يقربنا الشاعر الأردني موسى احوامدة من حالة خاصة حيث حلول الجسد في القصيدة هربا من هذا التيه والوجع الذي يحيط به، وتبدو الحالة أقرب الى الحلم حيث تتبدى جميع التفاصيل وهي في وضعية الشك ومن خلالها يبحث الشاعر عن رحلة الخروج عبر القصيدة التي تظل الملاذ الأخير.

عند منعطف الحلم

موسى حوامدة

عند منعطف الحلم

بين التفعيلة وشهوة النثر

وجدتُ ذراعَكِ سنديانَ القصيدة

وأصابعَكِ أقلامَ الكتابة

حروفُ اللغة من يديك

تشتهي أن تُسكبَ في أطراس الحنين

في سجلات الصبابة

ودفاتر العشاق.


على مرمى النار

وتحت رصاص الحرب المنهمر

لم أعد أفرق بين الجهة الغادرة

وجبهة العدو

خانتني الأرض

وسرقت جثتي مني

خانتني الشمس

وسلبت وجهك من صباحاتي

خانتني الغيوم

وتلاشت في الزوال الأخير.

 

قبل اكتمال البنفسج

ارتطمت قصيدتي بكمين الشر

تحت وسادة اللغة

وضعوا لك يا حبيبتي علَّةَ الزهو

والزهوُ آفةُ الكمان

وخريف المحبين.


وعلى مرمى الكناية

وجدت جسدي يغرق في حبر الخديعة

كلما كتبت سطراً

محته السيول الطينية

وكلما رسمت شجرة

قصفتها الزوبعة.


لم اكن أعرف أن القتيل

يحتاج إلى شهادة حسن سلوك لموعد القيامة

حتى انهار جدار الوهم الأخير

وطمست وجهَهَا الأوراق البيضاء

صارت عملةً رديئةً

لا تصلح لتجفيف الدموع.

 

Musa.hawamdeh@gmail.com