في نص يتواشج فيه الشخصي مع التكوين الثقافي، يقارب الكاتب المصري صورة نجيب سرور، فتتعشق في النص سيرة من سير ثقافتنا العربية، وتتوالد منها الصورة الشعرية والمشهدية المسرحية وقبل كل شيء صورة المثقف المنشق عن هيمنة السلطة.

نجيب سرور مصري خالص

تماهى مع المعري وهاملت ودون كيخوته

سعد القرش

 

القاهرة- يوم الأربعاء 25 أكتوبر 1978 نشرت «الأهرام» في صفحتها الأخيرة خبر وفاة نجيب سرور، أسفل تقرير عنوانه «توفيق الحكيم يفقد ابنه الوحيد عازف الجيتار» في مساحة خمسة أعمدة، مصحوبا بصورة كبيرة لإسماعيل توفيق الحكيم (30 عاما)، وصورة أخرى للحكيم مع ابنه الفقيد إسماعيل وعازف الأورج مجدي الحسيني. لم يحظ نجيب سرور بأكثر من 64 كلمة، وهو ما يعادل سنوات عمره، إذ غادر عن 64 عاما وعدد غير محدد من دواوين الشعر والمسرحيات والكتب النقدية والأغاني، وقصائد لا يزال بعضها مفقودا.

توفي صاحب «سبع صنعات» لم يعرف كيف يصون موهبته الطاغية، وإن مارس كل ما يمكن أن يخطر ببال ممسوس بالثقافة بآفاقها غير المحدودة، تأليفا وترجمة وإخراجا وتمثيلا وتأثيرا وتمرّدا وجنونا وصداما مع الجميع. من سلطة السماء، إلى الرئيس ومماليك على قمة المؤسسات الصحافية والفنية والثقافية.

كاسيتات الأميات

في مرحلة مبكّرة من عمري كدت أحفظ قصيدته السرية الشهيرة «الأميّات»، مثل كثيرين، يقول أحدنا بيتا بشكل عفوي من أيّ جزء، فيلتقط الآخر الخيط، ويكمل الإلقاء. كانت «الأميّات» فاكهة محرّمة مرغوبة في العصر الذهبي لأشرطة الكاسيت، ولها أكثر من تسجيل بصوت نجيب سرور، وسط أصدقاء يتنوّعون باختلاف الأماكن، وأتاح انتشار آلات التصوير تداول نسخ منها، واحتفظت بإحداها، وقارنتها بالنص الصوتي، ولاحظت اختلافات في الألفاظ، وزيادة في بعض الأبيات، ويبقى أمرها مرهونا بباحث يعكف على تحقيق النصوص المختلفة للتسجيلات الصوتية، ويقارنها بنص منسوخ ينتهي بقسم الشاعر بالتين والزيتون، ويتنبأ بحريق كبير “ويكون ترابك جمر. ومصر هي مصر. والوعد هو النصر. يا شعب يا معلم. يا ساكت اتكلم”. كما تنبأ بجلوس الإسرائيليين في مقهى ريش بالقاهرة، وإليه ينسب بيت “يا خوفي من يوم النصر. ترجع سينا وتضيع مصر.

كان نجيب سرور ذا كبرياء عصمته من الانحناء، فلم يبال بأحد وهو يقتحم القاهرة بخيال ظن أنه سيغير العالم، فإذا به ينكسر، كما أصابته خيبة أمل في التجربة السوفييتية حين رأى مصائر الأحلام الاشتراكية. سرور القائل «وأنا أمير بس للشعرا….» أدرك أنه شهاب، والشهب قصيرة العمر، وبهذا الوعي نثر موهبته أو بدّدها في أكثر من مجال، ولكنه ترك آثارا تدل عليه، فإلى اليوم تظل غواية مسرحياته لأجيال من المخرجين الشبان، في الجامعات خصوصا، يستلهمونها في معالجات جديدة.

تجاوزت بعض أبياته عصرها، وصمدت لاختبار الزمن، وصارت مقولات/ حكما تلقى، كلما تعرض الإنسان لموقف أسعفه بيت. مثلا «ما جدوى أن تزرع في المرحاض خميلة؟»، «إن شاة يائسة. ربما تقتل ذئبا»، «ابن آدم تدفنوه ما يموت. وتنسوه يندفن»، «الملوك من غير عروشهم يبقوا زي الميتين»، «الخوف قواد. فحاذر أن تخاف. قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد. لو بعدها الطوفان قلها في الوجوه بلا وجل: الملك عريان.. ومن يفتي بما ليس الحقيقة فليلقني خلف الجبل.. إني هنالك منتظر. والعار للعميان قلبا أو بصر». جسدت حياته شعره، فتماهى مع شخصيات حقيقية وأدبية منها المسيح، والمعري، وهاملت، ودون كيخوته.

في عام 1993 قابلت ساشا كور ساكوفا أرملة نجيب، التي قالت إنه كان مفتونا بالمعري، وكان يضع خطوطا تحت سطور يراها مهمة في أعماله، وذات مرة فتحت كتابا للمعري فوجدت خطوطا تحت كل السطور. ردّ على دهشتها قائلا إن المعري شاعر وفيلسوف لم يكتب شيئا لا يستحق الاهتمام. وقد سجل في نهاية ديوانه «رباعيات» أنه انتهى من كتابته يوم السبت 1 يونيو 1974 في «مستشفى الدكتور النبوي المهندس للأمراض العقلية والنفسية-الإسكندرية»، وكتب في الصفحة الأولى «بدلا من الإهداء. هذا جناه أبوالعلاء، وما جنيت على أحد». وفي نهاية الديوان الذي صدر عام 1978 إشارة إلى أربعة أعمال تحت الطبع، هي مسرحيتان، وديوان «الطوفان الثاني»، ودراسة نقدية عنوانها «دليل القارئ الذكي إلى عالم أبي العلاء».

ولد سرور أول يونيو 1932 بقرية «أخطاب» في محافظة الدقهلية بدلتا مصر، وترسّخت في لاوعيه رؤيته لمعاناة الفلاحين من الإقطاع، والتفاوت الطبقي الذي يجعل الفقير أقرب إلى العبد. التحق بكلية الحقوق وفي السنة النهائية تركها ليكمل دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، مع زميله كرم مطاوع. وقبل التخرج عام 1956 قدم نفسه بقصيدته «الحذاء» القريبة من روح «الناس في بلادي» لصلاح عبدالصبور الذي أحبه سرور، ورآه «الشاعر» بالألف واللام في جيله. في «الحذاء» يقول:

أنا ابن الشقاء

ربيب الزريبة والمصطبة

وفي قريتي كلهم أشقياء

وفي قـريتي عمدة كالإله

يحيط بأعناقنا كالقــدر

بأرزاقنا

بما تحتنا من حقول حبالى

يلدن الحياة

وذاك المساء

أتانا الخفير ونادى أبي

بأمر الإلـه! ولبّى أبي

وأبهجني أن يقال الإله

تنازل حتى ليدعو أبي!”.

إلا أن المهانة التي يتلقاها الأب صامتا، تورث الصبي غضبا وثورة، ولم يقتنع بقول أبيه «بنيّ.. كذا يفعل الأغنياء بكل القرى». يسجل شوقي فهيم في مقدمة ديوان سرور «لزوم ما يلزم» أن شابا ممشوقا ذا وسامة ريفية صعد، في ربيع 1954، إلى منصة رابطة الأدب الحديث بالقاهرة، من دون أن يدعوه -أو يقدمه- أحد لحضور الندوة الشهرية ومنهم صلاح عبدالصبور، وألقى قصيدة «الحذاء»، بأداء درامي قوي.

في وقت قياسي كان نجيب سرور في صدارة المشهد، ففي عام 1958 كتب وأخرج مسرحية «شجرة الزيتون»، وفي نهاية العام نفسه سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفييتي، لدراسة الإخراج، وفي موسكو لم يخف معارضته للنظام الناصري، ففي مؤتمر بجامعة موسكو ألقى بيانا ضد «النظام القمعي الدكتاتوري في مصر وسوريا»، وأحرج المنظمين، وفي اليوم التالي أصدرت السلطات المصرية قرار فصله من البعثة، وإلغاء جواز سفره، وطالبت بترحيله، ودافع الشيوعيون العرب عن بقائه، فبقي في موسكو، وسيطرت عليه هواجس أنه مطارد، وتأكد له فشل الحلم الاشتراكي في بلده «الاتحاد السوفييتي»، وانتقل عام 1963 إلى المجر، وعمل في إذاعة بودابست، ولم ينسجم مع الرفاق السوريين، وأحسّ بقرب النهاية بعد تراكم الديون، وأراد العودة إلى مصر، هروبا من أفراد أو جهات ظنها تستهدفه، وكتب رسالة إلى أبيه يوصيه بضرورة المطالبة بتشريح جثته، على أيدي أطباء مصريين، لأنه أصبح هدفا لعصابات اليهود.

وفي القاهرة كتب مثقفون مصريون عن معاناته، ونجحت محاولاتهم فسمح لنجيب سرور بالعودة عام 1964، حاملا قصائد ومسرحيات منها «ياسين وبهية» التي أطلق عليها «رواية شعرية»، وأخرجها كرم مطاوع عام 1965، وتدور في قرية «بهوت»، وهي أولى ثلاثية تضم «ياسين وبهية» و«آه.. يا ليل يا قمر» و«قولوا لعين الشمس». في مسرحه استلهام للتراث الشعبي المصري، وخصوصا في «ياسين وبهية» التي يصدّرها بأبيات ابن رشيق:

لعن الله صنعة الشعر ماذا

من صنوف الجهال منه لقينا

يؤثرون الغريب منه على ما

كان سهلا للسامعين مبينا

ويرون المحال معنى صحيحا

وخسيس الكلام شيئا ثمينا....

ويتبع ذلك بقوله:

«الشعر مش بس شعر

لو كان مقفى وفصيح

الشعر لو هز قلبك..

وقلبي.. شعر بصحيح!».

يأخذ النص طابعا ملحميا يتداخل فيه صوت الراوي مع الجوقة، وأحيانا ينوب الراوي عن المؤلف في تقديم الشخصيات ووصف المناظر، وإلى الآن يتسم النص بالطزاجة، والقدرة على سحر قارئ لن يسأل عن تداخل العامية مع الفصحى في نسغ درامي يلائم الأجواء، ومنها مجالس سمر الفلاحين:

عندما يجلس للشاي الكبار...

للسمر

والتماسي بالحجر

يا مساء العندليب

والنجف”.

ويا بهية وخبريني

في قرية «بهوت» أيضا تدور مسرحية «آه.. يا ليل يا قمر» التي سماها «مأساة شعرية»، وقد انتقد نجيب سرور إخراج جلال الشرقاوي لها عام 1967، فكتب في العام نفسه مسرحية «ويا بهية وخبريني» اعتراضا على الرؤية الإخراجية للشرقاوي. وأخرج كرم مطاوع «ويا بهية وخبريني» التي أطلق عليها المؤلف «كوميديا نقدية»، وهو مسرح داخل المسرح، حيث تقدم فرقة متجولة عرضا اسمه «آه.. يا ليل يا قمر»، في ساحة بقرية «بهوت» لجمهور من فلاحين يشاركون في العرض أيضا، ونرى التراشق اللفظي بين المؤلف والمخرج.

عودة نجيب إلى مصر كانت عنوان دويّ ثقافي، فأخرج عام 1964 مسرحية أنطون تشيخوف «بستان الكرز» التي ترجمها بالاشتراك مع ماهر عسل، و«وابور الطحين» تأليف نعمان عاشور، و«المصيدة» بتصرف عن «هاملت»، و«ميرامار» التي أعدها عن رواية نجيب محفوظ. كما مثل أدوارا في مسرحيات منها «أجاممنون» و«الجيل الطالع» و«أوكازيون»، وفي السينما شارك عام 1969 في فيلم «الحلوة عزيزة» أمام هند رستم.

كما نشر بغزارة دراسات في معظم المجلات العربية، والكثير منها لم يجمع في كتاب. أما دراسته الطويلة بعنوان «رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ» فكتب فصولا منها عام 1959، وفصولا أخرى عام 1963، ونشرت في مجلة «الثقافة الوطنية» اللبنانية، وجمعها وحققها محمد دكروب وصدرت في كتاب عام 1979.

قام نجيب سرور بتدريس مادتي التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن توجهاته ورؤاه الطليعية اصطدمت بالبيروقراطية التعليمية وما درج عليه كهنة الأكاديمية. ففصل من العمل، وازداد شعوره بالاضطهاد، وأدخل مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.

وفي رسالة إلى يوسف إدريس قال إنه خرج من المستشفى «حطاما أو كالحطام! خرجت إلى الشارع، إلى الجوع والعري والتشرد، والبطالة والضياع، وإلى الضرب في جميع أقسام البوليس. خرجت أدور وأدور كالكلب المطارد بلا مأوى، بلا طفلي وزوجتي، وظللت مجمّدا محاصرا موقوفا. وبعيدا عن مجالات نشاطي كمؤلف مسرحي ومخرج وممثل، وبعيدا عن ميادين النشر كشاعر وناقد وزجال ومؤلف أغان». وتضمنت الرسالة مقارنة قاسية بين نجيب محفوظ وإدريس الذي ناله اللوم «باقة الورد التي أرسلتها لك جيهان السادات لا تستحق منك مقالا حتى لو كانت زوجة كسرى. لماذا أخذتك الجلالة حين قتل يوسف السباعي فحوّلت الأبطال إلى خونة؟». ولكنه يناديه «يا هرمنا الرابع، المصيبة أنك تتخلى عن أسلحتك كثيرا، فلم تستطع سلطة أن تعبث بك إلا حين فقدت طريقك».

تلك الرسالة لم تصل. وفي بدايات 1991 سألت يوسف إدريس عنها، فقال «لم تصلني هذه الرسالة بالذات، وقد وصلني غيرها، وقمت بواجبي حيالها، ولا أدري لماذا ضنّ بها عليّ صلاح عيسى، وأبى إلا أن أراها منشورة» في عدد خصصته مجلة «أدب ونقد»، عام 1987، عن إدريس بمناسبة بلوغه الستين. وأضاف «أما اتهام نجيب سرور فلا موضع له، فلم تعبث السلطة -أيّ سلطة- بي، والعكس هو الصحيح، فقد عبثت بالسلطة كثيرا، وقضية أن يعبث كاتب معروف بالسلطة ليست سهلة، فحين يبلغ كاتب درجة معينة من الشهرة والوجود العام، ينظر إلى كلماته بميكروسكوبات دقيقة، وأن يستطيع كاتب النفاذ إلى الحقيقة، وإلى قول رأيه، من خلال هذه المرشحات عملية تستدعي من الكاتب كل ما يملك من قوة وذكاء وخيال، ثم لا تنس أنني أكتب في الجريدة الرسمية (الأهرام) ولا أستطيع أن أكتب قصة أو مقالا وأوزعه في السر كأنه منشور سري».

بين عامي 1968 و1974، كتب سرور «الأميّات»، ذروة تمثيلات الانتقاد بألفاظ فاحشة، وخشونة جارحة لا تخلو من جماليات القصيدة الهجائية، ولم يسلم من لسانه أحد، حتى جمال عبدالناصر، إذ حذره من خيانة قضت على أحمد عرابي. لم يذكر اسم عبدالناصر وإنما «الريّس»، وتوقف سرور معلقا كأنه يكتب هامشا «ما هو قرأها، وقال: سافل وابن كلب بس دمه خفيف». أما السادات فنزع عنه لقب الريس وقال عنه «أنور نسي. كلنا بننسى على الكرسي. نسي العذاب والصياعة والضياع والجوع».

في عام 1975 أصبح له مسكن خاص، وقال لشوقي فهيم عن أدائه لدور المتسول «كنت أعي كل ما أفعله، كنت أهيم في الشوارع حافيا ممزق الملابس. أتذكر كل شيء. كنت أفعل ذلك متعمدا. كنت أريد أن أكتشف حقيقة المثقفين ذوي الياقات المنشاة وربطات العنق، هؤلاء الذين يسلكون وكأنهم في لندن أو باريس. بينما كنت أحس عار الهزيمة والانكسار، كنت أريد أن أمرمغهم في التراب وأقول: ها أنا نجيب سرور الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي والممثل. ها أنا أسير في شوارع القاهرة والإسكندرية حافي القدمين، رث الثياب، ها أنا أمرّغ وجوهكم في الطين». من المسرحيات التي نشرت بعد وفاته «الكلمات المتقاطعة» (1996)، وفيها إصرار على الثورة الكاملة، ورهان وإيمان بقدرة الشعب على إنجازها «لسه الشعب عايش. لسه بيغني. لسه بيقول مواويل. لسه بيهمس للناي بأوجاعه. لسه بيضحك. بينكّت… نكتة تنسف الهرم. نكتة تردم قناة السويس».

وتريات مظفر النواب

كانت المعارضة الفنية تحلو لنجيب سرور. فعلها مع مشاهد لشكسبير، وقصائد للمعري وبيرم التونسي وأمل دنقل. وفي أغنية «البحر بيضحك ليه» التي غناها الشيخ إمام معارضة للنص التراثي «البحر غضبان ما بيضحكش.. أصل الحكاية ما تضحكش.. يا قُلّة الذل أنا ناوي. ما أشرب ولو في الميّة عسل.. بيني وبينك سور ورا سور. وأنا لا مارد ولا عصفور. في إيدي عود رنان وجسور. وصبحت أنا في العشق مثل». هذا الشجن ربما كان شعورا بقرب النهاية التي تنبأ بها في «الأميّات»، «أنا عارف إني هاموت موتة ما ماتها حد. وساعتها هيقولوا لا قبله ولا بعده. وبطانة بتقول يا عيني مات في عمر الورد. وعصابة بتقول خلصنا منه.. مين بعده؟».

قال لي الشاعر أسامة عفيفي إنه كان بصحبة سرور قبل أيّام من وفاته، في مقهى «سان سوسيه» بميدان الجيزة، وذهبا إلى بيت سرور في حي الهرم. وقبل الانصراف طلب سرور أن يحضر له «وتريات» مظفر النواب، وقال له «افتح الراديو على إذاعة القرآن، الليلة ليلة عبدالباسط (عبدالصمد)، خلّي شرّاعة الباب مفتوحة». في اليوم التالي عاد إليه بديوان مظفر، وفوجئ بانتقاله إلى المستشفى. لم يؤمن نجيب سرور بجدوى الإصلاح، فلم يرضه أقل من ثورة. وفي افتتاحية ديوانه «بروتوكولات حكماء ريش» يستعير مقولة يوجين أونيل «إن الإصلاح الوحيد الجدير بالاستحسان هو الطوفان الثاني». وإلى الآن لم يأت الطوفان، ولم أعثر على ديوانه «الطوفان الثاني».