بعد فترة طويلة قضاها في العمل الدبلوماسي، يعود الشاعر الفلسطيني الى القصيدة كي يوجه وصاياه لتنبعث الذات من جديد كي تواصل سيرها نحو الكتابة ودروب الحياة العصية، ولتقتسم خبرتها وقدرتها على طرق مجاهل ودروب المجهول، من هنا تلمح هذه القصائد القصيرة الى انبعاثة جديدة وميلاد جديد.

الوصايا (قصائد)

عمر صبري كتمتو

الإخوة
جلسوا بقرب المدفأة

كي لايحل البرد في أجسادهم أو يستقيم

وتزاحموا متدثرين بجلدهم

وتقاسموا خبز المساء

وبسملوا

وتراحموا

وتبادلوا نظرات من يرضى بقسمته

من المولى العظيم

 

هذا نهار آخر يمضي

ويخرج من سنين العمر وحده

متأملا ...... متفائلا

عل العصافير التي رحلت تعود

وتقرع الباب القديم

عل المحارب يستريح

ويسترد السيف غمده

 

الضحية
عبثا نحاول أن نغني

فالظلام ينام تحت الياسمينة ثم يصحو

قبل أن يلج الصباح وينتقي منا الضحية

عبثا نحاول أن نضيء الشمع في البئر الأخير

عبثا نحاول أن نقص على الذين تثاقلوا في النوم

أحداث المدينة أو حكاية عاشق ضمته شرنقة المنيه

فاقرأ علينا ان أردت الفاتحة

 

الفتوة
كبر الصغار

وأتقنوا فن الكلام

وفن تقبيل الشفاه

وتجادلوا حتى طلوع الفجر

ثم تقاسموا طعم الحياه

وتمسكوا بخيوط ليل لم يعد ليلا

وعادوا للأسرة والمجون

لا الريح توقظهم

ولا صوت العصافير التي عادت من المنفى

ولا صخب الجداول والمياه

رقدوا صباحا بعد جهد لا يكل وقد مضى ليل

لينتظروا سواه

 

كبر الصغار

وغادروا الحي القديم

وأغلقوا باب الديار

وخلفوا البيت العريق وراءهم

نارنجة أو ياسمينه

رسموا على جدرانه صور الطفولة

والأقاصيص التي صارت حكايا

في تفاصيل المدينه

 

الوصايا

كم قلت لك ....

روض مشاعرك الرقيقة وانطلق

من أسر ماضيك الذي لم يرحمك

 

كم قلت لك .....

ان المدائن لاتزور قبورها

والموت لايأتي على جسد هلك

 

كم قلت لك

كم قلت لك ......

رطب شفاهك من مياه النبع

كي تقوى على القيظ الذي أدمى الشفاه

وأرهقك

 

كم قلت لك .....

هون عليك

ولا تسر متسرعا نحو النهاية

إن دربك لم تزل حبلى بأحلام الكهولة

فالتقط أنفاس صدرك

عل قلبك يستعد لجولة أخرى

وتدرك مقصدك

أوليس هذا مبتغاك, ومرتجاك ... ومطلبك

 

أوسلو