"هيَّا تبَاعَدوا يرحَمكُم الله !"
نحنُ في زمن
الثوْرَة الصناعية الرَّابِعة!
أيُّها المُتَفَلْسِفُون :
الصمتُ حِكْمَة ،
أيُّها المُتَفيْقِهُون :
العلْمُ نِعمَة ،
مَالِيَ أسْمعُكم تَتَنابزُون
بإجتِرار الأحقَاد ؟
سَأُعِيد تركيبَ التَّاريخ!
أينَ المُحرِّك البُخاري؟
أين دُخان طاقَة الاحتِراق؟
ماذَا فعلَت الأُوتُومَاتِيزْمَات
بِالبَالَة وَ الفَأْسِ ؟
و أينَ إرَم ذاتُ العِماد؟
ثم هَاكُم تَمَظهُرات الجائِحة؛
الفيروس كائنٌ مَيِّتٌ!
وَبَاءُ كورونا
لمْ يسبِق مِثلُهُ في البِلاد!
وَ فينَا السّكارَى
يَتَبادَلون التَّنَمر ،
وَ فِينَا الكهَنَة
يَحُضُّون على التَّخَمُّر،
أنَا مَعَ الإِنْعِزالِ الصِّحِّي!
وَ لله في خَلقِه شُؤون ..
الألسِنة الهمّازَة
لا تَذكُر
عدَا الهُراء،
العيون اللَّمَّازة
لا ترَى
سوى العَماء،
الأوَّل :
يسْتهزِئُ بِالدُّعاء،
الثاني :
بالجَهل يَفْتري
على رب السَّماء،
هيَّا فَكلٌّ يعمل
على شَاكِلَة هَواه !
هيَّا .. هيَّا ..
تباعَدوا يرحَمكم الله!
رَائِحَةُ الجائِحَة ؛
ضَعُفَ الطالِب و المَطلوب !
ربَّاه يَا رَبَّاه ؛
برنامجُ تغيِير العَاداتِ،
لا تَجْحَظي أيَّتُها العيون ! ..
وَحْيُ الثَّورَة الرابِعة:
جِئتُكُم أُعلمكُم
ضُمُورَ ثَقَافَتِكُم،
رَبُّنا الواجِدُ !
بالعَقلِ رَجَونَاهُ؛
لِقاحُنا الواعِدُ !
بالعقلِ إخْتَرَعنَاهُ؛
هَيَّا .. تباعَدوا يرحَمكم الله!
كتابُ الرفيقِ
ذكاءٌ إصْطناعِي،
لوحَة و شَرِيحَة
تباعُدٌ اجتماعي،
الأنَا جَليسُها أنا !
مُؤانَسَة التَّأمُّل!
الأنْتِرنيتْ لكلِّ الأشْياءِ،
أنا لاَ شيءَ لِي!
الورَق لَم يَعُد مَالِي،
أَسْتَحضِرُ لُوغارِيتْماتِ
الغَباءِ!
داوِنِي أيَّها الآلِي،
آتِنِي خَوارِزْميَّات الدَّواءِ!
أَفْتِني أيُّها الآلِي،
مَا هُو مقدارُ
زكاةِ البِيتْكوِينْ ؟
ثمَّ أُدْعُ لِي بِخيْر الدُّعاءِ!
هَا .. أنا .. ذَا
صِرتُ آيةَ أنَا !
أيُّها الآلي سَألْتُكَ بالله :
هل إنْهارَ سَهْمُ الحَضارَة ؟
البشَر أرقامٌ !
ما هي الإحتِمَالاتُ
بالحسابِ وَ بالهندَسَة؟
وَ كمْ مُتَوَاليةً سَأكُون ؟ ..
أَيُّها الآلِي :
إنتَظر هُنَيْهَةً ؛
أنا الآن معَها!
فإيَّاكَ و قطْعُ
الصَّبيب،
أنا أُعانقُ صورَتَها،
أنا الذي أرَاها
من وراءِ حجابٍ!
أسْمَع أَنفاسَها
شَمُّهَا ليسَ النَّصيب!
حَظِّي لمْسُ الشاشَة،
فَيَا لَهَوْلِ العِقابِ !
قَالَتْ :
غابَ الحبيبُ ،
غابَ دونَ الغيابِ !
قُلْتُ :
طَالَ بِكِ المَغيبُ؛
وَ أنَا المُشْتاقُ،
يا أَغْلَى الأَحبَابِ !
قَالَتْ :
هَلَعٌ فَالزَّمَانُ الغَرِيبُ،
أَحِنُّ إلى قُبُلاَتِكِ،
وَ عَدوَى الفِيرُوس
تَتَنَقَّلُ بِاللُّعَابِ!
العِفَّة عن بُعْد،
أَصابِعِي حارِقُها اللَّهيبُ،
هَا هيَ رَاقِصَةٌ
من أجل حَبِيبي!
فَمَتَى إِكْتِمَالُ النِّصابِ؟
قُلْتُ :
أُحِبُّكِ جِدًّا
و صَبْرِي جَمِيلٌ،
بِالهُولُوغْرَامِ مَعًا سَنَكُون !..
قالتْ :
ميلادُ حضارَة جديدَة!
أَمْ هذا
ربيعُ إنقِراضِ البَشَريَّة؟
ترَيَّثْ يا حَبيبي !
هَاكَ يومُ المِيعادِ :
مَوعِدٌ بعدَ كورونا!
الرَّصيفُ نَظيفٌ،
لنْ ترَى أعقابَ السَّجائِر!
وَ لاَ جرائدَ وَرَقيَّة !
طَفْرَة الطِّباعَة
رقْمِيَّةٌ أبعادُها الثُّلاثِيّة !.
فَقلْتُ لِحَبيبَتي؛
سَتَحيا هذهِ الإِنسَانيَّة !
فقَطْ تَذَكَّرِي ؛
أنتِ و أنَا ،
الآلِي القادمُ ثَالِثُنَا !
شَفّافَةٌ تَفاصِيلُنَا اليَوْميَّة!
فلاَ خُصوصِيَّة بعدَ الغَدِ،
لاَ مَقهَى وَ لاَ هُمْ يُنَمْنِمُون! ..
نعَم آفَاقُ الجَمَالِ؛
تَجَلِّياتُ الجَلالِ؛
الله أكبر !
تفسَح لي في المَجالِ،
العلمُ نورٌ !
يُضيء ظُلماتِ المُحالِ،
عقلُ الانسانِ يْصنَع
مَلْحَمَة الإِسْتِبْسالِ!
طَبْعًا ..
سَنَنْجُو مَعًا!
آهٍ .. بالقلْبِ
بَسْطَةُ الآمالِ ،
الطَّوارئ الصحيَّة !
الحربُ الوَبائِيَّة !
إِخْوَتُنا في ميدان الوَغَى!
يُحاصِرونَ عَدُوَّنَا،
سَلامٌ عسْكري
بِمُنْتَهَى الإِعتِدالِ!
تبَاعَدوا يرحَمكم الله!
وَ إرفعوا اللواءَ الأحمرَ؛
حَيُّوا مَعي
تَضْحِيَّاتِ الأَبْطالِ،
بِالسَّلامِ الوَطني
فوقَ كُلِّ المَنازِل!
سَلامٌ للنِّساءِ الحَرائِرِ
سَلاَمٌ لنَيَاشِين الرِّجالِ،
نعَمْ .. إنَّكُم بِالبَالِ
أَنْتُم قُدوَة الأَجيالِ،
نَسْتَدرِكُ الخَسَائِرَ بالتَّضامُنِ،
وَ الإنْضباطُ غُرَّة الأَفْعالِ!
إذَنْ ؛
تَفاءَلوا بِالإِنْتِصارِ
علَى كُورونا الجَائِحَة،
بُشْرَى لَكُم !
عِنْدَ أقربِ الأََجالِ،
نَحنُ فِي خِدمَتِكُم !
فلَاَ تُغادِروا مَنازِلَكُم!
أَيَّتُها المواطنات أيُّهَا المُواطنُون ..
شاعر و كاتب مغربي