تركنا خلف ظهورنا قطيع الوعول يموت من الظمأ
ألَّفنا قصصاً
وأدرنا وجوهنا إلى المنافي البعيدة خلف البحار
شممنا الغربة فآلفتنا
نسينا ورود حبنا الأول هناك في خزائن الأشجار
ولم نعد نتذكر حبال الغسيل التي اشتاقت إلى ثيابنا
لم نعد نردد كلمة "أمي" العزيزة على قلوبنا.
تيبسنا، جفَّتْ ينابيعنا على طاولات القضاء
أنهكتنا الرسائل،
ليست رسائل الأهل ولا الأصدقاء.
لم نعد نحب تحية "صباح الخير"
لم نعد نحب سعاة البريد.
تركنا خلف ظهورنا قطيع الوعول يموت من الظمأ،
أصابنا الصدأ
ولم ندرك بعد بأننا تعطلنا في منصف العمر،
وبأننا انحدرنا إلى الغياب وأرواحنا تواطأت
مع الخواء والفراغ.
أَنشتاق يوماً إلى عصافيرنا التي تركناها هناك
أَنشتاق يوماً إلى شقاوة الأصدقاء
أَنشتاق يوماً إلى أهلنا وصورة أختنا الكبرى؟!
لم أعد واثقاً،
لم أعد أدرك هذا الإرتخاء الذي في أضلعنا
لم أعد واثقاً من شيء،
لأننا تركنا خلف ظهورنا
قطيع الوعول يموت من الظمأ.