يأخذنا الشاعر المغربي فتح الله بوعزة، في هذا النص الذي يخص به الكلمة، لرحلة صيد غير عادية تمكننا من مراقبة لحظة تجلي لشاعر اختار باب الألفة والناي كي يواجه هذا العصف الذي ينتظره في الخارج حيث لا أمل في نهاية المسير، هي ومضة شعرية لحالة وجودية غاية في التركيب.

بَابُ الرّمايةِ

فتح الله بوعزة

أحتاجُ إلى سيقانِ قَمحٍ

وقميصٍ أبيض

لِرجلٍ بدينٍ جدّا

أحتاجُ إلى ممثّل يُجيدُ الطّيرانَ

يأخذُ الأرضَ المحْروثةَ منّي

وأطاردُ منطادَهُ الْحربيّ

بينَ الْغاباتِ الْخضراءِ

 

حولي غيْمتانِ ناعِستانِ

ونسوةٌ بأمشاطٍ صغيرةٍ

جاثياً على ركْبَتيّ

ويدايَ مائِلتانِ إلى الأعْلى قليلاً

أحاذرُ أن أصيبَ الممثّل الطّائرَ

أوْ أثقبَ الأرضَ التي يحمِلُها

أقْصدُ الأرضَ التي كَبُرتْ

 بَيْن سيقانِ الْقَمحِ

وبابِ الألْفةِ 

بدهْشةِ شاعرٍ ضيّقِ الصّدرِ

لم يعثرْ على الْفرقِ بينَ النّايِ

وفوهةِ البندقيةِ

 أُدحْرج الغيْمتينِ النّاعستينِ

وآخِرَ الْهواءِ في يَدي

صوبَ الشّوارعِ التي لم

 تعدْ موجودةً

كأيّ معْتوهٍ فضائيّ 

أضْحكُ للْعصافيرِ التي

 عَلِقتْ

بِبقايا الْخلاءِ

أضْحكُ منْ أثر الْحمّى

على أغْصانِي!