امتدت يده المرتجفة الى اكرة الباب الموارب قليلا ... وجد نفسه امامها وجها لوجه، طلبت منه ان يسبقها الى الغرفة حتى تنتهي من بعض الأشغال ثم تهيء نفسها له ... ولج الغرفة المعفرة برائحة مشبعة بالجنس، الجدران المطلية بألوان متنافرة، سرير ناعم وألوان تنبعث من مصابيح خافتة، وشموع تأكل نفسها بفرح كبير أعواد من البخور تعانق بعضها ... وقف امام المرآة يمسد شاربيه ويغازلهما بفرح رجولي ...
وضع ملابسه فوق السرير بعد أن تخلى عنها وهو في غاية البهجة، واتجه صوب براد الماء ملأ منه كأسا كي يتناول الحبة التي هيأها لتزيد من طاقته البدنية والجنسية ...
راح يفتش أكمام سترته عنها، فلم يجد لها أثرا، أعاد الكرة مرة أخرى بعصبية وتوتر واضح، فلم يجدها ... يا للمصيبة!! لقد نسيتها هناك ... يا إلهي!
ارتمى بجسده فوق السرير بعد أن تملكه الياس، لحظات تحركت أكرة الباب ... دخلت عليه وهي في أبهى صورة من الاثارة، ثوب شفاف اختارته بعناية، عطر يملأ المكان إثارة، وشفتان تنطقان رغبة، وشعرها الذي تركته ينسدل فوق كتفيها، بوجه مكتنز، وجسد مشبع بالشهوة ...
ما ان وقعت عيناه عليها حتى راح يتلوى مثل أفعى واضعا يديه فوق بطنه وهو يصرخ: بطني، بطني، ... إنها تؤلمني
جلست على حافة السرير، وراحت تمسد على بطنه بأطراف اصابعها بطريقة مثيرة حيث امتدت يدها الى ما بين فخذيه ... لا حياة فيه ... كان العرق يتصبب منه خجلا، نهضت كمن لدغتها افعى وابتعدت عنه قليلا، ثم طلبت منه النهوض ومغادرة المكان حالا بعد أن تبين لها انه فاقد الفحولة ... قالت له:
ـ اخرج حالا، ولا تكررها مرة أخرى، فأنا لا اجيد اللعب او المزاح، متى ما تأكدت إنك رجل تعال ...
وجد نفسه في جوف الشارع وسط لجة من الحزن وهو يلعن تلك الشظية التي افقدته فحولته في الحرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل ماهود
تولد 1952سوق الشيوخ، بكلوريوس فنون مسرحية
صدرت له ستة مجاميع قصصية هي: (الموت وقوفا ، رائحة القداح ، ذات صباح ، حدث في ذلك الزمان، صانع التوابيت ، سيرة حب)
عمل مشرفا اختصاصيا في تربية ذي قار