وأَلوذُ بكَ اللهمَّ
أَجِرنِي
من شرِّ الأسرَارِ الطيّعَةِ اللَدِنَة!
ما زالت تَنْفجُ في الفَجْرِ قَميصَ الكَرَمِلِّ البَرّيْ.. أربَعَ بَلّونَاتٍ
تتَراقَصُ فِي العيدِ الثّانِيْ لِجلوسِ البُنّيِّ المَحْروقِ عَلى عَرشِ الألوانْ
مَا زَالت تَلْعَقُ في الصُبْحِ حَواسَ التّلمِيذِ السّكرانِ.. ومَا زَالَت
تًحْشُو في الليلِ جيوبَ سَرَاويلِ الوَلَدِ السّكرانِ
بِمَا عَنّ لَهَا مِنْ نيرانْ
...
وَأَلوذُ بكَ اللهمَّ
أَجِرنِي
من شرِّ الأسرَارِ الطيّعَةِ اللَدِنَة:
ما زَالتْ تَلْهُو
بِلُعَابِ الرغبةِ..
فِي حوشِ الجِيرانْ!
***
من بين دواوين الدنيا
دونَكَ قافيةً..
وُلِدَتْ
من رَحِمِ الغفوة..
وتربّت
في كَنَفِ الحُلمِ
العابِر..
دونَكَ
أطولَ عُكّازٍ في العَالم!
نَحَتَتْهُ أناملُ إحدى الوَسنَاتْ..
من خَشَبِ الأَرَقِ الأصليّ
الفَاخِرْ
هيّا
)خَلّصْنَا(
وتَعَالْ
يا (عمّ الفَجْر الأعرجْ!)
اخرُجْ
من ذاكرةِ الموتِ
إلى أنصاركَ..
فالظاهرْ
أن القمرَ المنسيَّ قَدِ استملَحَ وَجْناتِ التّرَفِ المُتَنَكّرِ في زِيّ قُرنْفُلَةٍ سَهْرَى
والظاهرُ أن النجماتِ،
وإذ تَنْكبّ عَلى ما يَترَسّبُ مِنْ نَزَقِ السُكّرِ في قعرِ اللحظة،
واثقةٌ..
مِنْ أن خَطَاياها الدَبِقَة..
ستذوبُ
وتنزلقُ
الآنَ
إلى
قاعِ
الروحِ
تشيّعها..
لعناتُ بَنِي الحظِّ العاثِر
...
ما ضاقَ بنا وطنٌ
إلا وسعتْنا..
أوردةُ الوَيلْ
.....
في كلِّ الأحوالِ:
سُررتُ برؤيتِكَ.. الليلة
ألقاكَ غدًا
إن شاءَ اللهْ
يا (سَيّد لَيْل!)
***
فإذا دَوّى البابْ..
جَفَلَ الغَبَشُ النائمُ تحتَ عَرِيشِ اللهْ
وتطايرتِ الضحكاتُ الطازجةُ
)السمراءُ)
بعيدًا..
عن متناولِ
سُكّانِ الأنّةِ
و(الآه(
لو قلتُ لها:
أستودعكِ الشمسْ..!
ستُضِيْع الشمسُ ودائعَها
وأَضيعُ
كزقزقةٍ..
معها
لو قلتُ لهم:
أترككم..
بمعيةِ رائحةِ القهوةِ
أو ما عَلِقَ اليومَ بِكَفِّ النسْمةِ
مِن همساتْ..
..
مَنْ يَنْشلُنا..
مِن داخلِ
كُوبِ الصرخاتِ؟!
....
وَمَن يُحيي ذكرى
عصفورٍ ميّت؟!
من يلقي
في الموقدِ ريشَهْ
أو ينثر
حَبًا في الجَوْ
عند مسارات (المرحوم(
في زمنٍ
سُجِّيَ للتَّوْ؟!
..
مَن ينْصب صِيوانَ عزاء
مَن يُلقي
كِلْمَة تَأبين
في الذّكْرَى الأولى..
بعد السّبعين؟!
***
وتنامُ.. تقومُ
تَدومُ
عَلى وَقعِ العَودِ الأبديِّ
وتمتَدُّ
فَتُثبتُ
ما لا يُثْبَت
أو تَنْفِيْ المَنْفِيَّ
تُغلّفُ بالرّعشَةِ ظلاً
يَ
تَ
دَ
لّ
ى
من عُنُقِ الشجرة..
تَتَعَاطَى دُخّانَ الصّمْتِ
بِرَفْقَةِ بَعْضِ الأَصْدَاءِ الهَشّة..
وبما أوتيتَ من الحكمة..
ستلوكُ
على مهلٍ
آخر طيفٍ لَبَنيْ
....
وأنا، في الواقعِ، أعلمُ أن الجَفْنَ المتربّصَ دومًا بفلولِ العشاقِ الجوعى
لن يأذنَ لي..
بِمُصَافَحَةِ العَسَلِ الغارقِ
في عَينْيهَا
...
لكنّي
أربأ بالعطرِ
عن الموتِ
بِسيفِ (العَبَثِي!)
***
النارُ تُداعِبُ مِقْعَدَةَ القِدْرِ الأسوَدْ
وصغيري ذو الغمّازةِ
الحُلْوِ كَقِطْعَةِ شِعْرٍ..
لمْ يَبلغْ
سِنَّ الغَلَيَانْ
حَبوًا..
يَمْضي
حتّى آخَر حَرْفٍ فِي اسْمِهْ
مُشْتَملاً
بِغُبَارِ اللثغاتِ الغضة..
هَوَسًا..
سيعودُ إلى لُغَتِي
ممتطيًا
صَهوَ النسيانْ
..
أمّا الآنَ..
وبعدَ اسْتِتْبَابِ الأسْطورةِ
فِي أرْضِ الهَذَيانِ
فليسَ أمَامِي
إلا أنْ أنتفَ شَعْرَ الوقتِ الأشيب..
وأوقعَ بِاسمِي الخَمْسينَ
على فَخْذِ الصيفْ
ثمّ أطير إلى (سوفَ(
عَلى متن (إذا(
لأؤكدَ للمَوتَى المُبتعثينَ إِلى الخَارِجِ من أجل دِرَاسَةِ أَلوَانِ الغَيبْ..
أنّ الفَرْقَ
نَحِيلٌ جدًا
بينَ (كَذَا وكَذَا(
وَ(يقولُ العراف!)
...
وتقولُ الأسطورة
إن الغمازةَ
قد سقطت سهوًا
من خدِّ صغيري
)لكن،
ولحسنِ الحظ،
لم تُصبِ الضحكاتُ
بأي أذى(
..
وتقول الأسطورة
أيضًا
إني استحلبتُ الكرَمِلّ البرّيَّ
طويلا
حتى صارَ لساني
سوقًا شعبيًا
يَشتهرُ اليومَ ببيعِ الصمتِ
وتحديدًا
الصمت البُنّيّ..
الجاف.
شاعر من السودان