الإهداء: إلى عفرين التي تبكي الآن..

 

** تصرخُ برغبةٍ صماء

تتعطر من الوادي السحيق

تراباً وأنيناً لا ينوب

تُأكلُ الحمام أوراق الشجرِ

تتغذى على ندى الانتظارِ

حتى النباحِ الوحيدُ

الذي يعلو من وشوشة الليل

يضيعُ..

 

يتهجيْنَ الرغبات العارياتِ

يزرعنَ اليقطينَ في العراء..

يعددنَ أصابعهنَ ليتأكدنَ أنهنَ لازلنَ

تحت سقف الإله..

 

الأجيالُ تهجرُ مداراتها المريضة

بحثاً عن ملحٍ وزنجبيل..

بضع بلاهاتٍ لمعت بذورها

والجداتُ يزرعن الحنطة

قرب بابهن المظلمِ أكثر من الطين

يعتقدن أن الأرز سينثر

على العائد من وعكةٍ روحية..

يجمعنَ الكؤوس والنيازكِ الهاربة

للاحتفاء على الطريقةِ العفرينية

يتوعدن الحمام بالطيران

حين ينبلجُ النباحُ

والحمام يأكل البذور فيتقنُ دورهُ

مثل خرافةٍ متقنة

تنير أجسادهن المتضوّعةُ المتلعثمةُ النحيلةُ

بشعلةٍ كاذبة..

يأتي الغائبُ من أعالي السُحبِ

يخبئ وجهه المُقشّر

تحت عباءة الأمنيات المتواطئةِ البَنفسجية

المحمّلةَ بعَوسجٍ، ورائحةُ العَقيقِ تفوحُ من ذوبانه

ينسى أنه مولودٌ من غصنِ أخضرَ

فيضع وجوده على حافة كعبه..

ليتربص بسقفٍ للفناء

يصنع من البرق ضحكةً

ينثر دراهمهُ القليلة على خرائب الأحبة

فتصبحُ القرية مسالخُ معطرة

من أجسادٍ ملقاةً على كتفه

لغسلِ أعلى سقفٍ في مبنى الخطيئة

يقرأ الفاتحة

دون البسملة

دون أن يرى شواهد المقبرة..

فيعودُ رواحاً ومجيئاً حتى نصف الانكسار..

 

• القصيدة تحاكي ما نمر به الآن.