في هذا النص الشعري القصير يخط الشاعر التونسي اللحظة المأساوية بامتياز ولو بسخرية مرة، حالة اللايقين والتيه وسقوط اليقينيات والميول للتعذيب القهري، يطالب الشاعر في المقابل بلملمة ذاك الإحساس والرغبة في الفعل، في القدرة على استنهاض الهمم والرغبة أيضا في التغيير.

لا تنهض

غـازي لغـماري

 

لا تنهض لتصارع العقل

فهو كسيح

لا تنهض لتصارع القلب

فهو كلب أعور

بل انهض وصارع الوجود

فهو عدم لم يوجد قطّ.

 

وإن كنت لا تقدر على ذلك أو لا ترغب فيه

فانهض وصارع النوم،

فهو حلم يقظ

أو انهض وصارع نفسك المقامرة بالنفس

أو جدتك ميساء التي تهذي، منذ قرن، أمام المرآة

أو ثورا بلاستيكيا هائجا.

 

المهم أن تنهض وتصارع أي شيء

وألا تيأس من قسوة الصراع وعطفه

 

فإن مع النسر كسرة خبز بمربى الحوت

وإن مع الدمعة ملعقة عسل قبل الموت، للتخسيس.

 

بنزرت – تونس