توفي الفنان التشكيلي المغربي، محمد المليحي، الأربعاء، عن عمر 84 عاما، بعد دخوله لقسم العناية المركزة بأحد مستشفيات باريس على إثر إصابته بعدوى فايروس كورونا. وأجمعت مختلف ردود الفعل، من المغرب وخارجه، على الإشادة بتجربة وخصال الرجل، مشددين على أن رحيل المليحي «محزن»، يخفف من وطأته أن هذا الفنان الكبير "باق في أعماله". وكان محمد المليحي، وهو أحد الوجوه البارزة في مجال الفن التشكيلي المغربي المعاصر، يقيم في فرنسا من أجل إجراء فحوصات طبية قبل إصابته بالفايروس، حيث وافته المنية بالمركز الاستشفائي الجامعي أمبرواز باري الذي اعتمد به في قسم العناية المركزة.
ويعتبر المليحي المولود في أصيلة عام 1939، من أهم رواد الفن التشكيلي العربي، درس الفن في كلية الفنون الجميلة في تطوان، في الخمسينات، وغادر لمتابعة دراسته في إسبانيا ثم إيطاليا فالولايات المتحدة.
وعاد إلى المغرب في 1964 وعمل أستاذا للرسم والنحت والتصوير بمدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء، وشكل مع زميليه فريد بلكاهية ومحمد شيبا “جماعة الدار البيضاء” التي اتسم أسلوبها بالحداثة والتجديد.
وشغل خلال مسيرته العديد من المناصب الرسمية، حيث عمل مديرا بوزارة الثقافة بين 1985 و1992 ومستشارا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون 1999-2000. وسعى المليحي منذ استقراره بالمغرب إلى إقناع طلبة مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء بأهمية الموروث البصري المغربي، علاوة على جهوده لتقريب التشكيل من المواطن العادي في الفضاءات المفتوحة، بعيدا عن قاعات المعارض، بمعية بعض أصدقائه الرسامين؛ فريد بلكاهية ومحمد شبعة ومحمد حميدي ومحمد أطاع الله، الذين أقاموا معرضا تشكيليا في ساحة جامع الفناء بمراكش صيف سنة 1969؛ لتحقيق التواصل المباشر بين الفنان والجمهور من دون حواجز، في أول سابقة من نوعها. وهي التجربة التي تكرّرت أكثر من مرة بعد ذلك.
وساهمت أعماله في تشكيل جمالية المنظومات الفنية لما بعد فترة الاستعمار والشبكات الفنية العربية من خلال تعبيراته الهندسية، والثورة الثقافية المنبثقة مع مدرسة الدار البيضاء، وكذا عمله كمصور فوتغرافي، وناشر، ومصمم، وفنان ملصقات ورسام جداريات.
وتأثّرت أعمال المليحي بالهندسة المعمارية، والتراث الإسلامي بشكل كبير، لكن هذا لا يمنع حضور الأثر الأوروبي، أما الألوان فليست بعيدة عن حرارة المغرب وألوان بيوته وعمارته وثيابه التقليدية الحارة التي تتراوح بين الأزرق والأصفر بشكل أساسي. وكانت إبداعاته الفنية موضوعا للعديد من المعارض عبر العالم، كما خصصت له العديد من الفعاليات التي تحتفي بفنه. وشارك الراحل في معارض مشتركة في البرازيل وإسبانيا والعراق والجزائر والسنغال ومصر، وأخرى فردية في فرنسا والولايات المتحدة والكويت واقتنت أعماله العديد من المتاحف حول العالم.
وبيعت مؤخرا لوحة الفنان المغربي المليحي “السود” التي رسمها أثناء إقامته في نيويورك بسعر 494 ألف دولار، ضمن مزاد دار سوذبيز في لندن المخصص للفن الحديث والمعاصر بأفريقيا والشرق الأوسط. وفي أبريل 2019 أقام رواق الفن “فضاء التعبيرات” بالرباط معرضا استعاديا ضخما لأعمال الفنان المغربي حمل شعار “60 سنة من الإبداع.. 60 سنة من الابتكار”، في احتفاء بمرور 60 عاما على انطلاق تجربة محمد المليحي المجدّدة في الفضاء التشكيلي المغربي والعربي عامة، وهو الذي تناول العديد من نقاد الفن تجربته الإبداعية في أكثر من كتاب. ومؤخرا احتفى مركز السركال أفنيو بدبي، عبر معرض استعادي، بتجربة محمد المليحي، الذي يوصّفه نقاد الفن برسام الأمواج اللونية والأشكال التجريدية والرموز التراثية الغنية بالإضاءة الناصعة في جمع فريد بين الصنعة والجمال.
ونعَت وزارة الثقافة والشباب والرياضة الفنان الراحل المليحي، فقالت إنه يعد «من الرعيل الأول للفن التشكيلي بالمغرب»، و«من أهم رواد الفن التشكيلي المعاصر في أفريقيا وفي العالم العربي». فيما وصفت نقابة الفنانين التشكيليين المحترفين الفنان الراحل بـ«رائد الحركة التشكيلية المغربية»؛ بينما أشار اتحاد كتاب المغرب إلى «الرحيل المفاجئ للفنان التشكيلي المغربي والعالمي الكبير»، الذي حظيت أعماله بـ«تقدير عالمي»، و«تصدر بعضها المبيعات في كبريات المعارض العالمية»، مشددا على أنه «برحيل الفنان الفقيد، يكون فن التشكيل بالمغرب والعالم، قد فقد أحد رواده الكبار، فيما ستظل أعماله وإنجازاته الرائدة خالدة في ذاكرة الفن التشكيلي العالمي".
عبد الكبير الميناوي: رحيل محمد المليحي أحد رواد الحركة التشكيلية في المغرب
ويُعد المليحي، الذي ولد في مدينة أصيلة سنة 1936. من أبرز خريجي مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، الذين يحسب لهم أنهم دشنوا الخطوات الأولى لمسار التجربة التشكيلية الحديثة في المغرب، وذلك بعد جيل الفنانين الفطريين الأوائل؛ حيث ساهم، مع عدد من كبار الحركة التشكيلية المغربية، كمحمد شبعة وفريد بلكاهية ومحمد حميدي، وآخرين، في «القيام بثورة تشكيلية فنية تربوية بالمغرب»، تقوم على «اعتبار الفن عنصراً مهما في حياة الإنسان»، لذلك عملوا على تقديم مشروع بـ«رؤية جديدة للفن والثقافة والمجتمع». وكان المليحي قد حرص سنة 1953. بعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، على السفر إلى الخارج، لصقل مواهبه وإغناء تجربته الفنية، بداية من إسبانيا ثم إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة التي سيقضي بها سنتين، ما بين 1963 و1964. وهي الفترة التي كانت كافية، حسب الناقد والفنان التشكيلي عزيز أزغاي، لكي يبلور المليحي أسلوبه الفني الخاص، الذي "يتميز بمنحى هندسي تجريدي. أسلوب وظفه، ولا يزال، في تعاطيه مع خياراته الموضوعاتية، وتحديداً في مساءلة تيمة الجسد في بعده الإيروسي، دونما إسفاف أو ابتذال".
ومقارنة مع أبناء جيله والأجيال التي جاءت من بعده، يضيف أزغاي، "يكاد المليحي ينفرد باختياراته اللونية، سواء من حيث وقعها الحار، المتناسق والمتنوع، أو من حيث توظيفها بما يلزم من دقة هندسية صارمة. وهي اختيارات تظهر على شكل متواليات لونية مُفكر فيها مسبقاً وبشكل مطول، تتكئ على نظام المقاسات الجبرية، أكثر من استسلامها لعفو الخاطر، وللانفعالات النفسية الطارئة".
وعُرف عن المليحي، كما يجمع على ذلك عدد من النقاد، نزوعه نحو «التجريد»، الذي قاده إلى «توظيف العلامات والرموز المستمدة من الوشم والتطريز والعمارة في التراث»، من خلال «التقاط التوريقات والتموجات في الزخرفة الإسلامية التي تعتمد معايير هندسية»، كما تميز بـ«التنويعات المتعددة والمتداخلة حول مفهوم (الموجة)»، الذي قدمه منذ بداياته، والذي «يرتبط بإمكانيات جديدة للحداثة من خلال محاكاته للجسد وانحناءاته ضمن حركة تعتمد حسابات رياضية وتدرجات في اللون تعكس المعمار والأزياء في المغرب، وتحيل إلى المطلق كقيمة فلسفية متصلة بالزمن»، معتمدا، ضمن هذا التوجه، «الدائرة كحركة كعنصر أساسي مولد لتدوير لا ينتهي في سياق تعبيري يرمز إلى جسد المرأة وانحناءاته التي لم تفارق لوحته»، مع انزياح من «المعنى الذي تذهب إليه تلك التكوينات ببعدها الصوفي إلى مناخات أرضية واقعية». وهكذا، ومع مرور السنوات، سينتج التراكم الفني «إحساساً ملتبساً ومختلطاً لدى المتلقي الذي ينظر إلى الموجة باعتبارها مطلق الحركة ومطلق السكون في آن، وهي كحركة متتالية تبدو متشابهة في معظم اللوحات، لكنها تعطي في كل مرة انطباعاً مختلفاً»، تؤكد قيمة وتفرد "مبدع اشتبك مع الشأن العام طوال تجربته»، بشكل «ترك أثره في رؤيته وإبداعاته، وفي تعامله مع تلك المحطات المؤسسة في حياته الفنية، في إطار التركيز على جدلية الفن والواقع".
وكان المليحي قد عمل، عند عودته إلى المغرب، بعد أكثر من عشر سنوات عاشها متنقلا في الغرب، أستاذا للرسم والنحت والتصوير في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، ما بين 1964 - 1969. ليشكل رفقة بلكاهية وشبعة «مجموعة الدار البيضاء» أو «حركة 65»، حيث سعى «جيل شاب حالم»، على رأي أزغاي، إلى «تأسيس حداثتنا التشكيلية، وإلى إنماء وعينا البصري، وإلى إثراء حقل الإنتاج الثقافي في مغرب الستينات، وهو ما كان له أثر هام في الممارسة الفنية فيما بعد»، حيث اشتهرت المجموعة، بالإضافة إلى «أسلوب أعضائها الحداثي»، بمنهجيتها العلمية التي ركزت جُل اهتمامها، بحسب عدد المهتمين بمسيرة الفن التشكيلي المغربي، على «غرس الحداثة في الثقافة البصرية المحلية». وضمن هذا الاختيار، تميز المليحي بـ«أسلوب حداثي جديد»، مكنه من المساهمة في «تجدير الحداثة في الثقافة البصرية بالمغرب»، هو الذي عمل منذ ستينات القرن الماضي، على تطوير تجربته التي تدور حول «رموز متكررة من الأمواج»، حيث ظل قماش الرسم «تجريداً بصرياً بحوافٍ محدودة وخطوط دقيقة وألوانٍ رائقة»، وبقيت ضربات الفرشاة وحركاتها «خفية»، و«غالباً ما تتخذ الأمواج أشكالاً جديدة، فنجدها مقلوبة على نحوٍ عمودي لتغدو ألسنة لهب، أو مقطوعة من وسط اللوحة لتنكفئ على زاوية منها»؛ بل «كثيراً ما قورنت هذه الأمواج بأمواج شواطئ أصيلة، مسقط رأسه، أو بإيماءات الخط العربي، وأحياناً أخرى تدعونا تشكيلاتُها الروحية للتسامي والصلاة»؛ ليظل مخلصاً لهذا التوجه، معيدا «صياغة الأمواج باستمرار، مضيفاً إليها طيفاً من الألوان والأشكال التجريدية والرموز بتفاصيل دقيقة أخرى»، فيما «ظلت الأمواج صامدة»، في فنونه الأخرى، كما في أعماله النحتية، وفي جدارياته وملصقاته، وفي غيرها من الأعمال التي «تواشجت في مشاريع معمارية متنوعة".
وفضلا عن مسار الرسم والتدريس، حفلت مسيرة المليحي الفنية والثقافية بمساهمات رائدة في تأسيس بعض المنابر الثقافية، على غرار إسهامه، إلى جانب كل من محمد خير الدين ومصطفى النيسابوري وعبد اللطيف اللعبي وفريد بلكاهية ومحمد شبعة، في تجربة مجلة (أنفاس) ذات النفس الثقافي الفكري المتفرد، والتي تواصل نشرها ما بين 1966 و1973، فضلا تأسيسه دار نشر «شوف»، وإصداره لمجلة (أنتغْرال) المتخصصة في الفنون التشكيلية، وكذا مساهمته، في عام 1978. إلى جانب صديقه ورفيق دربه الوزير الأسبق في الثقافة والخارجية محمد بن عيسى، في تأسيس «جمعية المحيط الثقافية» التي أطلقت «موسم أصيلة الثقافي الدولي»، الذي جعل الممارسة التشكيلية في قلب برنامجه. كما عمل مديرا لإدارة الفنون في وزارة الثقافة المغربية ما بين 1985 و1992. ومستشاراً ثقافيا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية (1999 – 2000).
فاروق يوسف: المليحي وجد في البحر ملاذا لخياله المسافر بين القارات
له في مراكش ما له في طنجة: بيت وأصدقاء ومقاه وذكريات. ما بين شمال المغرب وجنوبه، بين بحره وصحرائه يمد محمد المليحي خيطا خفيا من التأملات البصرية، ليصل إلى اللامتناهي من الأشكال التجريدية التي لا تعلن إلا عن درجة صفائها ورغبتها في أن تحلّق وحيدة، منفصلة عن أصولها الواقعية، كما لو أنها تضفي من خصالها صفات على المشاهد الطبيعية التي لا يزال المليحي يهيم في مطاردة تجلياتها، مثلما كان يفعل في طفولته وهو المولود عام 1936 في أصيلة، البلدة الصغيرة النائمة على ساحل بحر الظلمات. ابن أصيلة الذي يرسم خطوطه كما لو أنه يحاول التقاط نغم صادر من جوف قوقعة صامتة كان قد وجد في مرحلة مبكرة من حياته الفنية في البحر ملاذا لخياله المسافر بين القارات، هناك حيث عاش ودرس وعرض رسومه في البرهة التي انفصلت من الزمن التقليدي، لتصنع منه رساما لا تحتاج رسومه إلى توقيعه لكي تؤكد انتسابها إليه. صنيعه الذي يشبهه في كل لحظة إلهام كان قد استدرج النظرة الأولى التي يلقيها الغرباء على بلدته ليصنع منها كونا شخصيا. ولأن البحر يقع قريبا من خطوته، أينما ألقيت، فقد كانت الأمواج تنساب بخفة وعذوبة إلى سطوح لوحاته.
أندلسه الصغيرة: في السنوات الأولى من خمسينات القرن الماضي درس المليحي الرسم في المدينة البيضاء (تطوان) القريبة من بلدته. أندلس صغيرة كان الفنانون الإسبان قد أسسوا فيها معهدا للرسم وصاروا يصنعون فيه جزءا من مأثرة فنية سيقع عدد من فناني المستقبل المغاربة في أسرها، في مقابل الأثر الذي تركه الفنانون الفرنسيون في مناطق أخرى من المغرب. لذلك كان من الطبيعي أن ينتقل المليحي إلى إشبيلية ومن بعدها إلى مدريد، ليغني معرفته بعالم كان قد انفتح أمامه على مباهج بصرية، حركت في أعماق روحه مياها كامنة.
للجغرافيا شغبها وللتاريخ مهابته. فكيلومترات قليلة من الماء تفصل بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا كانت بمثابة السجادة التي تركت أقدام الأندلسيين الهاربين إلى المغرب عليها زخارف لا تمحى. حكاية شعب لا يزال حتى هذه اللحظة يملأ أشعاره بالتنهدات. لقد سلب زخرف السجاد الأندلسي والزرابي التي كان المغاربة يهيمون في فضاءاتها التجريدية لب الفتى الذي كان يزاوج في خياله بين ما هو شعبي من عادات فنية صارت تسمى بالفلكلور وبين ما هو مدرسي يعود بأصوله إلى تجارب فناني عصر النهضة وفي مقدمتهم فيلاسكس.
كما لو أنه يحلم في المغرب كانت يده تتشبع بالحنين إلى أمواج الأطلسي، لكن من جهة لغة سكان بلدته الصغيرة. وكان ذلك الحلم هو الأساس الذي استند إليه المليحي في التأسيس لنقلة نوعية كبيرة في الفن المغربي. كان إلى جانبه يومها محمد شبعة وفريد بلكاهية. ثلاثة فنانين كانوا عنوانا لحداثة فنية شهدها المغرب في ستينات القرن الماضي بعد أن مهدت لها تجارب الخمسينيين أحمد الشرقاوي وجيلالي غرباوي. يقول المليحي: "لست في حاجة إلى أن أكون داخل مرسمي، أو أُصَوِّر كي أحسّ أني فنان. يمكن أن يكون المرسم مكاناً للتركيز أو مكاناً للاستبطان. ليس المرسم غاية في حَدّ ذاته".. وهو ما مهد لظهور الفنان الشامل الذي انطوت عليه شخصية المليحي.
كان الرسام الذي حلم في أن يكونه هو الشخص الذي يقود خطاه في الطرق المتشعبة التي مشى فيها. فعلى امتداد نصف قرن، منذ 1956، وهو يوزع اهتماماته بين فنون عديدة، لم يكن فن الرسم إلا واحدا منها. لقد كان ضليعا في فنون التصوير الفوتوغرافي والتصميم الغرافيكي وإخراج الأفلام الوثائقية ونشر الكتب الفنية. كما نفّذ العديد من الجداريات المُدْمَجَة في المعمار مع مهندسين معماريين مغاربة وأجانب. وكان نحاتا وجد ضالته في تحقيق نسق معياري بين كتلة صامتة وفضاء عمومي صاخب. كان المليحي واحدا من أهم نحاتي المغرب، لا بسبب صفاء قدرته التقنية التي تصل إلى مرحلة الخلاصة البصرية بل وأيضا بسبب ولعه بفضاء العيش المغربي، الآهل بالمغريات الحسية، من يلتقي المليحي لا بد أن تأسره أناقته في التفكير والملبس والكلام، هذا رجل لا ينتج إلا أعمالا فنية أنيقة مثله. كانت أناقته تتقدمه في كل ما يفعله. يقول المليحي: "لستُ في حاجة إلى أن أكون داخل مرسمي، أو أُصَوِّر كي أحسّ أني فنان. يمكن أن يكون المرسم مكاناً للتركيز أو مكاناً للاستبطان. ليس المرسم غاية في حَدّ ذاته"