تعَلّمنا من هذا العصر
أن الحاجةَ أُم الذُّل
وخيبتنا قد تعني النصر
و أوهن بيتٍ ننسجه من حِفنَةِ قَشْ
قد يكفينا شر تطلعنا للقَصْر
تعلمنا ان نكْتبَ فوق رمال البحر أمانينا
والمَوْج الحاني يلثمها
فيذوب الحلم و يرقينا
لكن في ظل تجافينا
سيذهب زَبَدُ الرُقْيةِ بعد ذهاب الحلمِ جُفاء
****
النخلة قالت كلمتها
واستنت من جِذع التاريخ جُذوع النخل
واحتَمَلَتْ كل معانينا
والعشبُ اخضوضر فوق السهل
ليضارع أجمل ما فينا
لكن النِقمةَ كانت تثقب ثوبَ الماء
واضطرب الموج بوادينا
فتواثقنا أن لا نهتاج
ثم نقضنا غزل الميثاق
وتَفَرّقنا خلف الأنهار وبين الغاب
بحثاً عن ضالتنا الكبرى
هل كنا نعمل بالأسباب؟
هل كان اللون الأسود مسخا أم رؤية
هل كنا نسلاً من أغراب؟
هل جئنا من بابٍ آخر لا يفتحُ نافذةً للضوء
أم كُنا نطرق ذات الباب؟
***
كُنّا نتسامر في الأحراش بلا انفاس
نقتطف الثمرةَ بالرصاص
كُنّا نخلط بين القتل و طعم الأكل
بين المُدفعِ والأجراس
الفتنةُ كانت تعرفنا و تجالسنا
والحكمةُ مقذوف فارغ يتمطى في قاع الخندق..
السودان- الخرطوم