تعتبر القصيدة التالية من أشهر وأهم قصائد الشاعرة التصويرية الأمريكية لويزا جليك، وهي أيضا عنوان ديوانها الصادر عام 1992 . وهي تعالج الموضوع الذي شغل الشاعرة كثيرا: الحياة والموت والبعث. والقصيدة تعتمد في فهمها أن يتصور القارئ من هو المتحدث في كل عبارة فيها وفي أي مكان وأي زمان . فهي تبدأ بما نحدس أنه لباب زهرة السوسن وهي في التربة تشق طريقها الى النور. وعلينا أن ننظر اليها كرمز للحياة الإنسانية بصفة عامة وخوف الإنسان من الموت وتطلعه الى البعث والعودة الى حياة أخرى .
سوسنة برّية
كان ثمة باب هناك
انتهت عنده معاناتي .
اسمعني جيدا:
أنا أتَذكّر ما تسمونه الموت .
وفيما فوقي
أسمع ضجة
تمايل أفنان شجرة الصنوبر ،
ثم لا شيء .
والشمس الواهنة
تتأرجح على السطح الجاف .
البقاء على قيد الحياة
شيء رهيب
إذ الوعي
يندفن في التربة العتماء .
ثم ينتهي كل شيء :
إن ما تخاف منه ،
أن تكون روحا لا تستطيع الكلام ،
ينتهي فجأة
والتربة الجامدة
تنفتح بعض الشيء
وأعتقد أنني أرى
طيورا
تتقافز في الشجيرات الواطئة .
وأنت َ ،
يا من لا تتذكر
عبورك من العالم الآخر
أقول لك
أن بوسعي أن أتكلم مرة أخرى
فكل ما يعود من غياهب النسيان
يعود ليجد صوتا :
فمن مركز حياتي
تنبجس نافورة عظيمة
وظلال زرقاء وداكنة
فوق مياه البحر اللازَوَردية .