اليوم
انتبهت إلى العصفور
الذي يغني أمام نافذتي طوال الوقت.
لم أكن قد انتبهت إلى غنائه من قبل.
انتبهت إلى الأشجار الثلاث
التي تقف أمام شرفتي
بزهورها الوردية اليانعة
وبراعمها الصغيرة الخضراء
وعناق أغصانها السمراء.
لم تكن تلفت انتباهي من قبل.
انتبهت إلى وجود أرجوحة
وحصان خشبي نحيل
في ملعب الأطفال الذي يقابل شرفتي.
لم أكن قد انتبهت إلى وجودهما من قبل.
انتبهت إلى وجود أشجار الليلك
في الحديقة المجاورة
شبيهة بتلك التي رأيتها
في بيت ولادة والت وايتمان في ولاية نيويورك.
لم أكن قد انتبهت إلى وجودها من قبل.
انتبهت إلى وجود صفين من الحجارة
أمام نافذة المطبخ،
خمسة في هذا الطرف
وخمسة في الطرف الآخر.
لم أكن أعرف أن للحجارة جمال عجيب
حتى دون نحت وتهذيب!
انتبهت إلى حبل غسيل جارتنا
عرفت ألوان ملابسها الداخلية والخارجية الزاهية.
لم أكن أعرف جمال حبل غسيلها من قبل.
انتبهت إلى زهور الأوركيديا
التي تتدلى من شرفة العجوزة البولونية.
لم أكن أعرف أنها تحب الأوركيديا،
وأنها بولونية من قبل.
انتبهت إلى وجود طفلين جميلين
يلعبان على شرفة المطلقة الروسية،
بشرة أحدهما تميل إلى السواد
وبشرة الآخر تميل الشقرة.
قالوا لي أن الأول من زوجها الأفريقي
والثاني من زوجها الروسي،
وأنها الآن تواعد حبيبها الألماني.
هذا ما أخبرتني بها نميمة الجيران!
قلت هنيئاً لقلبها.
طبعاً لم أكن أعرف ذلك أيضاً من قبل.
انتبهت إلى أن جاري الألماني الستيني
يدخن على الشرفة.
ابتسم لي
وابتسمت له.
لم نكن نفعل ذلك
من قبل..
شاعر كردي مقيم في ألمانيا