الحُبُّ رَصاصةٌ تَخترِقُ قَلْبَ المساءِ
الحُبُّ نَجَّارٌ يُفَصِّلُ التَّوابيتَ مِن أخشابِ المطبخِ
الحُبُّ أرْمَلةٌ تَخِيطُ أكفانَ العُشَّاقِ مِن زُجاجِ القِطَاراتِ
جَدائلُ النِّساءِ في صُحُونِ المطبخِ البلاستيكِيَّةِ
وَدُمُوعُهُنَّ تَسِيلُ بَيْنَ العَناكبِ الذهبيةِ وأكفانِ الزَّوابعِ
أخشابُ السُّفُنِ الغارقةِ هِيَ أثاثُ الجِنازةِ العسكريةِ
مَاتَ ضَوْءُ الشُّموعِ في الحُبِّ
وانبَعَثَ في الذِّكرياتِ
جُمْجُمَتِي المُضيئةُ في قَاعِ البِئْرِ
والذبابةُ التي تَخيطُ أكفاني مِن خُيوطِ العَنْكَبوتِ مُطْمَئِنَّةٌ
لأنَّ ضَوْءَ القَمَرِ سَيَكْسِرُ الحِجَارَةَ في قَاعِ المُسْتَنْقَعِ
والرِّيحُ تُحَطِّمُ مِزْمَارَ الرَّاعي
والقَطيعُ يَسيرُ إلى الهاويةِ بِهُدوءٍ ورُومانسِيَّةٍ
أنا الْجُثْمَانُ وَحَفَّارُ القُبورِ في آنٍ مَعًا
لَكِنَّني أضعتُ خَارِطَةَ المقبرةِ
والقَراصنةُ أضَاعُوا جَزيرةَ الكَنْزِ
والعَوَاصِفُ أضاعَتْ بُوصلةَ القُلوبِ المكسورةِ
والطريقُ إلى البَحْرِ مُغْلَقٌ بالْحَوَاجِزِ العَسكرِيَّةِ
أنا الصَّقْرُ والفَرِيسَةُ في نَفْسِ الوَقْتِ
دُمُوعي مُلَوَّنةٌ كَسَنابلِ وَطني التَّائِهِ
بَيْنَ صَفيرِ القِطَاراتِ وَصَفَّاراتِ الإنذارِ
وَأُنوثةُ الزَّنابقِ تَضِيعُ في الأغاني الوَطَنِيَّةِ
وَدَمُ الرِّياحِ البَنَفْسَجِيُّ عَلى الجُسُورِ
التي قَصَفَتْهَا الطائراتُ
والمسَاءُ يَرْعَى قَطِيعًا مِن جَمَاجِمِ الأطفالِ
والسَّلاحِفُ وَضَعَتْ بُيُوضَهَا في القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ
التي سَيَهْدِمُهَا الموْجُ الأصفرُ
أيَّتُها الحشَرةُ المُضيئةُ
لَسْتِ غَريبةً عَنِّي
أنا حَشَرَةٌ بَيْنَ رَاياتِ القَبائلِ ودُستورِ الوَحْدةِ الوَطنيةِ
ظِلالُ العَناكِبِ عَلى قَارورةِ الحِبْرِ في الثلجِ النَّازِفِ
وحَفَّارُ القُبورِ أخَذَ إجازةً بِلا رَاتِبٍ
فَمَن يَدْفِنُني عِندَما أمُوتُ ؟
أيُّها البَحْرُ الأعْمَى
لا تَنْظُرْ إلَيَّ كَضَحِيَّةٍ
أنا القاتلُ والمقتولُ
دِمائي شَجَرَةٌ بَيْنَ الانبعاثِ والاجتثاثِ
أيُّها البَعُوضُ الأُرْجُوَانِيُّ
أنتَ الشَّاهِدُ على احتراقِ خَشَبِ البيانو في مَوْقَدَةِ الخريفِ
والمساءُ يَشْهَدُ أنَّ صَوْتَ المطَرِ انتَصَرَ عَلى صَوْتِ البيانو
أنا الكَلِمَةُ الحزينةُ بَيْنَ الكَابوسِ والقَامُوسِ
أنا كَابُوسُ الفَراشاتِ وَقَامُوسُ أشجارِ المقابِرِ
سَلامٌ عَلى الأمواتِ
يَعِيشُونَ بَيْنَ أزرارِ قَميصي والصُّوَرِ التِّذكارِيَّةِ
سَيَأتي الشِّتاءُ مِن نوافذِ اللازَوَرْدِ
اطْبُخِي الدُّموعَ يَا أُمِّي
وانتَظِري أبي الذي لَن يَعُودَ في المسَاءِ .