يجرب الشاعر الكردي صيغة الفقدان في تجليه الشعري القصير التكثيف والموغل في الدلالة يزاوج التاريخ الراهن وتعود الذاكرة لتتفتق في النسيان ويكشف الشاعر تفاصيل وجوده في اللغة وتمسي القصيدة بلاغته الخاصة في الحياة.

فقدان

سـوران محـمد

 

 

ذاك القنفذ التائه الـ‌ذي صادفته

متحيرا بجوار الباب

في شتاء قاسي،

ظننته يتأمل

لكنه كان جثة هامدة.

أليست الحياة أكثر من خيال؟

مجرد فتحة

آه، لو كانت فى الباب.

*

أنفاسٌ غرة

كقوارب غارقة في أفق البحر الأسود

جروا قصصهم وراءهم

مسافرين إلى عالم أكثر واقعية

على نفس إيقاع مرور شعاع الفجر الخافت

نحو قلبك السجين

عبر نافذة مُغبرة للغرفـة

لكن هنالك قطعا....أوسع من هذه الكرة المغلفة.

*

تلك الرسالة التي كتبتها أنامل الأيام

بدموع الأسى في فصل الالهام

بعثتها إلى الحياة  في ثنايا زوبعة خريف سقيم،    

فتحتها يد غل ولم تصل أبدًا،

وإلا، فقد كان مذ أمد بعيد

مُنعت الأقلام من شنق أنفسها.

*

الوقت متأخر في هذا المساء الرمادي

أخرج نظارات التاريخ من صندوقها الخشبي

حان دورك لقراءة كتاب الفناء

هل نسيت تلك اللحظات التي مررت فيها

خيوطا عبر ثقوب الابر، لصراخات خلوصة عتيقة...

سرعان ما  سقطت أوراقهن في الحديقة

فلم يبق هناك أحد

يسأل عن أخبار عودتك

من هذا الغسق المنهك،

لا يُسمع فيه حتى زقزقة العصافير

إلا نداء العقعق في سماء قاني

يُنادي فقدانه.