أقرب الى نصوص هايكو قصيرة، يكتب الشاعر المغربي فراشاته القريبة الى وجدانه، ويحتفظ الشاعر بالرابط بين المقاطع بشكل جعل من النص موحدا، إذ يتلاشى الجنون وترحل الفراشات كي يصبح لطعم البن كإحالة على وجود مادي فعلي وحقيقي وأكثر نبلا.

فراشاتٌ غجرية

حسني التهامي

 

على إيقاعها المجنونِ
يتقافزُ قلبي
""فلامنكو
...
على رَنتهِ
تتمايلُ أقحوانةٌ
خلخالُ الغجريةِ
...
على شكلِ قوسٍ
يحرسُ جيدَها المرمريَ
قرطٌ فضي
...
في صباحِ البراري
يتوضأُ بالشمسِ
رمشُ الغجريةِ
...
خلفَ أسوارِها
وردةٌ ... تترنحُ
غجريةٌ
...
من أعينِ الشمسِ
يتسولُ الضحكةَ
طفلٌ غجري
...
على موقدِ النارِ
تتهاوى
فراشاتٌ غجريةٌ

 

(2) قهوة

وحيداً...

على الطاولةِ
يحتسي الفراغْ
فنجانُ قهوةٍ
...
رشفةً … رشفةً
تخطفُ النومَ من عيني
فناجينَ الأرقْ
...
بقبلةٍ رقراقةٍ حلوةٍ
تتلاشى على ثغرها
ثمالةُ قهوةٍ مُرة
...
بطعمِ القهوةِ
قلبي في انتظارِك
يا قطعةَ سُكر
...
في دهليزِ بيتنِا القديمِ
كركرةُ فقاعاتِ القهوةِ
تشعلُ الحنين
...
رويداً... رويداً
تتلاشى منمنمةُ الأماكنِ
وفواحةً ...

لا تزالُ قهوةُ أمي