نداء داخلي يسبكه الشاعر والدبلوماسي الفلسطيني لمدينة دمشق، لا كما يراها البعض اليوم، ولكنها كأيقونة يعيد الشاعر هنا استعادتها، في ظل الدمار الذي تعيشه، من خلال حنينه هو الداخلي وحاجته الدائمة للمكان الذي يحمله في دواخله ويصحبه أينما حل وارتحل، لأن فيه ترياقه الخاص وهي أيضا محاولة لإيصال صوت الشاعر و "رسالته" اليوم ل"أصحاب" الأمر.

دمشق والرسالة والصحاب

عمر صبري كتمتو

دمشق

واذا رجعتك فلتكوني مثلما كنا قديما

رؤيا تجمع فوق أعوام

ويعرف سرها

نهر،

وحصاد،

وبيدر..

أمضي

وتحرق عمرك الذكرى

وظل فوق صدر اليم أبحر

وقرعت بابك

كل من في الحي غافي

الوجه وجهك

والعيون النائمات هي العيون

والشعر شعرك

ماكسته يد المشيب بياض خصله

ووقفت وحدي بين جدران قديمه

واذا أفقت

تركت في شفتيك قبله

لم تعرفيني......

لا..

ولم تتلمسيني

عام مضى

ويمر آخر مثقل،

تعب

ويداك مامسحت أساي عن الجبين

آه.. لقسوتك الغريبة يادمشق..

 

الرسالة

وحدي مع الصمت الغريق،

مع المرارة

ولفافة التبغ التي انتثرت

على طرف الرسالة

والليل،

والجنس المقدد والبكاره

ودمشق تخطر في السطور

فأي سلوى في الثماله

وحدي،

ومقبرة تطل على شبابيكي

وقصر

ورؤى يجمعها المساء عن الرصيف

مرمية مثلي،

وتذروها الرياح كأنها

ورق الخريف

 

الصحاب

آه صحابي

مالذكراي وجود

رحلت أقاصيص معي

ماعاد لي غصن،

وكلمات،

وطير

وأنا هنا

زادي أذكار،

وأذكار

وحكاية عبرت

وخمر

ولهيب أنثي

لا تغادر مخدعي

أه صحابي

لاتملوني

فما زالت على ورقي حروف

ومدينتي تشتاقني

فتحملني الصواري

والطيوف

مستسلما لمصائري

ولظلمة القدر الذي يأتي

ولا يأتي

لعلي أستفيق على فراش

من غصون الياسمين

أو أن طيرا يستريح على ذراعي

كلما اشتد الظلام على بقايا العمر

كي يحيا ذراعي

ولكي أغني كلما هاجت بي الذكرى

نشيدا ليس تمحوه السنون

ولا المنافي

متدثرا بعباءة الشعر المقدس

والملاحم

والقوافي

 

أه صحابي

هاهنا أغفو

وتصحوا في المآقي أدمعي

ودمشق تحملني

وتمضي

حيثما

أمضي

معي..

 

شاعر ودبلوماسي فلسطيني