ـ ماما، ما هذا الحرف؟ نهض وحمل الجريدة إلى حيث أمه في المطبخ. حين عاد أبوه. وجلسوا لتناول طعام الغداء، سأله أحمد: ـ بابا، ما هي علامة الاستفهام؟ ـ لا تترك مكانك أثناء الطعام. نظر المعلم إليه باستغراب ودهشة، ثم تحولت ملامحه إلى الغضب، وقال: ـ هل تهزأ بالصف. قم وقف قرب السبورة، ووجهك للحائط حتى نهاية الدرس. اقتربت منه. نظرت إلى الصورة في الكراسة، تأملتها هنيهة من الزمن، ثم قالت: انحنت عليه وقبلته من جبينه. ثم مررت أصابعها بين خصلات شعره الأشيب. قالت:
ـ أي حرف تقصد؟
ـ أنا مرهق من العمل وجائع. اتركني الآن.
ـ لا تزعج أباك في وقت راحته.
ـ كما تريدين يا ماما.
هذه أربع لقطات مشهدية يسرد لنا فيها القاص العراقي بطريقته المراوغة الأثر الفادح لحاضر عراقي يرزح تحت وطأة الاحتلال، ويتغلغل أثره البغيض في كل مناحي الحياة اليومية بصورة ملتبسة لا تخطئها عين القصاص.
أربع قصص