عن القلق والخوف ووجع الانتظار يوحد الشاعر المغربي بعضا من أسئلة الشاعر اليوم، في ظل ما يعيشه العالم من ويلات لا تنتهي واغتراب الذات بل تمسي الرؤى وجعا مضاعفا لذلك لا يرى الشاعر في قصيدته إلا الألم ويحاول لملمة بعضا من صوره هنا حين أمسى وحيدا مثله.

رأيت الألم

بن اموينة عبد اللطيف

 

1

الليل ينجب أطفاله الضائعين

أيضا

ثم يتركهم يتامى

جسور مرهقة

بياض جارف

لا أحد هنا

كي يكنس أحشاء المدينة

نحيب الجدران يجرني مثل

سحابة خائفة

 

2

السماء تئنّ تحتي

والأشجار الواقفة أمامي

لن تموت الآن على الأرجح

شهقاتي بللها الانتظار

 

3

القطار خجول ولن يصل أبدا

شاخ الجميع وانطفئوا

فيما تبقى من الليل اليائس

أدندن بأغاني الرعاة المهزومين

أنحدر إلى قاع الانتظار

أعدّ أنفاس الموتى

والناجين من المحرقة

 

4

أحدهم يدخن ويتبسم للمرآة

السيدة التي تشبه أمي

في لوحة الطفولة

ينخرها الهواء

 

5

بالأمس في الظهيرة

رأيت الألم

كان وحيدا

ونحيفا

ينام مذعورا مثلي

 

6

ذلك الأعمى اعرفه

يخادعني مثل خريف

ذلك الأعمى لا تخيفه الفوانيس

أنا أخاف

آه قطيع من القتلى ورائي

أنا أخاف

آه إنها الأعالي وأصوات الذئاب

 

7

الأعمى يدخن

يتبسم للمرة الألف

القطار شاحب و لن يصل

هذا الأعمى

جنّ من الانتظار