في لحظة إنسانية خاصة تكتب الشاعرة الفلسطينية إيمان زياد، عن حلم يسكنها بانجلاء المآسي والخيبات كي يسمو الوطن والإنسان الى لحظات أكثر أمنا وأمان، ولن يتأتى هذا الأمل إلا بانتهاء حالة اللايقين والشك ويصبح للأطفال القدرة على العيش بكرامة، وتستطيع أرواحهم أن تحلق في سماء الحرية دون خوف.

غداً تموت الحرب

إيمان جمال زيّاد

الصيف يزحف على بطنه كعادته؛
وأنا انكفئ على طوي المناجل
من سطر الحديد،
سيفلّه ُ صراخ القمح
حين يجزّ الرأس عن جسد باسق،
تجالد قليلاً أيّها الحاني
غداً تموت الحرب بقذيفة عاقلة
ويطفو الجمع
كل الجمع من أقبية الخيبة
وأنا أستغيث بتلّة القشّ تلك
أن تحرق نار الثكالى
ومناجل قتلى
وطقطقة أصابع مبتورة

 

 

أطفال هناك

هناك تجمّهُر في اﻷعالي

أرواح تصافح اﻷرواح
لا فُرقة
لا رايات ساذجة
ﻻ حواجز بين اﻷبدان الناضجة
وﻻ أقنعة
يلعب الأطفال بأشلاء بعضهم
ويضحكون

*********

الأمواج لم تكن متزنة
غير ناضجة
ولا منفعلة؛
لكنّها كلما ارتدت في عينين خائفتين
تلألأت 
وسحبتها إلى حضن البحر
استقري هنا
ابنة مطيعة
**********

يخطو طفلي أولى خطواته
الراقصة
نحو شمعة مبتهجة
يختبأ أمام ظلّها البارد
يعربد الظلام في صحن الليل
 فتزيد من توهجها
وتقصر
تقصر
حتى تميل نحو الظل 
ويشتعل رأس طفلي..