يرى الناقد المصري أن الرواية تسير بشكل أقرب للشكل الكلاسيكي،حيث تتشعب الخيوط وتتشابك الشخصيات، وتتداخل الرؤى، وكأننا في غابة من العلاقات السرية والعلنية، الماضوية والحاضرة. التخيلية والعلمية، حيث كان جزءا حيويا منها استخدام الهوامش القائمة علي رصد المصادر التاريخية التي تزرع الرواية في أرض الحقيقة، وكأننا نقرأ التاريخ روائيا.

استخدام الواقع في «استخدام الحياة»

ليس دفاعا عن أحمد ناجي .. ولكنه دفاع عن حرية الرواية

شوقي عبدالحميد يحيى

قد يكون من البديهي، أو من تكرار الكلام، التقرير بأن الرواية هي أكثر الأنواع الأدبية تحررا. حيث تملك من الحرية ما لا يملكه أي نوع أدبي آخر. ووفق الناقد الدكتور مدحت الجيار، فإن "الرواية هي النوع الأدبي الوحيد الذي ليس له كتالوج محدد". ومن هنا كانت الرواية هي كما قيل عنها وأكده د جابر عصفور "ديوان الحياة". وهي كما أكرر دائما "مؤرخ الشعوب" اي أنها الواقع الفعلي، أو التحتي للتاريخ الحقيقي، في مواجهة التاريخ الرسمي الذي يضعه القادة المنتصرون، حيث يلوونه ويلوننه بما يتفق ورؤاهم، والذي كثيرا ما يفارق الحقيقة. ويؤكد تلك الحقيقة، تاريخ الرواية المصرية(والعربية) منذ بداياتها الأولي في محاولة د. هيكل في انتقاد المجتمع وتخلفه في روايته الرائدة "زينب" وما سار علي نهجه – بعد التطوير والنضج الروائي – توفيق الحكيم ويحيي حقي ورغبتهما في تطوير المجتمع بعد احتكاكهما بالعالم المتقدم. ولا يغيب عن الأذهان تجارب نجيب محفوظ ن الذي أرخ لأجيال في مسيرة المجتمع المصري، وثوراته وإحباطاته، بداية من ثورة 1919، حيث رسخها في أذهان الأجيال، وما لم تكن الكتب المدرسية لتفعله مثلما فعل، مرورا ب 1952،  1967 ، والقفز فوق 1973، وصولا للإنفتاح ورفض قطاعات من المجتمع، ومن المثقفين له. حتي جاء عقد التسعينيات من القرن الماضي، والعقد الأول من القرن الحالي، والذي كان للرواية دور المحرض والمحفز للثورة الحقيقية الأولي في تاريح مصر في الخامس والعشرين من يناير. حيث ارتبطت الرواية بأوضاع المجتمع الذي كان قد بدأ التململ، وبدأت الاحتجاجات تخرج عن صمتها وتعلن عن المواجهة (الخشنة)، والتي فرضها الوضع المجتمعي الذي استخدم العصي في مواجهة الفكر والرأي، فكانت المواجهات الشرطية الخشنة تفرض علي المبدع، الروائي خاصة، أن يلجأ إلي الخشونة فيما يملك من سلاح، وهو الكلمة، فنزلت الرواية إلي قاع المدينة، وسط العشوائيات، بما تحوي من ألفاظ عارية من كل مواربة، وكاشفة عن واقع تخلي عنه العلم والحياة الكريمة، فلم يعد يُبقي علي شئ، ولم يعد يخشي علي شئ، فكان الانحراف الأخلاقي، والفحش في القول، تعبيرا عن وضع غابت عنه الرعاية، وغابت عنه الدولة.(1)

كما سعي شباب الكتاب – تعبيرا عن تمردهم وعدم قبولهم بالواقع، ورفضهم له، إلي كسر التابوهات العربية الثلاث، الدين والسياسة والجنس، وهو الثلااثي المحرم الدخول فيه. وكلما تمادي الشاب في كسر أحدها، كلما كانت رغبته في التمرد. وعلي الرغم من أن رواية "استخدام الحياة" صدرت طبعتها الأولي في العام 2014، إلا أن ما دونه الروائي في نهاية الرواية يشير إلي كتابتها ما بين  أكتوبر 2007 و يناير 2011. أي أنه انتهي من كتابتها قبل قيام الثورة الحقيقية في مصر. الأمر الذي يضعها في إطار ما سميناه الروايات المُحرضة. غير أنها تأخذ منحي مختلف عن تلك الروايات التي سادت فترة ما قبل ثورات الربيع العربي في كل الدول العربية. حيث كان التركيز علي إظهار ما يسود المجتمعات العربية من حكم عسكري قائم علي كبت الحرية، والتنكيل بكل معارضة أو رأي، كما شاعت روايات السجون وما يحدث فيها من صنوف التعذيب.

وإن كانت "استخدام الحياة" تنتمي لذات الفترة، وتتفق معها في طريقة التناول (الخشن) أو المواجهة المباشرة، إلا أنها تتجه للكشف عن معاناة الشباب وأسباب انحرافهم، وتقاعس الدولة في مواجهة ظروفهم. لتأتي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير لتلقي عليهم باللائمة، بل وتلقي بهم في غيابات السجون، بتهم التخابر أو التعامل مع منظمات أجنبية. ليسجل أحمد ناجي سبقا في التنبيه نحو هذه الظاهرة، وتبرئ الشباب الذي كان وقود الثورة وطليعتها، في مواجهة تغافل الدولة أو تعاميها عن ما كان يدور. فقد تداولت التصريحات الرسمية، ومن ورائها أجهزة الإعلام، الرسمية أيضا ، بعد ثورة يناير– خاصة خلال تولي المجلس العسكري إدارة شئون البلاد - بعض الاتهامات للشباب، بالتمويل من الخارج والعمل لحساب منظمات أجنبية تعمل علي إثارة القلاقل في المنطقة.

فنتعرف علي "بسام" و "ريم" اللذين قادتهما الظروف المجتمعية للعمل في إحدي المنظات الأجنبية، تحت إشراف "بابريكا" – والاسم بالتأكيد يستدعي مباشرة الإشارة إلي أمريكا" -حيث يعاونها "إيهاب حسن" أستاذ الأدب والرئيس الحالي للمجلس الإداري للجمعية من مصر.ويتضح دور الجمعية/ أمريكا وما تسعي إليه من خلال:

{في لقائي مع بابريكا في المطعم المطل علي الميناء أشارت أثناء تعدادها لمحاسن ما حدث بأن البشرية كانت قد وصلت لمرحلة تحتاج معها للتخلص من أثر الهويات القومية المرسخة بالسلطة العسكرية والدستورية للدولة. الاقتصاد يمكنه أن يفعل ذلك، امنحو قوة ومجالا أكبر للشركات.}ص194.

ولم تكن تلك المنظمات تعمل في الخفاء، فقد كانت الدولة تعلم جيدا، ولأسباب، ربما كانت معلومة، تعامت وتغافلت. فبالرجوع إلي منولوج السارد – في الرواية-  بعد حديث دار بين "مود" الذي لا يمل من الحديث عن السياسة، وما يدور من صراعات سياسية داخل أمريكا، وصانعي السياسة فيها، ليسأل "إيهاب" وهل لهم علاقة بالمنظمة التي يعملون بها ولها، فيدخل السارد في منولوجه الكاشف، عن التعامي حول ما كانت تصنعه تلك المنظمات الممولة من الخارج :

{تذكرت فجأة عند هذه النقطة من الحوار واحدة من زياراتي لجامع الحاكم بأمر الله، حينما شاهدت في زاوية من زوايا المسجد لافتة تاريخية قديمة، كان واضحا أنها قبل عمليات الترميم التي قامت بها الحكومة في شارع المعز، لكن اللافتة كانت تحمل عبارة "إهداء من نادي روتاري". فكرت أنه لا يوجد شئ سري، فالاشارة والعلامات ملقاة علي قارعة الطريق والبعرة تدل علي البعير، والأثر يدل علي المسير، لكننا فقط لا ننتبه، نعمل بجهد أكثر في عمليات الهدم والتخريب، ولا نراقب البطء والهدوء اللذين تتم بهما عمليات البناء والعمارة أمام أعيننا}ص118. فقد كانت الدولة تعلم كل شئ، فلماذا كان الصمت عنها، ولماذا لم تتخذ موقفا قبل ذلك؟.

فالرواية، تتخيل عاصفة كونية قد حدثت، إقتلعت كل ما علي الأرض – وهو ما قد يدعو لتصور ما يرمي إليه الكاتب هو الثورة التي حدثت، خاصة أن قراءتها تأتي بعدها (2014)- وهو ما يؤكد الرؤية بأن الرواية، إرهاص وتحذير مبكر من خطر هذه المنظمات، وما يمكن أن تؤدي إليه من تغيير في المجتمع. وأيضا يمكن قراءة الرواية وكأننا نقرأ الواقع المصري بعد الثورة، وهو ما سنأتي عليه لاحقا.

فما الذي دفع بالشباب للدخول، أو العمل من خلال تلك المنظمات 0المشبوهة؟

في حوار متخيل مع إحدي شخصيات الرواية "ريم" وحول دورها في الجمعية، وما يكشفه عن طبيعة البشر: {انضممت لفريق عمل الجمعية في القاهرة منذ بضعة أشهر، الأمر تم بالمصادفة. لم أكن مهتمة كثيرا بالعمارة، لكني عرفت أن دور الجمعية لا يقتصر علي العمارة بصفتها ممارسة هندسية، أو عملية ترتيب لمجموعة من الحجارة والخرسانة، بل هي عملية تهيئة وتكييف لمواد الطبيعة في المدينة، بحيث تناسب احتياجات جميع الكائنات الحية في هذا الحيز الجغرافي بما فيها الإنسان. وفي الوقت نفسه هندسة الإنسان نفسه علي مستوياته الثلاثة الجسدية، والنفسية، والروحية.}ص170. وهو ما يؤكد إستخدام الجمعية/ المنظمة لكل وسائل التأثير علي البشر، خاصة الشباب. وما يؤكد العلاقة بين "بسام" ومونين التي أسلمت نفسها له بكل البساطة، حد الإغراق. وما سعت الرواية لتأكيده في الإفراط في تلك العلاقة.

كما نقرأ إعتراف "بسام" أيضا وما دفعه للعمل بالمنظمة:

{وظيفتي الحالية بدت لي في البداية مغرية، إذ كان باب السياسة مغلقا بحكم وجود الجنرال في سدة الحكم.}ص51. وهو ما يدفعنا للتفكير في قراءة الرواية باستخدام الواقع الحالي بعد الثورة، خاصة إذا تأملنا سعي الجمعية لبناء قاهرة جديدة في الرمال{ضرورة هدم وإنهاء القاهرة. أصبحت ريم جزءا من بابريكا، وبابريكا كل من ريم، بقوة الإيهام والاستيهام}ص201.

{من مقبرة الرمال. يشدو صوت أم كلثوم "وقف الخلق جميعا ينظرون". كانت هذه هي الروح الجديدة في البلاد. وهي كما توقعت "بابريكا" ما دفع مصر والمنطقة إلي قفزات طويلة نحو المستقبل. أي مستقبل؟ نحن فيه الآن، وكم أشعر بالسأم منه. هو الماضي بغير أشكاله، هو صور الذات تدعي الانتعاش.}ص35. وبالنظر أيضا إلي تلك الفقرة التي تتحدث عن نظام الجمعية، وكأنها تتحدث عن مصر ما قبل الثورة، وما هو قائم بالفعل حتي الآن، وكأن ثورة لم تقم، من غياب للديقراطية، وغياب للشفافية: {الديمقراطية ليست الوسيلة المتبعة في إدارة الشئون الداخلية للجمعية، بل منهج الطبيعة القائم علي أن البقاء للأصلح والأكثر تكيفا. وعجلة التطور يتم دفعها من خلال صراع الجميع ضد الجميع مع الحفاظ علي اللائحة "صفر" في ميثاق عمل الجماعة، واللائحة نفسها غير معروفة بكل تفاصيلها للجميع لكن أهم بنودها الحفاظ علي سرية بنيان الجمعية}ص135.

ودولة الواقع –الآن – تقوم علي المشروعات المنصبة علي الجانب المادي، متجاهلة جوانب افنسان الأخري، وما تتحدث عنه الرواية بشأن الجمعية: {يوما ما حينما يقرر الله مكافأة الإنسان علي شقائه في هذه الدنيا، فسوف ينتزع عنه البصر والبصيرة. يرده للسعادة، للصفاء الروحي والسكينة النورانية، بهيمة عمياء ترعي في حدائق الجنان الخضراء. لا تعرف من المشاعر إلا سعادة إشباع الشهوات والاحتياجات. هكذا هي الجنة}ص17.

ألا يثبت ذلك قدرة الرواية –عامة- علي استشراف المستقبل؟

تتناول الرواية حياة "بسام بهجت"، والذي يوحي اسمه للمقابلة الساخرة بينه وبين حياته، خريج "سياسة وإقتصاد" قد فشل في الإلتحاق بالعمل في وزراة الخارجية، مثله مثل غيره كثير، وللأسباب المعروفة في المجتمع، فوجد المنظمة (المشبوهة) تفتح له ذراعيها، بمرتب مجز، تاركا العمل في منظمة حقوقية، بعد أن يئس من العمل المدني.

وكذلك كانت "ريم" تلك التي قادتها أوضاع المجتمع أيضا للعمل في ذات المنظمة ، حيث تشعر "ريم" مثلما كل الشباب بالاجدوي... حتي ولو كان ما تعيشه وهم، فهي في حاجة إليه .. الأمل: {لكن "ريم" كانت قد وصلت في مرضها إلي مرحلة لا يمكنها خلالها الحياة دون وهم تؤمن به. حياة ريم كانت كلها عبارة عن سلسلة من الاندفاعات من موجات الحب والإيمان، تتبعها ثورات صغيرة من الشك وخيبات الأمل.

كان الدين أولها، الله والمسجد وصحبة الوالد بالحجاب الصغير محو مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، ثم الشك وتصاعده، والشكوي في الجامعة من غياب العدالة الاجتماعية، ثم البكاء علي كتف الحبيب الأول والزوج بعد ذلك، الشك في الأيدولوجيا، والثقة أكثر في الحب، ثم موت الحب كنبتة أصابها الجفاف، ثم أخيرا محاولات الإيمان بالنفس، أبادلها الحب وأشعر بها تقترب من قلبي ببطء، لكنها تتركني في الليل لتستلقي علي الكنبة في الصالة تفتش عن نفسها في داخل نفسها}ص201. وبينما تمارس "بابريكا" المثلية مع ريم، في الوقت الذي تدمع فيه عينيها(ريم)، في إشارة لعدم الاستمتاع، أو لرفض العلاقة، المادية أو الإشارية، وبما يوحي بانسياقها إليها دون رغبة منها، تعرف "بابريكا" مشكلة "ريم". تشعر أنها تتفلت منها، تفكر "بابريكا" وتبحث عن الإمساك بها من جديد:

{بابريكا عرفت منذ اللحظة الأولي أنه ما من علاج لداء ريم، سوي وهم جديد. إيمان يثبت القدم علي الأرض. وإذا كان ليس من ذلك بد، فليكن هذا في الوهم مفيدا للآخرين علي الأقل. لتكن ريم مسيحا جديدا يضحي بنفسه من أجل حياة جديدة لبني الإنسان.} وكذلك كان "بسام بهجت" يشعر بالتيه، بين مان ، منحلم في الماضي، وما يعيشه من ضياع ولا جدوي فيما هو كائن: {أنا الآن في منتصف الأربعينيات أجد نفسي غارقا في الماضي، أعيش جزءا مما حلمت به صغيرا ومع ذلك غير قادر علي الاندماج، قوة الدفع لا تحركني للأمام، بل تثبتني مكاني، والجميع يعبرون من حولي}ص214. وعلي الرغم من أن كل من "بسام" و "ريم" لا يمثلان نسفيهما – في الرواية –  بل يمثلان القاعدة الأساسية من المجتمع : {مرحبا بكم في جحيم القاهرة، حيث الحياة كلها انتظار، ورائحة الزبالة وروث الحيوانات بانواعها دائما في كل مكان.}ص50  { أستيقظ في الصباح عاجزا عن الابتسام في المرآة. لم أكن وحدي .... القاهرة كلها كانت وعاء كراهية، كانت المادة الخام للكراهية والتعاسة}ص51.

 إلا ان القاهرة لم تكن وحدها، علي الرغم من تمثيلها الوطن بصفة عامة:

 {المصريون معظمهم ليسوا من القاهرة، ويعيشون حياتهم البائسة في القري والنجوع والمدن الإقليمية الزراعية، سوف ننفق الكثير من الجهد والمال في بناء مدينة أصلها فاسد منذ البداية، لماذا لا نبحث عن مدينة جديدة؟}ص126.

التكنيك الروائي:
كما سبق أن قلنا، اعتمدت الرواية علي اللغة الخشنة ، ابنة وقتها، مستخدمة في ذلك لغة الجسد ، ونصفه الأسفل، لما له من رفض مجتمعي،  تأكيدا لدور الرواية، في الاعتماد في التأثير علي المشاعر، وهو ما حدث بالفعل من رفض لهذا المسلك وهذا الإسلوب، وإن كان قد فُهم علي غير مقصده لقصور في رؤية دور الإبداع، عامة، الذي يؤثر بالمشاعر، لا بالكلمات والخطابة - وإن كنت أري أنه كان يمكن الاستغناء عن كثير من المسميات المباشرة والاستعاضة عنها بالتلميح دون التصريح – فضلا عن دوره في كشف إسلوب التعامل الذي تتبعه المنظمات الخارجية في سعيها نحو جذب الشباب وتجنيدهم.

وفضلا عن أن الإسراف في الجنس في حد ذاته – واقعيا وفنيا – يعتبر كالمخدر الذي يلجأ إليه الشباب في حالة رفض الواقع، وغياب البديل الرومانسي، او غياب الحلم أو الهدف الذي يجذب الشباب لينغمسوا فيه، في فورة الشباب وثورته وكبته، أي أنه نوع من التفريغ للطاقة، ونوع من إعلان الرفض.

وتسير الرواية بشكل أقرب للشكل الكلاسيكي،حيث تتشعب الخيوط وتتشابك الشخصيات، وتتداخل الرؤي، وكأننا في غابة من العلاقات السرية والعلنية، الماضوية والحاضرة. التخيلية والعلمية، حيث كان جزءا حيويا منها استخدام الهوامش القائمة علي رصد المصادرة التاريخية التي تزرع الرواية في أرض الحقيقة، وكأننا نقرأ التاريخ روائيا.

وفي النهاية مات "موني" في ظروف غير معلومة ... وانتحر "إيهاب" في مخبأه السري ... واختفت "بابريكا" ولا ندري كيف ... انسحب كل من "بسام" و"ريم"، كطرفي خيط تم سحبهما من وسط كتلة خيط متشابكة، يسيران وحيدين في رحلة خيالية في بحر صحراء أكتوبر، يبحثان عن منطاد، يلخص السارد الحكاية في:

{غريبان يخجلان من البكاء أمام بعضهما بعضا، أحمقان ضيعا جوازي سفرهما في غابة الوحشة.}ص236. لتعلن عن ندم وخجل الشباب من حياتهما. وكأنهما يبحثان عن التطهر بالدموعن التي تغسل أدران ما فعله الوطن بهم.

 

Em:shyehia48@gmail.com

(1) كتبت " استخدام الحياة- ما بين العامين 2007 و 2011 وفقا لما حدده الكاتب في نهاية الرواية.