ومضة من ومضات الشاعر عبداللطيف بن مينا حيث يؤطر فعل الحضور بطيف تذكار بسيط يعبر بطلاقة أمام عينيه في إصرار على التقاط وتكثيف هذا الإحساس، وهو ما يجعل من هذه الومضة القصيرة تعبيرا عن فعل حضور مضاعف.

لأن رجلا يحترق في جدار

عبداللطيف بن مينا

تعرفين انني لست ملاكا
وأن يوم الأحد

تذكار الحزن القديم
وان مقابر العالم

تلتقي عند عيني
وان يدي

غمامة لقيطة..

 

تعرفين ان الموت البنفسجي
قبل قليل
مر من هنا
كان يمزح..
ويشرب القهوة بمزاج رائق

 

لان رجلا مثلي

عيناه سافرتا في قطار الظهيرة
البيت تمزق وراء الشمس
الأولاد يتعاركون..
والأنبياء في قيلولة

لان رجلا مثلي،

يحتضر

في المرآب الحجري

حيث
تكدست المرايا

و طبول الحرب


ولان سحابة _

خارج القطيع
سالت من عينيك
وخطواتك

تنزف

من

الضجر


أنا مثلك تماما

دمعت عيناي

لأن رجلا

مثلي

يحترق  في  جدار..