شجاعة
كلما اشتعل اوار معركة حامية الوطيس فرّ من أمام خطوطها الامامية بكل ما يملك من حنكة، فكانت حصته العديد من اوسمة الشجاعة.
صناديق
فشل في الحصول على أصوات في صناديق الاقتراع، فتوجه لفتح صناديق العتاد.
أريج
اخترقت صدره العاري المواجه لفوهات البنادق قهقهات الرصاص الطائش، فسالت دموع اليافطات السود على جدران الاماكن التي تفوح بأريج الثوار الفقراء.
حراس
الحراس الليليون يمزقون بكارة الليل بأصوات صافراتهم اليقظة، والكلاب السائبة تتقاذف شتائمها عواء ونباحاً متواصلاً للحصول على ما تتركه الموائد العامرة من النفايات التي من أجل ديمومة استمرارها في بطون المتنفذين تتصارخ صافرات هؤلاء الحراس النشطين.
فلاح
قال: تلك ارضي فافلح بها، وستثمر بين يديك إنْ كنت فالحا.
دماء
ما أن سفك السّياف دماءهُ التي تبرع بها حاكم المدينة ليتقرب عن طريقها للملك حتى ملأ العويل بيته العابق بالصغار.
غفوة
طارت الذبابة مراراً، طافت أرجاء ذلك المحل التجاري المخصص لبيع الأملاح، بحثت كثيرا وطويلا، استخدمت حواسها المختلفة، أجهدت نفسها وأجنحتها، وحينما يئست لملمت جناحيها وكفت عن التحليق، أيقنت أن البحث غير مجد، منّت النفس بفكرة ضحلة واعتبرت ان هذا الملح الكثير ما هو إلاّ قطع سكّر لذيذة، فكوّرت جسدها المتعب على ذلك (السكر) ا0ل0م0ا0ل0ح وغفت غفوتها الأخيرة.
كف
كف جدتي الذي حفرت فوقه سنوات العوز أخاديدا من المعاناة يطبع كل صباح فوق جدران غرفنا الطينية بقايا لقطرات دم كان البق قد سرقها عنوة من أجسادنا الصغيرة.
شرنقة
ارتفع صوت النحيب المنبعث من اقصى المقبرة؛ فارتعد الحارس المتشح بالظلام الدامس، صكت القبور أبواب الرجاء، تراءت في الافق صور مرعبة هزت مشاعر الدفان، اراد ان يصرخ بين اتون ذلك الليل المتعسف، لكنه احس بلزوجة مقرفة من الذهول تقيد لسانه المغمس بالخوف، حاول أن يهرب أن يختفي عن كل شيء، إلاّ أن عباءة المرأة التي أمامه امسكت به دارت حوله كالحبال لتلتف حول جسده كالشرنقة.
طواف
قال الصائغ هازئاً بالرجل المحدودب الذي تقدمت عصاه قبل قدميه لتلامس أرضية المحل المزخرفة: اتريد شراء ذهب ام فضة ..؟ ارتعشت يد الرجل واهتزت عصاه، وقبل ان يبتلع ريقه قال: بل أريد نقداً مما رزقك به الإله، امتعض الصائغ وقبل أن يقول العبارة التي اعتاد على سماعها من اصحاب المحال التجارية (يعطيك الله) حمل جسده الواهن لتطوف في دروب اخرى خطاه.
مدينة
أدار الكرة الأرضية التي أمامه عدة دورات وهو يسال طلبته عن مدينة لا يهرق فيها الجلادون دماء الأبرياء.
مشهد
على خشبة المسرح رجل يموت برصاص الأعداء، وعند شباك التذاكر يبيعون المراسيم للقادمين من الاصدقاء.
توحّم
توحمت زوجة أخيه الغائب فهمست والدته في اذنه وهي توصيه أن يجلب لها رمانا كي تقدمه اليها، استغرب من طلب والدته فصمت لأنه لا يدري ماذا يقول، وبعد لحظة صمت قال: أي نوع من الرمان تريدين أهجوميا أم دفاعيا.
وفاء
حملتهُ في بطنها وحملتهُ في حِجرها وحملتهُ فوقَ ذراعيها، وفوقَ ذلك كله حملته بين نبض قلبها، فما كان منه إلاّ ان يحملها الى دار المسنين.
تمر
كلما اشتهى الامير اكل التمر حث خطاه المتأنية نحو السوق، ولأنه كان في اغلب الاحيان لا يملك الدرهم ولا الدينار، فهو يتذوق حلاوة الايمان عندما تلامس عيناه وجه (ميثم التمار).
لوحة
رسمت (روان) وردة حمراء، قلبت عينيها في الرسم فارتجفت الدم أحمر النار حمراء الشظايا حمراء، حمراء دامية، سقط من أناملها القلم فتوجست من أن تمسك علبة الألوان، تركت كل شيء في مكانه فكانت لوحتها بلا عنوان.
مجد
في زمن موغل بين مئات من السنين الراحلة كانت الصحراء تحتضن كل شيء، أجساد الموتى والراحلين وهمسات المحبين وما يدور بينهم حتى التقبيل، وتحتكر الأصوات وحمحمة الخيل وجميع كلام الشعراء القدامى والمخضرمين وما قيل، كانت تسجل وحدها حكايات أبرهة وجيشه من أصحاب الفيل، كانت البيد قبائلا تتناحر فيما بينها ولطالما كان الرمل فوق مجدها يميل، الدم يضيء غارات الرجال الفوارس ويبتسم بوجه السيوف حينما يسيل، والذين يمموا وجوههم شطر الخيام ليختبئوا خلف صيحات العجائز الهزيلة تساقطت فوق قسمات عيونهم الحانية طبول الرحيل، القليلون من الأفذاذ لملموا ما تبقى من مجد فلم يرضخوا ولم تتدنس سيوفهم بهذا التقتيل.
قاص وناقد
صدر له:
- أوراق على أبواب الخريف، قصص قصيرة، دار الشؤون الثقافية العامة بغداد – 2002
- صور ونبضات، قصص قصيرة جداً، دار رند للطباعة دمشق – 2010
- أمطار ظامئة، قصص قصيرة، الرافد للمطبوعات بغداد 2018
- من قصص الشعر الشعبي – دراسات، المرايا للطبع والنشر، بغداد - 2022