تقدم الكلمة في هذا العدد ديوانا قصيرا من البرازيل للشاعرة ماريا أباراسيدا ماركيز سوزا، ترجمها الشاعر التونسي محي الدين الشارني، قصائد تتغنى بأنبل العواطف وأكثرها شجنا وارتباطا بقيم الحياة، وضمن هذا السفر والترحال في الحب نكتشف صوتا شعريا يدفعنا اتجاه قراءة جغرافية شعرية من أمريكا الجنوبية.

ديوان العدد

فِي ضَوْء الحَيَاة أنـَا إخْـتـَرْتُ أنْ أحْـيَا

ماريا أباراسيدا ماركيز سوزا

ترجمة محيي الدين الشارني

( 1 ) حُبٌّ فِي سَـوَاد عُـيُون حَبيبي -  

فِي لحَظات السَّعَادَهْ

والطـَّـقـسُ حُبُّ

قـَـلـْبي وحُـبِّي يَقـُولان لِي

حُـبُّـنا كلـُّه هُـنـَا

         فِي سَوَاد عُـيُون حَبيبي

اِفـْعَـلْ مَا تـَشَاءْ

ولكنْ لا تـَقـْـتـُلـْـني بقـَـلـْـبـكَ

عـنـْـدَمَا أحْـسَـستُ بنسيمكَ

أحْـسَـسْـتُ بحُـبِّي الكـَبير يَـمُـرُّ

يَـمُـرُّ مِنْ هُـنـَا

يَـمُـرُّ مِنْ هُـنـَا بهَـذه الطـَّريقـَة عَـبْـرَ قـَـلـْـبي

                               والطـَّـقـْـسُ حُـبُّ

اِضْـربْ ريحَ المَـشَاعـر فِي جَـسَدنـَا

أحسُّ بعـطـْر أنـْـفـَاسكَ فِي صَـدْري

لأنـَامْ

أشْعُـرُ بنـَقـْص فِي السَّعَادَهْ

أشْعُـرُ بنـَقـْص فِي الحُبِّ

آخُـذ حُـبِّي بَـيْـنَ يَـدَيّ

قـَـلـْـبي بكـُـلِّ جُـنـُون الحُبِّ ..

 

( 2 ) فِي أصْـل الحُـبِّ -

( المُـنـْتِـجُ الجَـيِّـدُ

هُوَ الذي يَعْـرفُ

كَيْـفَ يَخْـتـَارُ بُذورَ نَجَاحَاتِهِ

لِـذلكَ فـَهـوَ يُـنـْتِـجُ لـَهَا الأسْمِـدَة مِنْ نـَيَاشين  

أنـْفـَاسِهِ

إنـَّهُ يُعْـطيهَا فِي كـُلِّ الأيَّام مَـبَاهجَ

الحُـبِّ

لِجَـميل تـَأكُّـدِ وَفـْرَةِ حَيَاة بَسَمَاتهَا ) .

* * *

فِي مُسْتـَشْـفى الحُـبِّ

يُوجَدُ كَـثيرٌ مِن المَرْضَى

بأوْجَاع مُخْتـَـلفـَهْ

هُـنـَاكَ جَاءَ الطـَّبيبُ لمُدَاوَاة مَريض الحُـبِّ

قـَالَ لهُ 

خُـذ لكَ مَرَّة فِي كـُلِّ يَوْم

الصَّبْر 

وخُـذ لكَ مَرَّتَيْن فِي كـُلِّ يَوْم

الطـِّيبَهْ

وثـَلاث مَرَّات فِي كـُلِّ يَوْم

التـَّـفاهُمْ

وأرْبَع مَرَّات فِي كـُلِّ يَوْم

التـَّوَاضُعْ

وخَـمْس مَرَّات فِي كـُلِّ يَوْم

الإيمَانْ

وستّ مَرَّات فِي كـُلِّ يَوْم

الإمْـتـنـَانْ 

وسَبْع مَرَّات فِي كـُلِّ يَوْم

التـَّسَامُحْ

وقـَالَ الطّـَّبيبُ للمُمَرِّضَهْ

لا تـَـنـْسي أنْ تـُعْـطيهِ هَـذا الدَّوَاءَ الأخير

فِي اللـَّيْـل

إنَّهُ يُعْطي مَفـْعُولهُ في اللـَّيْـل

كُـلـُّهُ يُسَمَّى

الحُبُّ

اِتـَّبعُـوا فـَقَـَطْ هَـذهِ الوَصْـفـَهْ

لأصْـل الحُـبِّ

إنـَّهَا هَكذا تُؤْتِي أكْـلـَهَا بسُرْعَة أثـَر الغـَدْق

وسَوْفَ تـُغَـَذِّي فِـيكُمْ 

القـَـلـْبَ

والجَسَـدَ

والرُّوحَ

طوَالَ حَيَاتكُمْ  . 

* * *

( فِي الحُلـْم العَـمِيق لأكْوَان البَحْر

رَأيْتُ وَرْدَةً جَمِيلة تَفـْرَحُ 

أحْسَسْتُ سَاعَـتَهَا بنَسِيم عَـلِيل

يَأتِينِي مِنْ عَـبَق حَـبيبي

أحْسَسْتُ بوَرْدَتِي

فِي صَدْري

تُغـَـنِّي لِي عَـبيرَ

سَعَادة أغـْـنِيَّة حُـبِّـنَا ... ) .    

 

( 3 ) فِي ضَوْء الحَيَاة أنـَا إخْـتـَرْتـُكِ حَيَاتي -  

فِي ضَوْء الحَيَاة أنـَا إخْـتـَرْتُ أنْ أحْـيَا 
سَأبْـذلُ كـُلّ مَا بوسْعي للدِّفـَاع
عَنْ ذهَـبِ أحْلامنـَا
لأنـَّـكَ قـَـلـْبي الفـَريدْ 
فِي هَـذه الجَـنـَّة التي لا حُـدُودَ لـَهَا
لا تـَدَعْ قـَـلـْبي يَتـَألـَّمُ
أكـْثـَرْ
أكـُونُ مِـثـْلـَمَا أكـُونْ
أنـَا أحْـيَا لأجْـل حُـبِّي الآنَ
مُجْـتـَمعَان فِي هَـذه الرِّحْـلـَة مِنْ حَـيَاتـنـَا
فِي هَـذا الضَّـوْء السَّاطع بمُحَـيَّا النـَّهَارْ -
أرَى
وجْهَـتـَـنـَا

شَـمْـسُ الكَـلمَات تـُحَـلـِّـقُ هُـنـَا بقـَـلـْبي
وهَـذه العَاصفـَة سَـوْفَ تـَمُـرّ 
لـَقـَدْ وَجَـدْتَ حُـلـْمَـكَ الآنَ
أسْـتـَطـيعُ أنْ أتـَحَـسَّـسَ كـُلّ كـيَانـَهُ
كـُلّ شَيْء يَعْـبَـقُ مُتـَلألأ هُـنـَا فِي قـَـلـْبي
لا تـَحْـلـُمْ كـَثيرًا
فـَكـُلّ شَيْء قـَدْ أصْبَحَ الآنَ حَـقـيقـهْ
الآنَ أحْـلامُـكَ تـَحْـيَا لـَكَ أنـْتَ
أحـبُّـكَ طـُولَ الحَـيَاة ْ
أشْعُـرُ بجـسْـم دفـْـئـكَ
 يُطـَرِّزُ ذوَبَانَ
رُوحي
فِي أجْـمَـل
لـَيْـلـَة حُـبّ

أنـْتَ تـَقـْطـفُ أحْلامَـكَ الآنْ

وأنـَا
كـُنـْتُ فِي إنـْتـظاركَ
الآنْ لنـَحْـيَا حُـبَّـنـَا البَـديعْ

بدُون نهَايَهْ
فِي هَـذه الجَـنـَّة التي لا حُـدُودَ لـَهَا

اللهُ رَبِّي يَعْـرف

فِي ضَوْء الحُـبِّ أنـَا إخْـتـَرْتُ

أنْ أحْـيَا مَعَـكَ إلى الأبَـدْ ...

 ... / ...

( ـ البرازيل ـ )