مجموعة قصائد نثرية قصيرة للشاعر والكاتب العراقي، يحاول من خلالها الوصول لإجابات على ما يعتري النفس البشرية اليوم من تساؤلات، قد لا تجد لها أجوبة ولا سبيلا للفهم، وما يحاول الشاعر أساسا دوما هو إيجاد صيغة يتلمس من خلالها فهم هذا العالم وتناقضاته.

ديوان قصير(

ما يفعله الشاعر (ديوان قصير(

سـوران محـمد

 

  1. وجوه الذكريات

بيني وبين الايام الخالية

جدار علی وشك الانهيار.

أری من خلالها

أرواح الأسْوِجة المجتثة

التي لم تصمد

أمام رعونة الراع المتهور.

هنالك لا أری

سوی قطا حزينا متحيرا

يبحث عن الماء

دون ان يجدها

الا دموع العصافير التي

أنبتت بها أزهار بلاستيکية سوداء.

*

تعصف الفصول بألاعيبها

نحو السهول الجرداء

وقد أومأت الايام المتعبة رأسها

لمنحدرات ضيقة جبلية،

بلا هوادة و انتهاء.

الی أن أغرقت النهار

في عتمة الليل الحالك

مستسلما ،

فلا نغمة تسمع

من العندليب المخفي

بين أوراق الشجر الجوز

المجروح الساق

فوق هذه الخربة النائية!

*

کان الامس فراشة

لم تتقن لغة الآلام.

تعلمت دروس المحبة

من ضوء الشمعة.

عشق التقبيل طارتها

أسهوا احترقتها اللهيب؟!

حيث أصبحت دخنة بيضاء

غطت وجوه الذکريات .

 

  1. اجابات الموت

للاجابة علی:

تساؤلات الاسى العميق

التي تطوف بها الموت

علی القلب كل حين

ذهبت الی أدونيس وبرکات

سرعان ما جاوبا عاجزا :

لن نستطيع فعل شيء لك

بهذا الخصوص

لا يختلف حالنا عنك بكثير:

قابعين تحت وطأة

القصف المفاجيء

غير مستيقنين

من سيصيبه بدء؟...

فغيرت وجهتي متحيرا

الی بوشکين و بودلير

حيث قالا لي معا:

لو تترکونا و شأننا

لا نريد الرجوع ثانية

مهما کان

هاهنا أحلی من هناك

لا فيها نفاق و أفاك

 

  1. الحقبة الخنثى

تلد القصائد

من حويصلة المعانات

کسائر الأصناف من الكائنات

محکوم بالموت و الحياة

تزحف في عالم بسيط

هادئا و بطيئا

کحلزون مهمش

في عالم سريع

مليء بالفوضی

دون ان يخفف ايقاع زحفه

ضراوة لدغ الثعابين

الی ان ينتهي أمره

مكوثا سرمديا

منعزلا داخل قوقعته

في سبات طويل

*

هذا ما يفعله الشاعر

في وطن الثعابين

عندما تأتيه نوبات الغضب

وكل النهايات هينة

الا موتة العناكيب..