق ألقاب بالجملة، من نوع الضحك على الذقون، على الشعراء الخمسة والثلاثين الذين شاركوا في التصفيات النهائية للمسابقة، وهي ألقاب، ذات وقع فني، تبرع بها زوار الموقع الإلكتروني للمسابقة عبر الانترنت، فكان هناك "شاعر الجماهير" و"شاعر الحب" و"شاعر الرومانسية" و"شاعر القضية" (على اعتبار أن الشعراء بلا قضية) و"شاعرة الرسالة" (ثمة من يزال يحاول أن يبعث الروح في مصطلح جيفة كمصطلح الرسالة!) و"شاعر الشفافية" و"شاعرة الإنسانية" و"شاعر الإبداع" وكل أنواع الشعراء ممن هطلت عليهم الألقاب هطول مطر عنيف على أرض قاحلة، ليجرفها بدل أن يرويها!
كان من الصعب أن تخرج الإمارات من مسابقتها المليونية "أمير الشعراء"، ضمن مسلسل مسابقاتها المليونية العديدة، صفراً أو بما يشير إلى إفلاس في الموهبة يتناقض بصورة فجة مع غنى البلد النفطي. لذا، جاء فوز الشاعر الإماراتي، شبه المخضرم، عبدالكريم معتوق بلقب "أمير الشعراء" التلفزيوني، ليدغدغ شعوراً وطنياً ملحاً مفاده أن لدى الإمارات ما تقدمه إلى جانب الفلوس، علماً بأن أمير الشعر الجديد خرج بمكافأة مالية مقدارها مليون درهم، وهو ما يعادل قرابة 350 ألف دولار، الأمر الذي ينفي ما يذهب إليه البعض من أن الأدب والثراء، في وطننا العربي، قطبان متنافران!
والحق أن فوز معتوق جاء مفاجئاً لا لأنه لم يكن متوقعاً فحسب، بل لأنه انتُزع انتزاعاً في ما يشبه ليّ نتائج التصويت التلفزيوني، ذلك أن الجمهور هو الذي انتخب أمير الشعر الجديد، كما يُفترض، على غرار تصويت برامج تلفزيونات الواقع التي رسختْ واقعاً بغيضاً فوق بُغض واقعنا الأصلي! وما أضاف مذاقاً مراً على المفاجأة الشعور بأن فوز معتوق جاء على حساب فوز كان يميل لصالح اثنين، على الأقل، من المتسابقين الخمسة هما: الموريتاني محمد ولد الطالب والفلسطيني تميم البرغوثي، الذي حل في المرتبة الخامسة والأخيرة، في ما وُصفت نتيجته بالصدمة خاصة لجهة حضوره الشعري الأبرز على مدى الأسابيع الأخيرة من المسابقة!
وكانت مسابقة أمير الشعراء قد انطلقت في منتصف يونيو الماضي، كمسابقة شقيقة لمسابقة "شاعر المليون"، مع فارق أن "شاعر المليون" خُصصت للشعر النبطي، الشعر الأكثر تداولاً في منطقة الخليج العربي والمجتمعات البدوية الصحراوية، في حين جاءت مسابقة "أمير الشعراء" لتحتفي بالقصيدة العربية بنوعيها: قصيدة الفصحى العمودية التقليدية وقصيدة التفعيلة مع إقصاء قصيدة النثر المغضوب عليها (دون أن يتفضل أعضاء لجنة التحكيم الأفاضل بتبيان أو شرح أسباب غضبتهم وغضبة المؤسسة الثقافية الرسمية في أبوظبي، القيمة على مسابقة أمير الشعراء وكل المسابقات الشعرية والثقافية التلفزيونية، على قصيدة النثر، المتحررة من القوانين "الوضعية" للشعر!) أما وجه الشبه بين "شاعر المليون" و"أمير الشعراء"، فهو أن كلا الفائزين في المسابقتين خرج بمليون درهم إماراتي عداً ونقداً، في سابقة جعلت الشعر يُوزن بالملايين، دون الوقوف كثيراً عند الشعر، كقيمة أدبية هي ثمرة إحساس متفلّت من المناسبتيّة وقطعاً متحرر من الأسباب والغايات، حيث الغايات لا تبرر الوسائل، مهما بلغت هذه الوسائل من شغف وحرفية وتمكن وإخلاص!
وتماماً كـ"شاعر المليون" النبطي، استندت مسابقة "أمير الشعراء" على تصويت الجمهور، مع عدم الارتكان إلى "حصافة" الجمهور و"نزاهته" بالمطلق ليلعب تصويت لجنة التحكيم دوراً يفترض أنه مساعد أو مكمّل وإن اتضح بأنه دور بارز، يعتقد بأنه قُصد منه ليّ عملية التصويت وتوجيهها نحو صوت شعري بعينه لعله ليس خيار الجمهور الأول، وهو ما حدث، على ما تتفق عليه معظم الآراء التي عبّرت عن اعتقادها همساً لا جهراً، في المسابقة التي توّجت في النهاية الإماراتي كريم معتوق أميراً على عرش الشعر. ولقد فاز معتوق باللقب عن قصيدته التي حملت عنوان "جدير بك يا وطني"، حيث وصفها صلاح فضل، أحد أعضاء لجنة التحكيم، بأنها "أجمل القصائد جدارة وجهارة وأنشودة غنائية عذبة بليغة تتغنى بقيم والوطن وتعزف على وتر الصميم". وانبرى أعضاء لجنة التحكيم ضمن سياق التهافت النقدي في كيل سيل من المدائح على القصيدة وصاحب القصيدة، ابن البلد الممول للمسابقة الأغنى من نوعها عالمياً، مستخدمين عبارات ومصطلحات خلنا، حتى عهد قريب، أنها سقطت من قاموس اللغة أو عفت عليها الأزمان من نوع "قصيدة عصماء"!
جدير بالذكر أن مسابقة أمير الشعراء شهدت تقدم الآلاف من شعراء وطننا العربي الطموحين للمشاركة فيها على أمل نيل اللقب قبل أن يتم تصفيتهم إلى خمسة وثلاثين شاعراً، دُشِّنوا تلفزيونياً على مدى عشرة أسابيع من البث المباشر وسط متابعة جماهيرية تذكر بمتابعة جماهير الأمة العربية لكل أنواع برامج "الغناء "، التي كرست موجة الفن الهابط، ليتأهل في الحلقة النهائية خمسة شعراء حصلوا على أعلى نسبة تصويت هم: جاسم الصحيح، من السعودية، وتميم البرغوثي، من فلسطين، وعبدالكريم معتوق، من الإمارات، ومحمد ولد الطالب، من موريتانيا، وروضة الحاج، من السودان، (وهي الشاعرة الوحيدة، بالتاء المربوطة، التي كانت من بين المتأهلين الخمسة في الحلقة الأخيرة)، مع هيمنة جلية للشعراء الذكور على اقتراف خطيئة الشعر، من بين جميع الشعراء الذين تنافسوا على لقب أمير الشعراء في التصفيات التلفزيونية للمسابقة.
إذا بدا فوز كريم معتوق باللقب مفاجئاً أو بالأحرى مفروضاً عنوةً، فإن المفاجأة يمكن شرح ملابساتها دون تبريرها؛ فدولة الإمارات، وتحديداً إمارة أبوظبي من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، التي تصدت لسيل المسابقات والجوائز الأدبية في الوطن العربي عبر تبني سلسلة مشاريع تهدف بحسب البروباغندا المرافقة لها إلى النهوض بمختلف أوجه الثقافة العربية، ظلت حتى "دوري" أمير الشعراء جهة مانحة، واهبة، مقدمة، لا جهة فائزة، متلقية. البداية كانت مع مسابقة "شاعر المليون" للشعر النبطي، حيث كانت الجائزة الأولى فيها، وقيمتها مليون درهم، من نصيب القطري محمد بن حمد بن فطيس المري، ولم يشأ الفوز أن يطرق باب الإمارات، صاحبة البطولة الشعرية الأولى من نوعها خليجياً وعربياً، حتى في المرتبتين الثانية والثالثة اللتين استأثرت بهما السعودية، من خلال متسابقيها تركي بن عطاالله الميزاني وعبدالرحمن العادل الشمري.
ثم جاءت المسابقة الأدبية "الأضخم" مالياً في العالم، وهي جائزة الشيخ زايد للكتاب، في فروعها التسعة، بإجمالي جوائزها البالغة سبعة ملايين درهم، حيث توزعت بين مختلف أقطار الوطن العربي ضمن تقسيم جغرافي راعى إرضاء الجميع مع إقصاء الإمارات والمشهد الأدبي الإماراتي من الفوز الأثير في أي من فروع الجائزة، الأمر الذي خلق مرارة عبر عنها عدد لا بأس به من أدباء الإمارات، ممن يرون أن دولتهم اعتادت المنح لا الأخذ مع الإقرار ضمنياً بدونيتها الأدبية والثقافية عموماً، وهي مرارة لا تأخذ بعين الاعتبار حسابات من نوع تراكم المنجز الأدبي والاتكاء على تاريخ ثقافي لجماعة بشرية متجانسة ضمن معطى بيئي له شروطه ومقوماته الفكرية والاجتماعية والسياسية، مع عدم إمكانية استبدال كل هذه المقومات والمعطيات لصالح العامل الاقتصادي، بمنطق الوفرة وحسب.
وهكذا، يبدو تنصيب عبدالكريم معتوق، بفضل ليّ التصويت الجماهيري جنباً إلى جنب مع قرار لجنة التحكيم، الذي يفترض أنه سري، أميراً على عرش إمارة الشعر العربي من نوع تكريم الإمارات، "بلد المنشأ" لكمّ هائل من "منتجات" الجوائز، ومكافأتها على مبادراتها الأدبية والثقافية الرائدة من مالها الخاص لا من مال الآخر، لا لشيء إلا لنقول للآخر، الذي ينظر إلى بلد المنشأ بوصفه مانحاً وفقط، أن لنا صوتاً في المشهد الأدبي، والشعري تحديداَ، ضمن التعريف الجماهيري للشعر، بغض الطرف عن استحقاق الفوز وجدارة الفائز بالجائزة.
إلى ذلك، ومن باب المجانية في الثناء، شهدت مسابقة "أمير الشعراء" في مرحلتها الأخيرة، إطلاق ألقاب بالجملة، من نوع الضحك على الذقون، على الشعراء الخمسة والثلاثين الذين شاركوا في التصفيات النهائية للمسابقة، وهي ألقاب، ذات وقع فني، تبرع بها زوار الموقع الإلكتروني للمسابقة عبر الانترنت، فكان هناك "شاعر الجماهير" و"شاعر الحب" و"شاعر الرومانسية" و"شاعر القضية" (على اعتبار أن الشعراء بلا قضية) و"شاعرة الرسالة" (ثمة من يزال يحاول أن يبعث الروح في مصطلح جيفة كمصطلح الرسالة!) و"شاعر الشفافية" و"شاعرة الإنسانية" و"شاعر الإبداع" وكل أنواع الشعراء ممن هطلت عليهم الألقاب هطول مطر عنيف على أرض قاحلة، ليجرفها بدل أن يرويها!