صورة أقرب الى الكاريكاتورية يرسمها شعرا الشاعر والدبلوماسي الفلسطيني، عمر صبري كتمتو، وهي صورة حاضرة بقوة في عالمنا العربي وعليها تسعى الثورات أن تزيحها من المشهد الى الأبد لأنها عنوان الاستبداد والظلم، في القصيدة تشكيل لصورة مصغرة ولسماتها ولطباعها وسلوكها، ومعها نفهم سر هذه المفارقة ونقيضها.

الملك

عمر صبري كتمتو

ملك يعاشر غانية

في مخدع مترامي الأطراف تسكنه الخطايا

نقشت على جدرانه

سور

وأسفار من التوراة

والانجيل

والقرآن

تدعو الى نبذ الفجور

والابتعاد عن الرذيلة

والبغاء

وطاعة الرحمن..

 

لم يستجب ملك الملوك الى النقوش

لأن مواسم الحج القريبة سوف تأتي

كي تنظف كل أنواع الفجور

وسوف يبدأ من جديد

فهو المنزه والتقي

وهو الذي يلقي علينا خطبة العرش المقدس كل عام

وهو المجاهد والأبي

وهو الذي يرث القصور بمن عليها

والسبايا والمرايا

والغنى

والصولجان

 

طلع الصباح ولم يزل

متأبطا جسدا طريا

وهو ينظر للنقوش على الجدار

ويقرأ الأسفار والآيات جهرا

ثم يحمد ربه شكرا

لما أعطاه من نعم

وأرزاق محللة، مباركة جزيله

)ومخضب رخص( يجول بنانه

ويداعب الملك السعيد فينتشي زهوا

وتفتخر القبيلة..

 

حرص الملك على صلاة الفجر فجرا

وصلاة الظهر ظهرا

وصلاة العصر قسرا

إن أتته خليلة وقت التهجد والصلاة

فالدين يسر ليس عسرا

والله يغفر للذين يحبهم لما يشاء

فخطيئة تمحى لاطعام الفقير

وتلك تمحوها الزكاة

 

وهو الذي يرث الأسرة والأجنة

والأرامل والعطور

ويحتسي خمر الشفاه مكبرا

عطشا نهولا من لعاب صبية بكر

ومن حقين يختزنان تاريخا من الشهوات

ليلا بعد ليل مستمر

لايمل ولا يزول

ويظل يخشع ضارعا لله

أن يعطيه رزقا لايقل

ويستزيد

فهو الذي سيحرر الأقصى

وينتزع المدينة من أيادي الكافرين

ويعيد مجدا قد توارى

منذ أيام الخلافة والصحابة

والسيوف المغمدة

وينام ملء جفونه متضرعا للصابرين

وراعيا للمسلمين

وحافظا للعهد في زمن المآسي

والملاجيء والمنافي،

والدروب الموصدة

 

أوسلو 05.06.2017