اختار الشاعر المصري في هذه القصائد أن يعبر الى أقانيم تتخذ شكلا معرفيا، ليس بحثا عن الحقيقة، ولكنها إبحار حر في محاولة للفهم واستقصاء للكثير من الكلمات التي تحمل دلالتها في ما تؤشر عليه من أثر فعلي على عوالم الشاعر الرحبة، ولهذا الأثر ما يبرره، خصوصا عندما تصبح وظيفة الشاعر جوهرية في العبور بالإنسان الى ضفاف أكثر رحابة للشعر والحرية، وهما خلاص العالم من هذه الهيولى التي تحيط براهنه ومستقبله.

ديوان العدد

النبوءة

مصطفى جاد الكريم

 

(افتتاحية/ الوعد/ الطريق)

افتتاحية

السباحة

أنك لن تؤثر في الناس بكلامك ..

إلا إذا نفذت إلى لب الحقيقة ..

إن أبسط الكلمات حينئذ ..

تصير قوية كالأسود ..

ضخمة كالجبال ..

إن عقول الناس تسبح على السطح ..

ولذا فعندما تنكشف لها الأعماق ..

تصاب بحالة من الدهشة والإعجاب ..

والتبجيل والخوف والأمل ..

إن الإنسان تسيطر عليه قوة الانشغال العملي ..

ولا ينتزعه منها إلا قوة الحقيقة ..

تلك الحقيقة التي يجلبها الغواصون ..

إن الحقيقة كما هي مدهشة فهي أيضا مزعجة ..

لأنها أثقل من أن يتحملها العقل ..

ولذا فعلى الغواص ألا يعرض كل اللآلئ ..

بل عليه هو نفسه أن يلقى فى البحر ..

باللآلئ التي تثقل جيبه ..

لقد خلقنا لنعوم على السطح ..

كما خلقت الأسماك لتعيش تحت الماء ..

ومهما اخترعنا من أجهزة للغوص ..

فإنها لا يمكن أن تجعلنا نعيش تحت الماء دائما ..

كل ما نملكه ..

هو أن ننظم السباحة ..

وربما نجرى بعض المسابقات ..

وأن نستخدم بين الحين والآخر ..

بعض الغواصين ..

 

صوت الكائنات

لقد سمعت صوت الكائنات ..

عندما كنت أتجول في البراري ..

لأصطاد نفسي ..

سألت الأحجار عن الحكمة ..

فقالت: ضع أبسط أقنعتك ..

سألت السحب عن البهجة ..

فقالت: دع الشكوك ..

سألت الرياح عن الحرية ..

فقالت: استمع لقلبك ..

سألت الأزهار عن السلام ..

فقالت: تعال قبلني ..

هذا هو صوت الكائنات ..

فصدق أنت أيضا لتصطاد ..

.

أساطير

هذا هو الكنز فهيا ..

نستخرج العقيق واللآلئ ..

والياقوت والزبرجد والمرجان ..

أنت علاء الدين فخذ المصباح ..

لكن الجني سيخرج من قلبك ..

وإن شئت فأنت على بابا ..

فخذ كلمة السر ..

واستخرج عزيمتك الذهبية ..

قبل مجيء لصوص الأوهام والمخاوف ..

أو أنت الشاطر حسن ..

فاعبر بحار التصميم السبع ..

وأنقذ روحك ..

من براثن غول هزيمة الوجدان ..

.

الصوت

وإذا لم تكن ممن يحبون الألغاز ..

فهذا صوت قلبي الصريح ..

يشتعل ببهجة وحنان ..

لتبصر السلام والحقيقة ..

من بين تراكمات الضجيج والبلادة ..

سنتجول جولة قصيرة ..

لكنها حاسمة ..

سنشترى بعض البضائع المفيدة ..

ونلقى بعض الفضلات فى القمامة ..

وسنقوم ببعض أعمال الحفر والتنقيب ..

وسنترافع فى بعض القضايا ..

باختصار سنقوم بعمل جاد ..

لكنه لن يخلو من متعة ..

.

الوعد

شرائط ملونة

الخيال المتدفق والليالي الموحشة والذكريات الصعبة ..

كل هذا سوف يصنع الإنسان هنا مرة أخرى ..

فتش معي عن زهرة وضع لمسة هنا أو هناك ..

ومرّ على بيوت النائمين أيقظهم ..

فهنا من جديد ستولد الحياة ..

تعال فأنا أشم رائحة الرحيق المدهش ..

العيون المغلقة ستتفتح ..

والآذان المصمتة ستدخلها الموسيقى ..

والروح الميتة ستنتعش ..

وظل المارد الآتي من بعيد يغطى الصحراء ..

غنني الآن أغنية ..

وتعال لنزور الآثار العظيمة ..

فلنكف عن المجاملات المنافقة ..

فالأرواح الكبيرة أقوى من ذلك ..

العيون تتبادل برقيات القلوب ..

هذا هو وجه الحب المألوف يعود للطرقات ..

اسمع معي الأجراس ..

إنها تدق للأجيال السعيدة ..

الأطفال بخدودهم المتوردة في ملابسهم الجديدة ..

والعقول يحترم بعضها البعض ..

إن الأسطورة تفور في قلوب العمالقة ..

والمسلات ستكتب تاريخا جديدا ..

أنظر للسماء الواسعة ..

هنا سنرفع الأعلام ..

وستحتضن السماء الكبيرة ألوان أعلامنا البهيجة ..

هذا كلام العراف فصدق ..

وهو أيضا نغم قلبي ..

إن الدموع المشتاقة ستحفر الطريق ..

وأقنعة السخرية ستسقط فنرى عوراتنا ..

ولن نخجل منها لأن أخلاقنا ستتغير ..

أيها السعداء دقوا الأبواب ..

فالسحب تبتعد عن قرص الشمس ..

لكي يصب ضياءه الذهبي ..

والعضلات تتشكل من جديد ..

والنفوس يستقيم عمودها الفقري ..

هيا معا لندرك بداية الحفل ..

الأغاني والأصوات ستتعانق ..

والرقص جماعي رغم أنف التحفظ ..

والثقة المتبادلة سترسم البسمات الدافئة ..

هاهنا معا من جديد ..

سنولد تحت الثريات اللاهية ..

فأعطني يدك ..

هيا ننفض الغبار لتلمع التحف القديمة ..

ولنخرج إلى الشمس بصدور جريئة ..

سوف نبنى القلاع ونقص القصص ..

وسنشهر السيوف الحاسمة ..

ما أصدق هذا العراف ..

فقلبي يؤكد ما يقوله ..

.

أغنية عنيدة

أيها الإنسان إلى الأمام ..

وأمسك الشعلة بيد ثابتة ..

أما الهموم الصغيرة فستبددها العزيمة الناصعة ..

إن شيئا من داخلك سوف يتمرد ..

والتعبيرات غير الناضجة ستتبلور ..

والخمود الجاثم على ملامحك سيذوب ..

والشمس الكامنة فى قلبك سوف تسطع فى عينيك ..

إنني أومن بك لأني أراك داخلي ..

بين ضلوعي تخطط في تصميم ..

وتكتم ضحكتك لأنك ستفاجئ العالم ..

الذي يظن أن الكآبة جففت نهرك إلى الأبد ..

إنني أنتظرك ومع ذلك سأدفعك للظهور ..

لأني أشتاق أليك ..

.

التوحد

الغربة اللانهائية تولد الائتناس اللانهائي ..

حيث أننا ونحن متباعدون نكتشف احتياجنا الحميم ..

كل منا للآخر ..

إن الدم الذي ينزف من مخاوفنا ..

يبحث عن ضمادات في النظرات المتفهمة ..

والذات المتكبرة تعترف أخيرا ..

بضعفها بعيدا عن الذوات الأخرى ..

وعما قليل ستحل العالمية محل القبلية ..

لأن الإنسان سيرى دخيلة نفسه ..

هذا ما قلته أنت أيضا عندما كنا معا ..

لأنك تصنع الصداقة ..

إن اليد تبحث عن اليد ..

والفم يبحث عن الأذن ..

والحزن يبحث عن الحزن ..

ولم يبق إلا القليل لغباء الأطماع ..

.

الصيد

إنني أبشر بالبساطة ..

ذلك النظام السهل الذي يثمر السلام ..

لقد ضل هذا المعنى فى الأرض ..

وحان الوقت لاصطياده ..

فهيا معا في الصباح الباكر ..

ولينضم إلينا المتشككون ..

دعنا نقلب الأمر على وجوهه ..

وسنعرف أنها جميعا وجوه زائفة ..

إن الوجه الحقيقي هو وجهنا نحن ..

الشجاعة هي ما نحتاجه ..

لكن الجائزة هي الصدق ..

إن جوهر العذاب هو ضعف الإرادة ..

وجوهر الخوف هو اجتناب الصواب ..

فضع أصابعك بطريقة سليمة ..

واعزف مع الرياح ..

وبعد مقطوعتين ستصير سحابة ..

وستمطر فى مواضع عديدة ..

هذه هي الأغنية ..

وإذا كنت تصدق الشعراء ..

فإن الإلهام يصير ملكك أنت أيضا ..

.

الهدية

البعث الرائع في الأزقة ..

هو ما ينتظر الإنسان العادي المهموم ..

وحين وجدت نفسي فإنني أقدمها بحماس ..

كوجبة شعبية ..

النور في داخلك أيضا ولكن خذ المفتاح ..

هيا لنشترك في الرقص ..

إنني أدعوك إلى النسيان والتذكر ..

فكن فطنا والتفت بحزم للتعليمات غير الأمينة ..

وتجنب التسلية لبعض الوقت لكي تهتم ..

هنا تسلية أعظم ..

كل القصص تصنع كلمة واحدة ..

كل قصة تصنع حرفا أو جزء من حرف ..

إن الكلمة ستكتمل فلا تحزن ..

وتعال نداعب الحروف ونتآلف معها ..

لا تشجع الذين يتجمدون عند انحناءة حرف ..

كل نَفَس من أنفاسي هو لك الآن ..

فاستنشق باستغراب ثم بشراهة ..

املأ صدرك ولا تخف ..

هنا هواء نقي ..

.

الضرورة

النار تحرق صدري لكي أتكلم ..

لا أعرف كيف تحملت الصمت من قبل ..

لكن البركان الآن يقذف بنشوة ..

ليغير قشرة الأرض ..

هأنذا بينما أتكلم يحدثني البعض عن الشكل ..

لم يشعروا بعد بحرارة وعودي ..

النهر يصنع مجراه ..

عفوا فإن كبريائي يغفره حبي ..

وتعجلي يغفره حماسي ..

ونبرتي العالية يغفرها قلقي ..

وأنا تغفرني أنت ..

هذا هو كل ما في الأمر ..

إن المعاني الكبيرة تضمها الكلمات القليلة ..

والانفعالات الشاقة تبهج النفوس ..

فلا تتحدث هكذا بخوف ..

إن لديك الشجاعة الكافية ..

.

الإمكان

الصور المتتالية تزعج العين ..

لكنها توقظ الذهن ..

تعال نهرب من الأحلام لنجد الفرحة ..

هنا في الطريق العادي توجد كل الإمكانيات ..

ومهما ظهرت العقبات سنتدبر الأمر ..

مرة أخرى يحدثنا هذا الشاعر عن الإمكان ..

ولكن ألم يمل وجهك الأقنعة غير المناسبة لحقيقتك ..

دعني أثير قلقك لأني أحبك ..

وشيء ما في داخلي يناديك ..

 

الضوء الخافت يتعاظم ..

والأفراد القليلون يتحولون إلى مظاهرة ..

إنها مسألة وقت ..

نبوءة الشعر تصر عليها القلوب ..

لأنها تأتى من بعيد ..

إنني أتوقف لألتقط أنفاسي ..

ولولا ذلك لصارت القصيدة بيتا واحدا ..

أنت أيضا لديك أشواق عظيمة ..

فلا تخجل من ذاتك بعد الآن ..

والحق بى ..

نعم هذا ما أقدمه لك ..

الدهشة تلو الدهشة ..

لكن الدهشة الكبرى أنني لا أقدم لك ..

سوى نفسك ..

إن صدقي ينفرني من تواضع المنافقين ..

فكن مثلى وأعطني كلماتك هكذا ..

لتنير عقلي ..

إنني أريدك أنت لا سواك ..

أنت شعبي ..

فضع معي الجسر ..

إن كنت تملك نفس إيماني ..

إن الخيرات كثيرة فتعال ..

اعط ظهرك للبسمات الصفراء ..

فهنا ستضحك بعمق ..

إن حماسي سيلفت نظرك ..

وإصراري سيثير استطلاعك ..

أما عقلك فهو هدفي الأخير ..

وهو لي فى النهاية ..

لأني له ..

.

الرؤية

فلنحطم العوائق واحدا تلو الآخر ..

ولنعد للحفل الكبير ..

ولا تنس الفاكهة والكلمات السعيدة ..

وزع معي الدعوات ..

الرؤية الواضحة تبهر عيني ..

كم أشفق على من يقف في طريق السيل ..

والاستعدادات على قدم وساق ..

لاستقبال الروح الخفية للوجود ..

الهموم اليومية الصغيرة ..

سيجرفها الاهتمام العميق ..

والأجسام المترهلة ستستعيد لياقتها ..

أما الأفكار المعتمة ..

فستسقط وحدها ..

معا نطرح كل الأمور البالية ..

وننفر منها بفطرة سليمة ..

وبدأب نتلمس النضارة ..

ونستنبت منها المستقبل الرائع ..

إنني أعطيك ما عندي ..

وأدعك لتفهمه وترتبه ..

لقد خرج هكذا ..

كضحكة تلقائية ..

لقد جئت فى وقتى ..

وهذا ما ستدركه بعد قليل ..

إذا أتيت معي ..

.

الطريق

السر

.

إن روحي المسترخية في جسدي ..

تنظر للعالم المادي بتشكك ..

لكنها لا تنكر طيباته ..

وقلبي الطيب ..

يصافح الألم بتسامح ..

وهنا يكمن سرى المدهش .

الذى أبوح لك به بصفة خاصة ..

مستحيل ..

هذا ما يقوله عقلك العنيد ..

ولكن أين الممكن منذ وجد الإنسان ..

يكفيني نداء قلبي ..

.

الصمت

.

مرة أخرى نتحدث تلك الأحاديث القوية ..

مستخدمين نفس الكلمات البالية ..

لكننا سنخلقها من جديد بالمعاني الرائعة الوثابة ..

دعنا نتجول في الأرض ..

ونغني للجبال والسحب ..

وإذا كنا نملك الطبيعة ..

فلماذا نلجأ للخيال ..

إن نور الشمس القوى يذيب كل المناقشات ..

فافتح صدرك ببساطة ..

وصدق كلامي الساذج ..

وأعطني يدك ليتصل قلبانا ..

هيا لنحلق اللغة وننتشل الكلمات ..

وأفضل ما نفعله فى هذا الصدد ..

هو الصمت ..

.

الجِلد

اشتر لعبة لطفل والعب معه ..

وإذا حصلت على بسمته فاحتفظ بها ..

هذا ما تؤكده الأساطير القديمة ..

وستقتنع به الأجيال القادمة ..

أننا نظن أنفسنا نبتسم ..

بينما نحن نسخر بمرارة ..

شد جِلد وجهك كما تشاء ..

لكن البسمة تخرج من العقل البسيط ..

.

الموهبة

.

تعال نضع خطة للسعادة ..

ومن الأفضل أن نشكل لجنة ..

تجتمع ألف سنة ..

ولنرفع في كل مكان الشعارات ..

السعادة قادمة ..

لقد خلقت معنا موهبة السعادة ..

هذا ما قاله لى العصفور ..

ورأيته فى قرص الشمس ..

وأنت أيضا تعرفه ..

لأني أعرفك ..

.

الأرض

هيا نوزع خيرات الأرض ..

خذ هذا وأعطني ذاك ..

هيا نوزع مناصب الأرض ..

أنت كذا وأنا كذا ..

هيا نتقاتل على كل ذلك ..

ولا تنس أن تكتب وصيتك ..

.

الضلال

المعاني التي تكشف الحقائق ..

تنعش قلوبنا المتعطشة ..

والصدق المتحمس ..

يملأ عيوننا بالدموع ..

هنا تتجلى الروح آخر الأمر ..

ويسقط الخداع الطويل ..

سوف تدهش من نفسك التي أريها لك ..

فكم مضى منذ كففت عن رؤيتها ..

وقد تحتاج الكثير من الشجاعة ..

لكي لا ترتد مرتجفا ..

إلى الضلال المألوف ..

.

الغناء

الإيحاء القوي الذي ينبع من التعبيرات الصريحة ..

يولد إشراقات فى النفس والذهن ..

والعزم الصادق على الغناء ..

يصرع الكآبة ..

وهي تحاول محاصرة الروح ..

ارفع عقيرتك بغير تخاذل ..

دع وجهك يتشكل بغير خجل ..

لكن قبل ذلك استمع طويلا ..

إلى موسيقى السماء والأرض ..

والآن تجنب المكاسب الصغيرة ..

وتطلع إلى هناء القلب ..

ومد يدك بابتهاج ..

لتقطف أجمل الزهور ..

.

الشِّعر

إن يدي ترتعش شوقا إليك وأنا أكتب ..

وعيناي لا تريان من الدموع التي يذرفها حبى لك ..

ورغم أنى أمر بك في الطريق بلا مبالاة ..

وقد أرسل إليك نظرة مقاتلة ..

إلا أنك في سويداء قلبي ..

لأنك أنا ..

هذا شِعرك لأني أكتبه لك ..

أنت شاعري وأنا شاعرك ..

وحدي لا أستطيع ..

معا ..

نعم .. معا .. هذه بقية السر ..

وعندما نبدأ الغناء ستصير لي ..

كما كنت معك ..

وستصير معي لأني معك ..

.

الوهج

إنني أحدثك بحرارة لأحررك من شكك ..

وأحثك بحماس لأحررك من حزنك ..

وأهتف لأهز أذنك التي جمدها الضجيج ..

كل هذا فعلته من أجلك ..

لتصدم مشاعري عدم اكتراثك ..

وتولد مرة أخرى داخل قلبك ..

فتعال فى وقت فراغك ..

وبعد ذلك ستعطيني كل وقتك ..

إن الوهج الساري في أعصابي ..

يحرك أناملي بلهفة ..

ويولد أشواقا عنيفة فى كلماتي ..

بقفزة واحدة أريد أن أصل إليك ..

مدّ يدك ..

سنضحك كرجال ..

ضحكا يهز قلوب النساء ..

سنهتف بقوة لنقاوم بلادة الضمير ..

سنشد صدورنا ونتجول بنشاط ..

وسننادى النسور المحلقة ..

هذه هي النبوءة فصدق ..

بلمسة واحدة ستختفي الأحداث الصدئة ..

وستزدهي الأرض بألوان عجيبة ..

إنها الآن مجرد صور ..

لكنها ستتجسد للحواس ..

عندما تنتصر الإرادة على الواقع ..

.

السلام

سنتجاهل المعرفة بعض الوقت ..

وسننغمس في نزوات إرادتنا ..

إن الحقول المرحة تغار من الكتب المحترمة ..

التي نؤثرها بعيوننا ..

نعم إن العقل يرفع عصاه ..

لكننا سنتسلل من خلف ظهره ..

ونحن نكتم ضحكات سنفجرها بعد قليل ..

هنا النظريات أصح بالتأكيد ..

لأن الغناء هو برهانها ..

وعندما نلهث من التعب ..

سنجلس نستمع إلى السماء ..

هذا السلام لا يوجد في مكان آخر ..

فليأت أي نبي الآن وسيؤمن به الجميع ..

إنها لحظة أشد صفاء من أن يلمسها الباطل ..

.

التفاؤل

هذه القوة التي تنوء بها الكلمات ..

تعطى العقل الشجاعة وتمنحه الأدلة ..

وتلهب القلب بحماس زاخر ..

إنني متفائل بالضرورة ..

لأن السحب تكاثرت والظلام وشيك ..

إن الناي الحزين يترك المكان للنفير ..

والقلب الجسور يتقدم ..

لينتشل الأرواح ..

هأنذا يا أخي هل تعرفني؟

إنني منهمك في العمل داخل قلبك ..

ماذا ترى الآن؟

هل الرؤية أوضح؟

هل الحياة أجمل؟

هل الطعام ألذ؟

هل الناس أفضل؟

أخبرني بدقة لننتهي من العمل بسرعة ..

فالطرقات تترقب بلهفة خطوات الجوالين الجدد ..

ولا يجب أن نتركها تنتظر طويلا ..

إن البعض يتحدثون عن حكمتهم ..

ويبتسمون بتشكك ورثاء ..

لكننا نحن أيضا نصنع حكمتنا ..

بتطلعنا إلى الجوائز الكبرى ..

وبمقاومتنا لأقوالهم المأثورة ..

.

النبي

لا يكفى لهذا الشعر أن يعبق الحجرات ..

بل يجب أيضا أن يعبد الشوارع ..

وأن يساعد على اختيار البضائع ..

لا تعجب فكل شيء يبدأ من هنا ..

حيث نعمل بدأب لنتمكن من التسليم قبل الموعد ..

إن التطلعات البسيطة تضل طريقها ..

إن لم تصب فى نهر الأمل النهائي ..

هذا ما نحاول التحذير منه ..

فساعدنا في رفع اللافتات ..

هذه الجموع تنتظر نبيها ..

ليس أنا أو أنت ذلك المنتظر ..

بل كل إنسان يأتي معنا ..

.