إلى أبي
من الأعلى، أتأمل الوحش المسنن
وأتذكر، لما كنت طفلاً، كنتُ ألأعبُ دميَته
المحشوة، اللامثيرة (والعجيبة)،
التي يشكِّلُها كل طفلٍ مِنْ جبال الألب.
الحفرة
كانتْ خروجا مِنْ متاهةٍ قروسطية،
طريقٌ مُتعرجٌ مِن حجرٍ رملي بِلوْنِ المغرةِ
التي فيها تشتغلُ بالشحن بالإبرة
الأشدِّ إثارة للدَّهشةِ
ونوافذُ البيتِ.
في إحداها كان أبي، الذي صَارَ ابني،
يعْزِفُ الكمانَ الأوسط بإصراره المنهجي
بينما كنتُ أتعلمُ اللهجَة القوطية لأسلافي.
مستودعات في القبو
تمتلئُ بالبطاطس والتفاح،
براميلُ من مربى السفرجل،
قاعات نقابة الحرفيين
بشعاراتهم،
اللقلاق الأزرق،
آكلو لحوم الأطفال،
عنقود العنب الذهبي
أو قط الذي يشحن بالإبرة
كل ذلك ينتهي
بعجلة الموت التي تنتظر الرجلَ البيرني
تماما
مثل الحيوان، الذي يرمز إليه الدب.
من أعالي القمم
التي تتساقط ثلوجها
حتى بيت الوحوش
أنحني،
مُسْتَنِداً على الحافة،
وأنا
أنظرُ
إلى
حلقومهم.
ولد رودولفو هاسلر في سانتياغو دي كوبا في عام 1958. وقد عاش في برشلونة لمدة عشر سنوات. نقوش الخطابات بجامعة لوزان بسويسرا. قام بنشر كتب الشعر التالية: قصائد من رمل 1982، معاهدة الاستذآب 1988، إلييفي1903، من بهاء التفكير الخالص 1997، قصائد زقاق زيوريخ (2001)، مشهد... زمن أزرق (2001)، رأس الأبنوس2007، يومية طائر العقعق 2014، و لسانُ الذئب الأصلي.