عن الشعر والشعراء والموقف من الحياة يختصر الشاعر سوران محمد قصيدته في ثلاثة مقاطع في نقد مبطن لالتباس الموقف من الحقيقة والوجود، في تقاطع مع التفكير العقلي والفيلسوف، وأيضا في التباسات أسئلة الكتابة حيث يظل الشاعر ساكنا حيرته متوقفا عند جدار اللغة متوجسا من الكلمة.

الشعر والحقيقة

سـوران محـمد

 

-١-

- الشعراء الخائفون-

ان الشعراء المذعورون

يمرون مسرعا

بجوار مواقد النقد

خوفا من احتراق أقلامهم

*

وعندما تختفي النجوم

 في سماء ليالي داكنة

يخافون من الظهور

لأن مشکاوات أشعارهم

فيها قناديل منطفئة

*

 ولو آنهمر مطر الحقيقة

لا يودون الخروج

تجنبا

لذوبان حلاوة قطن

 ديوانهم

*

هنالك دوما

شعراء  متخوفون

ينظرون من بعيد

الی معرکة اللغة الحامية

***

 

-٢-

- مرارة الحقيقة –

ان الحق مر

کوردة الدفلى

أو کبلوط تلك الشجرة التي

 غرسها أبي

 في المقبرة

قبل أمد بعيد...

لكن الشعراء

يوصفون المعشوقة

بالعسل والحلوی

لذا لا يودون الاستماع

الی قصائد

تنزف جروحها دما

***

 

-٣-

- القوة  الكامنة في الحق -

لو تسکن الحقيقة الجوهر

فمم تخاف؟

تقدم خطوات الی الأمام

دون الألتفات الی

نباح في الطرقات

واذا لا تحرق النار

الحقيقة

فمم تخاف؟

وأنت تمشي علی مسرح

 لا تعدو كونها إلا

أساطير الأوهام

***