يسعى هذا المقال للتعرف على خصوصية التناول النقدي عند الروائي المغربي محمد برادة، في محاولة للكشف عن الجدل بين النقدي والروائي في نصوصه النقدية.

الروائي ناقدا

محمد برادة في )فضاءات روائيّة

رضا الأبيض

يجمع محمد برادة (1) كغيره من الروائيين النقاد بين شهوتين أقصدُ، بين كتابة المقالة النقديّة والنصّ الإبداعيّ على ما بين المجالين من اختلاف في اللغة والمنظور والوظيفة، جمعًا لا شكّ يطرح كثيرًا من الأسئلة عن أسبابه وجدواه وعن مواقف الدارسين من ذلك. ونحن إذا ما كنا نعتقد أن لا مفاضلة بين النّشاطين، فإننا لا ننكر ما بينها من تغاير واختلاف، فلحظة الكتابةِ الإبداعيّة ليست هي ذاتها لحظة التحليل النقديٌ، وليست الغايةُ من الإبداع هي ذاتها الغاية من التحليل أو التنظير. فإذا كان الإبداع موهبةً وتخييلا ووبوحا، فإنّ النّقد صنعةٌ وانضباط منهجيّ وتوقٌ إلى الموضوعيّة.

فأيّ نقد يكتب هذا المبدعُ؟ وما علاقة ذلك بما يكتب من نصوص روائيّة؟ اخترنا في هذا المقام أن نكتفيَ بقراءة كتابه النقدي "فضاءات روائية"(2)  لنقف عند بعض ملامح رؤيته النقدية: منهجا ومفاهيم وإجراء، بما قد يساعدنا لاحقا على البحث في أشكال التفاعل وآثاره بين هذه الرؤية والمنجز الإبداعي. قسّم برادة كتابَه إلى مقدمة ومتن ٍ ينقسمُ بدوره إلى ثلاثة محاور أوّلها فصول نظريّة في الرّواية والرّواية العربيّة شكلا وتيمات، أمّا الثاني والثالث فقراءات نقديّة تطبيقية لنصوص عربيّة ومغربيّة. 

أ- مقدمة الكتاب: الأدب وبوطيقا المجهول
يرى برادة أنّ الأدبَ مشدود إلى المستقبل وإلى الآتي حتّى إذا ما كانت أحداثه مستوحاة من الماضي. وأصل المستقبل في الأدب الخلقُ الفنّي والتخييل واللغة أي، بمعنى آخر، أدبيتُه وشعريتُه. فالشعريّة (البوطيقا) ليست محاكاة أو انعكاسا بقدر ما هي تجدّد ونبضٌ وانشداد إلى المجهول، مجهولِ اللغة والكينونة والنصّ. فالمبدعُ رغم ثقافته اللّغوية يظلّ يشعر بالعجز عن التعبير والإحاطة بالفكرة، لأنّ "الكلمات مهما بلغت حرارتها لا تعبّر تماما عن جهنّم المستعرة بين جوانح المبدع"،(3) ولأنّ الكيانَ، خاصة في الزّمن الحديث، مرعوبٌ دائما مرتابٌ يبحث عن حقيقة لا يبلغها، أمّا النصّ فله حياته المستقلّة التي تجعله مجهولا دائما حتّى عند مبدعِه. ولعلّ من مظاهر هذه العلاقة القلقة بين المبدع ونصّه أن تُوسمَ الكتابة بأنّها شذريّة أو أن يتشظّى النصّ وتلتبس علاقته بالعالمِ وبالنصوص الأخرى.. وهي سمات تدفعنا دائما كتّابا وقرّاء إلى أن نعيد طرح سؤال جدوى الكتابة ـ القراءة. وهو سؤال ـ حسب برادة ـ يقود بالضرورة إلى أن نعيد طرح إشكالية مسؤوليّة المبدع من منظور حضور الذات الفاعلة أو غيابها خاصّة وقد هيمنت النظرياتُ والمقاربات التي تقوم على الحتميات اللغويّة أو النفسيّة أو الماديّة (4). وبناء على ذلك يؤكّد الناقد دورَ الذات القادرة على التخييل وعلى تذويت العالم في تشييد المعرفة وارتياد العوالم الممكنة، وبالتالّي على الإبداع والتأثير. فالأدب الإبداعيّ حسب رأيه ليس بهلوانيّة لغويّة، بل هو تفاعل وحرّية بقدر تورّطها في الفنّ وفي المجهول هي متورّطة في الواقع الذاتيّ والمحلّي والعالميّ.

تلك بعض الهواجس المعرفيّة التي ألحّت على برادة ودفعته إلى مغامرة نقديّة طريفة جمعت بين التنظير والتطبيق، وبين ذوق المبدع وانطباعيته وصرامة الناقد وموضوعيته..

ب_ متن الكتاب:
ب- 1: التنظير
التنظير في متن الكتاب على ضربين. الأول مستقل بذاته يمثله الفصل الأول، أما الثاني فقد تخلل القراءات التطبيقية.

ولقد اهتمّ برادة في الفصل الأوّل من مؤلّفه (صص 19- 100) بالرّواية والرواية العربيّة خطابا وتيمات وتاريخا.

1-1: الرّواية خطابا:
الرّواية جنس حديث بدأ "زمنُه في القرن السابع عشر بظهور "دونكشوت" التي دشنت، في آن، زمن الرواية الحديثة وأفقها"(5). ثمّ تعزّزت الرّواية وتعدّدت الاتجاهات وتنوّعت طرائق الكتابة إلى الحدّ الذي يستحيل معه تصنيف الرّوايات وضبطها في خانات. وهو تنوّع أمّن ولايزال للرّواية القدرة على التجدّد وإن لم يحْمِها من التعثّر. ولعلّ جوهر الخطاب الرّوائي المتمثّل في الانفتاح والتعدّد هو ما ضمن لها تمكّنها من تجاوز العثرات والأزمات.

وإذا كان برادة لا يخفي استئناسه بتنظيرات باختين النقديّة، فإنّه يؤكّد أيضا أنّ الأساسيّ ليس البحث في أصل الرّواية، بقدر ما هو البحث في سمات بنياتها وخصائص خطابها. فالرّواية خطاب في تحوّل دائم ينفلت من القيود ويتفاعل مع سائر الخطابات الأخرى ولا يني يتجاوز عثراته. ويستدلّ برادة على ذلك بالنظر في بعض مكوّنات الخطاب الرّوائيّ كأنماط الكتابة والزمن واللغة. فالسرد في الرّواية الحديثة متعدّد غير خطّي، وعلاقة الشخصيّة بالعالم متوتّرة يسودها الشك والارتياب، والتشخيص أميل إلى البحث في الجوّانيّ، والسّارد على مسافة ممّا يحكي، والوصف لم يعد استنساخا للواقع مهما انشدّ إليه وهو لا يساعدنا على معرفة الواقع بقدر ما يدعونا إلى التخيّل والحلم أمّا اللغة فإنّها حواريّة لا تطابق بينها وبين الأشياء. إنّ خطاب الرّواية الحديثة في كلّيته خطاب مسكون بالتعدّد، ومغامرةٌ دأبها التمرّد على التبعيّة لسلطة النماذج المستلِبة.

1-2: الرّواية تيمات:
يرى محمد برادة أنّ "إنتاج نجيب محفوظ يضطلع بالدور الذي أنجزته الرّواية الأوربيّة خلال القرن التاسع عشر من حيث الكم والكيف"(6) من خلال استيحائه ظواهر اجتماعيّة وتاريخيّة وإثارته لقضايا الدين والسياسة والجنس. ولكن مع بداية الستينات بدأت انعطافة جديدة في الرّواية العربيّة لعلّ من سماتها استيحاء الذاكرة الفرديّة والنقد وانتهاك الحدود.. فهيمنت حسب رأي برادة تيمات مثل الهويّة والمدينة والقمع والحبّ والتّاريخ. وبقدر اهتمام الكاتب بالتيمات اهتمّ أيضا بالأشكال التي اعتبر برادة البحث في إشكالية أصالتها واستيرادها موضوعا متجاوزا لأنّ الأهمّ من ذلك هو أن تظلّ الرّواية خطابا مفتوحا يساهم في معركة الحريّة.

1-3: الرّواية تاريخا:
لم تنتظر الرّواية العربيّة تبرجز المجتمع. إنّها كتابة "تستجيب لرغبة جامحة في فهم الذات وفهم المجتمع وإوالياته المعقّدة والتعبير عن جوانب ومشاعر ظلّت مكبوتة وغائبة في الخطابات الثقافيّة السائدة"(7). من هذا المنطلق يستعيد برادة المحطات الأساسيّة لرحلة الرّواية العربيّة غاضّا الطرف عن أسئلة يعتقد أنّها أصبحت متجاوَزة. ولقد أفضى بحثه إلى أنّ المحطات الرئيسيّة بحسب الخصائص الغالبة، هي:

أ- الرواية التي تمتح من السيرة الذاتيّة وتبحث عن الأنا العميقة مثل زينب لهيكل ويوميات نائب في الأرياف للحكيم والخبز الحافي لشكري.

ب- الرواية التي اتخذت من المدن فضاءات لها بغضّ النظر عن المنظورات والمواقف مثل ثلاثية محفوظ وأنا أحيا لبعلبكي والجبل الصغير لخوري..

ت- الرواية التي تفسح المجال أمام الذاكرة وتشخّص زمن الانكسار وتستعيد بعض لحظاته مثل تلك الرائحة لصنع الله إبراهيم وشرق المتوسط لمنيف وسرايا بنت الغول لحبيبي.

ث- الرواية التي تستعيد التاريخ كالزيني بركات للغيطاني ومجنون الحكم لحميش

ج- رواية المرايا وهي تلك التي "استخدمت لعبة المرايا لتظهر علائق الذات المتعدّدة والمتداخلة، سواء في بحثها عن كينونتها أو في اكتشافها لكثرتها، أو في خروجها إلى لقاء الغير والتواصل مع الآخر"(8)  كرواية الشحاذ لمحفوظ ورامة والتنين للخراط وروايات الكوني والمرأة والوردة لزفزاف.

من هذا المنظور الذي يقوم على فكرة الخصائص المهيمنة، والذي يتعالق فيه الشكل بالمحتوى تبدو الرّواية العربيّة الحديثة حسب برادة أقرب ما تكون إلى تاريخ استبطاني للذوات الفرديّة في أحلامها وصراعها واحباطاتها التي لا تنتهي. ولعلّ طبيعة الرّواية بما هي جنس ينطوي على إمكانات واسعة لملاحقة التحوّلات.. هو ما جعلها جنسا قادرا على الصمود والبقاء في زمن أصبحت فيه السلطة للصورة.  من هذا المنطلق يدافع برادة عن قدرة الرّواية على رصد التحوّلات الحضاريّة رغم أنّ مهمّة الرّوائي ليست الكشف الموضوعيّ عن الواقع. إنّ الرواية أكثر الأجناس قدرة على التورط في الواقع والتاريخ لا بنقله أو نسخه، وإنّما بتذويته أي بتشخيصه بطريقتها الخاصة، وهي طريقة إبداعيّة لم تنفك عن التحوّل والتغيّر والتعدّد. وبناء على ذلك يصل المؤلّف إلى أنّ الرّواية العربيّة خطاب عميق وأفق في التعبير يتجدّد باستمرار يقتضي منّا إذا ما أردنا دراسته مزيدا من التروّي في التقويم والحكم.

واهتمّ برادة في ثنايا تحليلاته التطبيقية بمسألتين نظريتين هما:

1-: وظيفة النقد:
إنّ الأساسيّ في القراءة النقديّة حسب برادة " ليس هو "اختزال" العمل الأدبي إلى جملة من "المعادلات" الشارحة لـ "المعنى"وإنّما: منهجة التحليل والقراءة بطريقة تستجيب للتعدّد وتداخل محاور الدلالات. حتّى تكون القراءة عنصر إغناء وإيحاء، وتكون أيضا عملية متعة وحوار خارج سياط فكّ المعاني ونثرها على بساط "العقل" المحيط بكلّ شيء"(9). فالنقد إذن حوار مع النصّ وتفاعل يغني النص ويغتني به وليس بحثا عن معنى جوهري ثابت. وهو نشاط يجمع بين التحليل والتأويل وبين المنهج والذوق يكتفي دائما بأن يكون اقتراحا غير نهائيّ.

2- مفهوم الواقعيّة:
تقوم الواقعية على فكرة القدرة على التقاط الواقع وتجسيده وهو ما يجعل الرواية من هذا المنظور أداة من أدوات التغيير. وهي فكرة مشدودة إلى ظرف سياسي وتاريخي اتسم بالفورة الإيديولوجيّة، وبسيطرة مقولات الالتزام والوعي والتغيير. ولعلّ الملفت للانتباه بالنسبة لبرادة أنّ الواقعيّة في الفكر النقدي العربي لا تزال مقولة ملتبسة ومسطحة تحتاج إلى مراجعة. ولما كان التصور الشائع عن الواقعية ملتبسا مع نظرية المحاكاة الأرسطية اختار برادة الإشارة إلى المراجعات النظرية للمفهوم وإلى الاستئناس بها لإعادة قراءة ما صنّف بالأمس القريب ضمن هذه الخانة تصنيفا وقف دون التقاط الخصائص المميزة لهذا العمل أو ذاك.

ب-2: التحليل
في القسم الثاني من مؤلّفه اختار برادة أن يقرأ عددا من النصوص (روايات، سير ذاتية، قصص) العربيّة ثمّ المغربيّة.

2-1: النصوص العربيّة:
قارب برادة في هذا الفصل (صص 103- 196) أحد عشر نصّا جلّها روايات، ونظّمها بما يوحي بأنّها تخضع لترتيب تاريخي زمني رغم أنّ بعض المقالات لا تحمل إشارة إلى تاريخ كتابتها.

وتتوزع هذه النصوص بحسب الأقطار العربية كالتالي:

 

- مصر: لطيفة الزيات (10)، إبراهيم عبد المجيد (11)، ادوار الخراط (12)، فتحي غانم (13)، محمد البساطي (14)،  محمد ناجي (15)   
- تونس: عروسية النالوتي (16)   
- فلسطين: أحمد رفيق عوض (17)
- العراق: هيفاء زنكنة (نصان) (18)
- لبنان: هادية سعيد (19)

* "حملة تفتيش" للطيفة الزيات: يرى برادة أنّ هذا الكتاب دال في شكله وتيماته عن اهتمام بالحاضر وبحث عن التحوّلات، فالكاتبة تستحضر بعضا من الماضي ضمن هواجس وأسئلة الحاضر، والكتاب مساهمة في تأسيس نصّ السيرة الذاتية الذي لا يزال محدودا في أدبنا العربيّ (20). ولعلّ الطريف في هذا الكتاب حسب برادة جمعه بين شكل غير مألوف في كتابة السيرة وتيمات على جانب كبير من العمق والحساسيّة كالجنس والمطلق والموت.

* "في أروقة الذاكرة" لهيفاء زنكنة: تنطلق هذه الرّواية من الخاص وتقترب من تجربة الوجود والكينونة. وهي رواية تستوحي تجربة العمل السياسي وتنشغل بالتاريخ دون أن تفقد أدبيتها. يتجلّى ذلك في المزاوجة بين السرد والميتا سرد، وفي تركيزها على الحاضر وتحرّرها من الخطّية الزمنية وفي توظيفها تقنية التصوير بالكاميرا.

* "تماس" لعروسيّة النالوتي: إنّ السؤال الضمني الذي يكمن وراء هذه الرواية حسب برادة هو كيفية مواجهة الخطاب الذكوري وتشخيص نتف من ذاكرة مجروحة لامرأة اختارت الكتابة أداة لاستكناه الأعماق.

ومن خلال النظر في تشكيل هذا النصّ والبحث في علاقات الشخصيات ومستويات اللغة يقرّ برادة أنّ "تماس" استعارة تخييليّة للتأمل وملاحقة الهواجس والذكريات

* "لا أحد ينام في الإسكندريّة" لإبراهيم عبد المجيد: تمثل قصّةُ صداقة مجد الدين المسلم ودميان القبطي العمودَ الفقري لهذه الرّواية التي تستعيرُ أجواء الحرب العالمية الثانية "لتحكيَ قصصا ومشاهد من حيوات الإسكندريين البسطاء" (21) باعتماد السرد بضمير الغائب وفي نفس ملحميّ وأسطوريٍّ.

* "يقين العطش" لادوار الخراط: هي رواية تنهض حسب برادة على بنية مفتوحة، حوارية تطمح إلى استكشاف المجهول. وهي وإن تعددت محكياتها وتيماتها تظلّ مشدودة إلى مركز أو سدى متمثل في "المواجهات الحوارية العشقية والصراعية بين ميخائيل ورامة"(22). ويوسّع برادة القول في رمزية الشخصيات نافيا أن تكون العلاقة في الرواية ثنائيّة. إنّها ثلاثيّة لأنّ العالم، بمعطياته وعبثيته وعنفه يتوسط بين الذات وأفقها المتعالي"(23).

* "الجبل" لفتحي غانم: يقف الناقد في قراءته لهذا النصّ عند ثلاثة عناصر هي التجنيس والبناء والتيمات. أمّا فيما يتعلّق بسؤال التجنيس فنصّ "الجبل" يبدو قلقا يتوزع بين الشهادة والسيرة والرواية.. وهو ما جعل برادة يسمه بالنصّ المختلط ويذهب إلى تفسير ذلك بما حفّ بالنصّ من ظروف تاريخية وسياسيّة. أمّا من جهة البناء فهو رحلة استكشاف وبحث خضع خلالها الكاتب السارد إلى عدّة اختبارات.. وأمّا التيمة الأساسيّة فهي العلاقة بين السلطة المركزية وسكان الجبل التي تبلغ مستوى الصراع التراجيدي.

بناء على ذلك يرسم برادة إطارا تأويلا يقرأ من خلاله "الجبل" في لحظتين تاريخيتين: لحظة صدورها (1957)، ولحظة قراءتها من جديد (2000) ليخلص إلى أنّ هذا النصّ بقدر ما نجح في الترميز (الأبعاد الميثولوجيّة) فشل أن يظلّ كاتبه موضوعيّا محايدا.

* "بستان أحمر" لهاديا سعيد: تقوم هذه الرواية على بنية بوليسيّة من خلال توفر عنصرين هما الجريمة والتحقيق، وعلى تنويع أساليب السرد وضمائره ورؤى الشخصيات وفضاءات الأحداث بما يسمح بتشخيص وضع الإنسان العربي الاعتباري في بستانه الأحمر.

*  نساء على سفر" لهيفاء زنكنة: يرى برادة أنّ الشكل الذي اختارته الكاتبة بسيط "إلاّ أنّه ملائم للموضوع ومتميّز في منظوره وتيماته"(24) . من خلال خمس نساء في المنفى تنفتح الرواية باعتماد الحوارات والمحادثات والمونولوج على الذاكرة الفردية والجماعية ويبدو الوطن فضاء للحنين والفاجعة في مقابل منفى يكون فضاء للحرية وممارسة الحقوق..

* "آخر القرن" لأحمد رفيق عوض. يصف برادة هذا النصّ بأنّه "موار متعدد الأساليب والأصوات، يطمح إلى شمولية العرض والسرد والتحليل، ويواجه سؤال فلسطين بجسارة ومكاشفة" (25)، لذلك هو ـ حسب رأيه ـ من النصوص النادرة التي تحمل عناصر مجدّدة.

و يذهب إلى أنّه قائم على تعدّد في الأصوات والمواقف والأجناس التعبيريّة، يوظف تقنية المرايا وينفتح على الحاضر رصدا لأهمّ تحوّلاته.. وهو ما يسمه بصفة الجدّة والحداثة. ورغم صعوبة تأويل مثل هذه النصوص فإنّه من وجهة نظر برادة نصّ يروي الهزيمة ولا يبقي سوى الانتحار أو التعالي الميتافيزيقي أفقا.

* "فردوس" لمحمد البساطي: تشكّل العلاقة المتوترة بين فردوس وابن ضرتها سعد حوافز الحبكة وتصوغ إطار التخييل في كتابة مشهديّة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، ومشوّقة لا تمثّل الواقع بقدر ما تقدّم نموذجا جديدا من العلاقات يدفعنا إلى التفكير والسؤال وبالتالي الوعي بالذات كما وعت فردوس بذاتها وبجسدها. بناء على ذلك يعترض برادة على سجن البساطي في خانة الواقعيّة ويعتبر رواية فردوس بناء تخييليّا بامتياز وإن لم يفقد صلته بالواقع.

* "رجل أبله، امرأة تافهة" لمحمد ناجي: يعتمد السرد في هذه الرواية على ضمير الغائب لراو عليم وينهض البناء على المواجهة في كتابة مشهدية تدفع القارئ إلى إعادة ترتيب فقراتها المتلاحقة. وهي رواية تعبّر عن الانشطار في الرؤية إلى العالم (التصور المثالي، الاهتمام بالقضايا الكبرى، استحضار الأمس البعيد، الاهتمام باليومي وبالجزئيات، الإغراق في الحاضر)، وتدعو إلى التفكير في المآل: هل ستستمر الحياة على هذا النحو أم أن ساعة الكارثة قد حلّت؟

2-2: النصوص المغربيّة:
* "اليتيم" لعبد الله العروي (26): استهلّ برادة قراءته "اليتيم" بملاحظات نظرية عن الواقعيّة وعن الالتباسات التي عرفها الخطاب الواقعي الروائي والنقدي، مشيرا إلى أهمّ المراجعات التي وقعت والتي أعاد أصحابها (ليسنج، هامون) طرح إشكالية العلاقة بين الأدب والواقع. ثمّ نظر في "اليتيم" من جهة البنية والمنظور السردي والتيمات الأساسيّة. ليخلص إلى أنّها رحلة نحو الجذور وارتداد إلى زمن الطفولة والذكريات يؤطرها ضمير متكلم هو صوت إدريس الذي وإن مثّل يمثل بؤرة في الرواية لم يحل دون ظهور أصوات أخرى وسمت الخطاب بالتنوع والحيوية. وبالاعتماد على التعدد اللغوي اللساني والاجتماعي استخرج برادة أهمّ تيمات الرّواية كالصراع بين القيم والتوزع بين العقل والرغبة وتيمة اليتم والموت. لقد حقق التعدد الغوي في اليتيم تنسيبا للغة وكسرا للاطلاقيّة وعبّر عن الصراع بين الرؤى والمواقف. بناء على ذلك أخرج برادة "اليتيم" من التصنيف الذي عدّها واقعيّة رغم اشتمالها على عناصر كثيرة مكونة للخطاب الواقعي (27) بسبب ما بذله العروي من جهد في صياغتها الفنيّة.

* "سلستينا" ليوسف فاضل (28): هي حسب برادة رواية حوارية رغم أنّ السارد فيها عالم بكلّ شيء ينوب عن الشخصيات الأساسيّة في تقديم وجهات نظرها والأدلة على ذلك التقسيم الخارجي للنصّ وما يتصف به المحكي من احتماليّة وما تستدعيه الصيغة السرديّة من "أصوات تأويلية أخرى كامنة ومحتملة لدى الذات القارئة"(29). ويدرس برادة الشخصيات في الرواية كاشفا عن أهمّ صفاتها وطبيعة علاقاتها خاصة بالفضاءات التي تتحرك فيها وبالزمن. بما يسمح له بتحديد "كرنوتوب" الرواية: البحث عن الآخر وعن الذات.

* "النظر في الوجه العزيز" مجموعة قصصية لأحمد بوزفور (30): يعتقد برادة أنّها دالة على أنّ القصة عند بوزفور لا ترتهن إلى نموذج معيّن "لأنّ التجريب يضع نصوصه باستمرار على تخوم النماذج ويجعلها لحظات في تشكّل لا يكاد يستقر عند محطة واحدة"(31). ويقف برادة عند مكونات الشكل فيلاحظ أنّ قصص المجموعة كلّها تخرج عن نموذج القصة الكلاسيكية وتندرج ضمن "القصة اللحظة" مميّزا داخل ذلك بين أنواع من البناء (الاستبطاني، الدائري). ثمّ يهتمّ بالتيمات التي وإن تنوّعت وتعددّت فإنّها في مجملها تتعلق بالذات في يومياتها وتذكراتها وهواجسها حتّى أنّ النصوص بدت له "كأنّها نصّ اللاوعي".

* "المستشفى" للبوعناني (32): هو محكيّ حسب برادة جريء وعنيف يتصل بتجربة إقامة في مستشفى سمحت للسارد بمعايشة الآخرين ومحاولة تملك الاجتماعي تملكا جوّانيا.

* "أولاد الأزقة الضيقة": لعبد الحق سرحان (33): رواية توظّف العناصر الأتوبيوغرافية موزعة بالتساوي بين الماضي والحاضر نطل من خلالها على التحولات التي عرفها المجتمع المغربي عبر تشخيص للفروق والاختلافات اجتماعيا وإيديولوجيّا ولغويّا. ولعلّ ما لفت انتباه الناقد في هذه الرّواية المكتوبة بالفرنسية قدرة مؤلفها على تخطي ـ وإن إلى حدّ ـ عتبة الحوار وتعدد الأصوات وهي العتبة التي وقفت دونها الروايات المغربية المكتوبة بالفرنسية.

* "سأبكي يوم ترجعين" لأحمد عبد السلام البقالي (34): يوظف البقالي في هذه الرواية تركيبا ثلاثيا: البناء البوليسي ومناخ الخيال العلمي والحوافز البسيكولوجية والإيديولوجية، وهو تركيب يسم الرواية بالتباس يعوق القارئ عن توليد معاني عميقة تتعدى إطار البنية السطحية (35) ويلاحظ برادة أن الأصوات في الرواية تكشف عن رؤية الكاتب الإيديولوجية وأن اللغة التي اختارها البقالي " لغة توصيل" تحدّ من طاقة التخييل ولا تمنح النصّ قدرة على التعدّد والتنوّع.

* "دليل العنفوان" لعبد القادر الشاوي (36): هي رواية حسب برادة متميزة في تركيبها الفنّي ونغمتها وشخوصها وإيقاعها(37) لأّن مؤلفها نجح في إقامة المسافة الضرورية بين الوقائع ومقتضيات التخييل من خلال استثماره لعبة الذاكرة وما تتيحه من إمكانات تنويع وخلط وانتقاء ودمج الواقعي بالمتخيّل بما يسمح بتحرر الرواية من سلطة النموذج المألوف في تسجيل السيرة (طه حسين، أحمد أمين..).

* "النار والاختيار" و"الغد والغضب" لخناتة بنونة (38): يستهل برادة مقالته بالإشارة إلى تفاعل أدب خناتة مع مناخ الستينات والسبعينات الذي تميّز بالتطلعات والأحلام الكبيرة والمجهضة وبسيادة مفاهيم الواقعية والالتزام. ثم ينظر في ما بين الروايتين من قواسم مشتركة جعلتها تمثّل نصّا واحدا، فالروايتان تتقاربان وتتشابهان من نواحي أهمها أنّهما يمتحان معا من نفس الجرح ويتشكّلان في لغة جوهرانية لا تحكي كلّ التفاصيل، وتتشابهان في البداية والنهاية وشخصية السارد والبنية العامة التي تقوم على الصراع والتنازع، ولكنّهما تختلفان أيضا من جهات أخرى مثل توزع الرواية الثانية بنائيا بين نصيّن أحدهما سردي والآخر إخباري وهو ما سمح بتعدد الأصوات والفضاءات.. على أنّ ذلك لا يحول دون أن يجمع برادة الروايتين ضمن صنف واحد اقترح له من التسميات "الرواية النفسية الإيديولوجيّة (39)

* "خفق أجنحة" لمحمد عز الدين التازي (40): يوالي التازي منذ روايته الأولى مغامرة التجريب والبحث عن أفق مختلف يرتقي من خلاله إلى مدارج الحلم والشعر بعيدا عن استنساخ الوقائع والشخوص. يحلل برادة بإيجاز مشاهد الرواية من خلال ملاحقة عبد الحي أهمّ شخصياتها ويبحث في الدلالات البعيدة في سياق قراءة ينعتها بأنها تأويليّة ليخلص إلى أنّ هذه الرواية تقوم على استراتيجية في الكتابة تزاوج بين الواقعي والرمزي الفلسفي.  

استنتاجات:
لقد توزّع النقدُ في كتاب برادة بين نقد نظريّ تعلّق بالرّواية والنقد، وآخر تطبيقيّ هو قراءات موجزة مركّزة لنصوص عربيّة ومغربيّة جلّها روايات. وإذا كان الفصل الأوّل من الكتاب مخصّصا للتنظير النقدي فإنّ القراءات التطبيقيّة لم تخل من ملاحظات نظريّة تؤسّس للقراءة وتتجاوزها. ولعلّ المتأمّل في الكتاب يدرك أنّ محمد برادة لم ينطلق في قراءاته التطبيقيّة من وصفات جاهزة ولم يتقيّد بمنهج أو مدرسة بعينها بقدر ما استفاد من مشارب مختلفة لسانيّة وبنيويّة وثقافيّة. فكان لكلّ قراءة مذاقها وإيقاعها. بيد أنّ ذلك لم يمنع من اشتراك جلّ القراءات في قيامها على خطّة تبدأ بالنظر في الشكل أو البناء ثمّ المعاني والتيمات. ولقد اختار برادة أن يكون في الشطر الأول تحليليّا يقف عند أبرز العناصر والمكوّنات، ثمّ تأويليّا في الشطر الثاني يشغّل مفهوم السياق الثقافي والتاريخي  ويستفيد من معطيات خارج نصّية.

والقراءات وإن كُتبت في فترة من الزمن طويلة (1982 ـ 2002)، فإنّ صاحبها ظلّ فيها ملتزما بمبادئ عامة فكرية وجماليّة لعلّ أهمّها الإيمان بمبدأ الحواريّة، فالنقد الناجع حوار وتفاعل مع النصّ وليس مدحا ولا ذمّا، والرواية التي تستحق أن توصف بالجدّة والطرافة هي نصّ حواريّ بالضرورة تتعدّد فيه الفضاءات والأصوات واللغات فيكون أقدر على التقاط تحولات الذات والمجتمع قاد هذا المبدأُ الناقدَ إلى اعتبار قراءاته النقديّة مجرّد اقتراح أو وجهة نظر لا تدّعي القول الفصلَ إيمانا بأنّ النصّ أكبر من المنهج ومن مبدعه وقارئه.. وإلى مراجعة نصوص أصبحت من الذاكرة الأدبيّة، واختيار ما بدا محقّقا لمعنى الحوار والتعدّد. ولمّا كان النقد حوارا استفاد برادة من أعلام النقد الغربي (باختين، جينات، هامون، بلانشو..) دون تقيّد حرفيّ أو تبعيّة، فكان نقده خطابا منفتحا إبداعيّا من تجليات إبداعيّة الخطاب النقدي في "فضاءات روائيّة " يمكن أن نقف عند:

سمة النقد في الكتاب الانفتاح على المناهج والاستفادة منها دون تقيد أو تبعيّة ودون تعالم أو إفراط في العلماويّة المذهبة بذوق المميتة للروح.

تغاير لغة الناقد الواصفة مع اللغة الموضوعيّة واكتسابها قدرا من الحرية والمرونة والانسياب إنها لغة تتمرد على الموضوعيّة والدقّة، لتلتبس بالمشاعر الذاتيّة وتحتفي بذاتها

في الكتاب تتداخل وتتعايش أنماط من النقد مختلفة: نقد جامعي أكاديمي وأخر ثقافيّ وثالث تعليميّ مدرسيّ..

الدفاع عن النص وعن الإبداع واعتبار النقد مجرد ملاحظات أو اقتراحات..

بيد أنّ لنا حول هذا المؤلَّف بعض الملاحظات نجملها في الآتي:

- إنّ فصلَ النصوص المغربيّة عن العربيّة لا يقوم على مبرّر فنّي إذ أنّ الأولى لا تتميّز عن الثانية سوى بالمعنى الجغرافي القطري وهو لا شكّ معيار غير أدبيّ. لقد كان من الأفضل، وانسجاما مع المقدمة النظرية التي صنف فيها برادة الرواية بحسب السمات المهيمنة، أن يقسّم المتن المدروس على نحو آخر.

- لم يرتبّ برادة قراءاته وفق خطّ زمني يسمح للدارسين برصد ما قد طرأ من تحولات في منهجه أو رؤيته.

- إن من يتتبع مصطلح "فضاء" الذي عنون به مؤلّفه يلاحظ أنّه مرادف لعبارة المكان (41) . رغم أن الناقد لم يهتم في قراءاته بالمكان عنصرا روائيّا فحسب، بل لعلّه في بعض ما كتب من قراءات لم يلتفت إلى المكان مطلقا. لقد كانت مقاربته أشمل من الاهتمام بالفضاء، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن سبب اختيار " فضاءات روائية " عنوانا جامعا.

- لم نجد مبرّرا لوسم الكتاب بـ" فضاءات روائيّة" نسبة إلى الرواية، والحال أنّ النصوص المدروسة كانت موزعة بين السيرة والقصّة والرواية والنصّ..

إنّ هذه الملاحظات ليست بأية حال تقليلا من قيمة الكتاب فهو عميق في خلفيته ومحتواه النظري وطريف في مقارباته التطبيقية.. بما يؤكد أنّ برادة مبدعا حاضر في ما يكتب برادة ناقدا.  

(جرجيس ـ تونس)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- محمد برادة روائي وناقد مغربي ولد 1938 يكتب القصة والرواية منذ 1957، وله في اجتهادات نقدية لافتة، حصل على جائزة المغرب للكتاب، في صنف الدراسات الأدبية، عن كتابه النقدي «فضاءات روائية».
من مؤلفاته النقدية: محمد مندور وتنظير النقد العربي، 1979 لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية1986 أسئلة الرواية، أسئلة النقد...
ومن رواياته: لعبة النسيان1987 الضوء الهارب1994، امرأة النسيان2001.. وله مساهمات كثيرة في حقل الترجمة
2- فضاءات روائيّة، وزارة الثقافة، المملكة المغربية، ط1، 2003.
3- فضاءات..، ص 9 
4- فضاءات..، صص، ص 11- 12
5- فضاءات..، ص21
6- فضاءات..، ص 58 
7- فضاءات..، ص 73
8- فضاءات..، ص 87
9- فضاءات..، ص 237
10- لطيفة الزيات، (1923ـ1996) متحصلة على دكتوراه في الأدب من كلية الآداب من جامعة القاهرة عام 1957. كان لها نشاط ثقافي وسياسي. من مؤلفاتها: الباب المفتوح 1960، حملة تفتيش أوراق شخصية، 1992صاحب البيت والرجل الذي يعرف تهمته...
11- ابراهيم عبد المجيد من سنة 1973، نال شهادة الفلسفة. وعمل في وزارة الثقافة. من رواياته: المسافات، الصياد واليمام، العشق والدم، البلدة الأخرى، بيت الياسمين، لا أحد ينام في الاسكندرية... وله مجموعات قصصية. اختيرت روايته لا أحد ينام في الاسكندرية كأحسن رواية لعام 1996 في القاهرة.
12- ولد سنة 1926، تحصل على ليسانس حقوق في 46، عمل في اتحاد الكتاب الإفريقيين والآسيويين. وللخراط مساهمات في الترجمة والنقد التشكيلي والنقد الادبي بالإضافة إلى عدد كبير من الروايات منها رامة والتنين، الزمن الآخر، أبنية متطايرة، حريق الأخيلة..
13- فتحي غانم (1924 ـ 1999)، تحصل على ليسانس من كلية الحقوق سنة 44، اشتغل رئيس تحرير عدد من الجرائد، كتب القصة والرواية. من مؤلفاته الروائية: الجبل، الساخن والبارد، الرجل الذى فقد ظله، تلك الأيام، الأفيال، بنت من شبرا..
14- بدأ كتابة القصة القصيرة في نهاية الستينيات. من أعماله: الكبار والصغار 1968 وأحلام رجال قصار العمر 1979 وضوء ضعيف لا يكشف شيئا 1993.. وأصدر عددا من الروايات منها: التاجر والنقاش 1976 والأيام الصعبة 1978 وصخب البحيرة، التي فازت بجائزة أحسن رواية لعام 1994..
15- مدير جريدة " العالم اليوم " من رواياته: خافية قمر، ولحن الصباح، ومقامات عربية، ورجل أبله ‏ امرأة تافهة.
16- أديبة تونسية من مواليد 1950 من مؤلفاتها: البعد الخامس، مراتيج، تماس.
17- من عرب فلسطين 48، أستاذ إعلام بجامعة القدس. من رواياته العذراء والقرية وبلاد البحر والقرمطي وعكا والملوك
18- روائية وناقدة تشكيلية عراقية مقيمة بلندن من مؤلفاتها: أبعد مما نرى 1997 .
19- كاتبة من لبنان مقيمة في لندن من مؤلفاتها الروائية: بستان أسود ودفتر عائدة وحكاية الساعات الجميلة.. ولها مجموعات قصصية منها أرجوحة الميناء ورحيل وضربة قمر...
20- فضاءات..، ص 105
21- فضاءات..، ص 125
22- فضاءات..، ص 134
23- فضاءات..، ص 136
24- فضاءات..، ص 165
25- فضاءات..، ص 173
26- مفكر وروائي ولد سنة 1933، من مؤلفاته: الإيديولوجيا العربية المعاصرة، ثقافتنا في منظور التاريخ.. ومن رواياته الغربة 1971، اليتيم 1978، الفريق، غيلة..
27- فضاءات..، ص 217
28- من مواليد 1949، يكتب النص المسرحي والقصصي. من رواياته: الخنازير (1983) أغمات (1990) سلستينا (1992) حشيش (2000)...
29- فضاءات..، ص 223
30- ولد في بداية الأربعينات، التحق بالجامعة مدرسا. من إصداراته القصصية: النظر في الوجه العزيز (1983)، الغابر الظاهر (1987)، صياد النعام (1993).
31- فضاءات..، ص 230
32- شاعر ومخرج سينمائي من أفلامه: طرفاية (1966) والينابيع الأربعة، والذاكرة 14 (1971)، و6ديسمبر
33- ولد سنة 1950. متحصل على الدكتوراه في علم النفس وعلوم التربية، يشتغل أستاذا جامعيا، يكتب القصة والرواية والشعر. من مؤلفاته الروائية: Messaouda: roman, Paris, Seuil, 1983 (1er prix des Radios libres Mars, 1984).
Les enfants des rues étroites: roman, Paris, Seuil, 1986.
34- ولد بأصيلا سنة 1942 حصل على شهادة الليسانس في علم الاجتماع من جامعة القاهرة سنة 1955، يكتب الشعر والقصة والرواية وأدب الطفل.. من رواياته: الطوفان الأزرق 1976، سأبكي يوم ترجعين 1980.
35- فضاءات..، ص 259
36- ولد سنة 1950، له اسهامات في الترجمة وكتب القصة والرواية والمقالة. من رواياته: كان وأخواتها 1986، دليل العنفوان 1989، الساحة الشرفية 1999..
37- فضاءات..، ص 265
38- من مواليد 1940 بفاس، من مؤلفاتها النار والاختيار 1969 الغد والغضب 1981
39- فضاءات..، ص 283
40- ولد بفاس في 1948، يتوزع إنتاجه بين القصة والرواية والنقد وأدب الطفل. من رواياته أبراج المدينة 1978، المباءة 1988، خفق أجنة 2002.
41- الأمثلة والشواهد كثيرة نقتصر منها على قوله: استوحى الكاتب فضاءات الإسكندرية ص 125، في الرواية تعارض بين الفضاءات (العاصمة والقرية) ص 144، تعتمد الرواية أربعة فضاءات هي بغداد بيروت الرباط لندن ص 158...