تشير الدلائل هنا وهناك إلى مشاركة شهداء السادس من أيار، في كل من بيروت ودمشق، في ممارسة الفعل المسرحي وتوظيفهم لخشبة المسرح في مدنهم لغاياتهم الاجتماعية والسياسية. وتتأسس هذه الفرضية على تتبع مجموعة من الأخبار المتناثرة في الدوريات المختلفة، والتي تساعد في مجملها على إلقاء ما يشبه فلاشات ضوئية تبرهن على انخراطهم في دائرة الفنون المسرحية بشكل يوضح وشائج العمل السياسي والثقافي في وحدة عراها من أجل تأسيس مجتمع مستقبلي مغاير.
* * *
جاء في أحد أعداد صحيفة المقتبس في أيلول سنة 1910:
"غص مسرح زهرة دمشق أول أمس بجمهور الناظرين من الأهلين ليشهدوا رواية السموأل أو وفاء العرب،
ورأوا من إجادة الممثلين وهم بعض تلامذة المدارس العالية في الأستانة ما طلق الألسن بالثناء والشكر، فافتتح الحفلة سيف الدين أفندي الخطيب بكلمات بين فيها الغرض من إنشاء المنتدى الأدبي الذي يختلف إليه في الأستانة طلاب المدارس من أبناء العرب.
وبعد ختام الرواية تكلم رشدي بك الشمعة مبعوث دمشق في فضل التمثيل، وما له من الشأن في نهوض الأمم، وكيف أن الانكليز وهم أرقى الشعوب جعلوا له المقام الأسمى حتى دفنوا الممثلين في مدافن الملوك والعظماء. ثم وقف الشيخ عبد الرحمن القصار وتلا قصيدة من شعره، فصفق له الحضور مراراً، وكذلك فعل جرجي أفندي حداد وتلا من نظمه قصيدة رنانة طرب لها القوم لأنه عدد ما يجب على الأمة العمل له حتى تحرز نصيباً من الارتقاء، وحث على العناية باللغة العربية الوطنية لأنها أهم الروابط العزيزة. ثم ختم الحفلة اسكندر أفندي المر بأبيات لطيفة في مدح الدمشقيين والقائمين بالتمثيل. ومثلت بعد ذلك الصور المتحركة، وانصرف القوم مسرورين محبورين، وتمنوا لو كررت مثل هذه الحفلات الراقية في هذه المدينة ولو مرة في الشهر"(1).
ثلاث من الشخصيات التي ذكرت أسماؤهم، أثناء الحديث عن وقائع الحفل الذي قدمت فيه مسرحية أنطون الجميل "السموأل"، وهم سيف الدين الخطيب (1888–1916)، ورشدي الشمعة (1856–1916)، وجرجي حداد (؟-1916) سينفذ فيها حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة عاليه العرفية عام 1916.
* * *
بعد مرور أربعة أيام على الخبر السابق كتب للمقتبس من لقب نفسه بالأصمعي:
"طلب كثير من رجال الفضل والأدب من حضرة الشيخ كامل القصاب أن يعيد تمثيل رواية (دمنة الهندي) التي قام بتمثيلها صبية من نبهاء الطلبة في مدرسته العثمانية، ونالت من الناس استحساناً لم يسبق نيله لروايات مثلت في مدرسة من مدارس دمشق، وقد أصر عليه فريق من أهل الغيرة في قبول وإعادة تمثيل الرواية عدة ليال أخرى. وهي فرصة نحضّ كل وطني على اغتنامها ليشاهد في مشاهد هذه الرواية الوفاء مجسماً في شخص العربي، والشهامة مطبوعة على ناصيته، والبلاغة منقادة للسان الطفل من أبنائه. وكفى بذلك تعريفاً"(2).
في الإعلان السابق عن تمديد عرض مسرحية "دمنة الهندي" تعليق يبين الغاية من المسرحية في التشديد على صفات الشخصية العربية وطباع الشهامة والوفاء المتعالية على السيرورة الزمكانية، إضافة للغتها الفريدة حتى على لسان الطفل من أبنائها، تعكس بشكل من الأشكال الصدى البعيد لنزعة اللاعقلانية للجوهرانية الهوياتيّة والتي ستتركز دعائمها في نصوص بعض المنظرين العرب أثناء صياغة القومية العربية لاحقاً. ولكن ما يهمنا هنا هو التأكيد على تفتح الانتماء الوطني بدلاً عن الانتماء للملة والطائفة الدينية في تفاصيل زمن النص المقتبس.
ولكن من هو كامل القصاب؟؟!!
افتتح الشيخ كامل القصاب (1873 – 1954) "المدرسة العثمانية" في دمشق، وأدارها لمدة ربع قرن. ومعروف عنه في قواميس السير الذاتية أنه دمشقي المولد، تلقى علومه الفقهية في جامع الأزهر بمصر، وعمل في حقل التربية، وعرف عنه تأييده للإصلاح كناشط سياسي.
اتصل الشيخ كامل القصاب بالحركة العربية الداعية للحكم اللامركزي، وساهم في تأسيس "الجمعية العربية الفتاة". وكانت له صلات وثيقة بالسياسي بأحد أساتذة مدرسته وهو عارف الشهابي (1889–1916)، وبعبد الغني العريسي محرر مجلة "المفيد" في بيروت، ورشدي الشمعة ممثل دمشق في "مجلس المبعوثان"، كذلك مع مواطنه رفيق العظم رئيس "حزب اللامركزية" المؤسس في مصر.
ومع توالي الأحداث على منطقة المشرق العربي توجه الشيخ كامل القصاب إلى الحجاز وانضم للثورة العربية الكبرى فحكم عليه غيابياً بالإعدام(3).
* * *
كي تتوضح صورة الدائرة التي تجمع شهداء السادس من أيار في فضاء المسرح، لابد من الحديث عن مسرحية "زهير الأندلسي" التي قام طلبة "المدرسة العثمانية" بعرضها عام 1911، ومن خلال الدرويات الصحفية نعرف أن أستاذ التاريخ عارف الشهابي قام بافتتاح العرض ممتدحاً الفن المسرحي ومبيناً غايته التربوية والأخلاقية. وفيما يبدو أن أحد الحضور أرسل لمجلة "الحقائق" الدينية المحافظة الدمشقية تفاصيلاً عما جرى في الحفلة المسرحية يبين فيها انطباعاته حول خطاب أستاذ التاريخ، حيث أكد أن عارف الشهابي تهجم على المقدس عندما فسّر "الاعتبار" في قوله تعالى (فاعتبروا يا أولي الأبصار) بالتمثيل، وعقد الوصل الحميمي ما بين مكارم الأخلاق النبوية ومكارم الأخلاق المسرحية. وتابع المتفرج سرده لـ "الحقائق" حول الممثلين من الطلبة الغلمان، ووصف تقصع حركاتهم، ولبسهم لقبعة الفرنجة إلى "غير ذلك من الأفعال التي يأباها الدين والمرؤة" على حد تعبيره.
العرض فجر في دمشق والعالم الإسلامي المجاور سجالات ومعارك، ليس لها أول ولا آخر، واستمدت أسلحتها من التفسير البراغماتي للنص المقدس، وأدلت بدلوها حول "بدعة المسرح"، ووجوب تحريمها(4).
بالطبع وكما هو منتظر لم تسكت مجلة "المفيد" لعبد الغني العريسي وفؤاد حنتس فكتبت في أحد أعدادها مقالة بعنوان "دحض باطل" تدافع فيه عن أستاذ التاريخ، الذي يتقاسمون معه الأفكار الإصلاحية والقومية وصفحات جريدة "المفيد" التي نشر فيها عارف الشهابي عدة مقالات.
من جانب أخر وكما يبدو فإن اهتمام أستاذ التاريخ لم ينحصر في إخراج المسرحيات التي قدمتها مدرسته فقط، وإنما عمل على ترجمة مسرحية "فتح الأندلس" للشاعر عبد الحق حامد عن التركية.
أما بداية النهاية في سيرة عارف الشهابي الذاتية فكانت مع انتسابه لـ "جمعية العربية الفتاة"، ليعدم فيما بعد في بيروت مع غيره من الأحرار العرب.
* * *
نشرت صحيفة حمص التي كان يعمل على تحريرها قسطنطين يني(5) خبراً عن أحد العروض التي قدمتها جمعية "إحياء التمثيل العربي" التي أسسها الشهيد بترو باولي.
وفي قصيدة أرفقت مع الخبر يمكن تلمس معالجة بانورامية غايتها نقد الفساد الاجتماعي في مسرحية "البلد". وجاء الخبر على النحو التالي:
قصـيدة في الروايـات(6)
مثلت جمعية إحياء التمثيل العربي التي يديرها باترو أفندي باولي، محرر ومدير جريدة الوطن رواية (البلد) على المرسح، تأليف المحامي داود بك نقاش.
الرواية من مبتكرات النقاش، لم يسلم فيها أحد من انتقاداته اللطيفة، وكان ميعاد تمثيلها للمرة الأخيرة في بيروت وقد ألقى فيها الشاعر الرقيق الياس أفندي حنيكاتي القصيدة الآتية، ننشرها لرقتها وسلاستها بعد أن نشكره عليها وهي:
إن الروايات مرآة قد انعكست * * عن سطحها صور الأخلاق والفكر
تبيض منها وجوه العادلين كما * * تسود أوجه أهل الظلم والضرر
تعيد تاريخ ماضينا لحاضرنا * * حتى نكون لآتينا على حذر
قد قام فيها ذوو الإصلاح فاتخذوا * * تمثيلها عبرة من أنفع العبر
ما عابها غير من بانت معايبه * * فيها ممثلة في أقبح الصور
لله من منشئيها القائمين بما * * يعلي الشؤون ويهدي البشر للبشر
فاشكر مساعيهم يا صاح معترفاً * * بفضلهم سيما النقاش ذي الغرر
داود ذي القلم النقاد من شهدت * * له ذوو الرأي من بدو ومن حضر
وحسبه شهرة ما في روايته * * (بيروت) من نقد مأمور ومؤتمر
جلا لنا قبل الدستور حررنا * * من الحوادث فيها كل مستتر
قامت بتمثيلها جمعية جمعت * * إلى التفنن حسن الذوق والنظر
يديرها باترو الشهم الذي ذكرت * * بالشكر دأبه من كل معتبر
هذا يبيع وهذا يشتري صحفاً * * وصوت بائعها يغني عن الخبر
و ذاك يخطر نشواناً بخمرته * * وذاك يرقص بين الطبل والزمر
ترى المحامين في شغل أكفهم * * للقبض مفتوحة في السر والجهر
كما هم في سوق المزاد فلا * * يهمهم غير جمع المال في الصرر
وفي محافظهم ما ليس يدركه * * إلا شعور ذوي الأحكام والنظر
قد حللوا بالرشى في كل محكمة * * ما حرم الشرع في الآيات والسور
باهو فتاهوا عن القانون إذ لهم * * في غيره وترٌ يفضي إلى الوطر
أما الأطبا فقل عن بعضهم علناً * * بأنهم شركا عزريل واختصر
وحولهم عصبة تدعى صيادلة * * لهم من الماء رزق غير منحصر
حاكوا ذوي شركات الماء في طمع * * والغاز في جشع والعمر في بطر
لكن أطماع شركات الحريق غدت * * بلا شبيه فلم تبقي ولم تذر
ولا تسل صاح عن نادي القمار فما * * جهنم غير قسم منه منشطر
ترى موائد لعب حولها زمر * * مسلوبة اللب بل مخطوفة البصر
تحيي الليالي وقد ماتت عواطفها * * كأنها قطع قدت من الحجر
وبينهم تتباهى كل غانية * * بلا حياء ولا خوف ولا حذر
تطوي النهار وبعض الليل راغبة * * عن شغل منزلها في اللعب والهذر
تلقي إلى خدم فيه إدارته * * تخلصاً من عنا الترتيب والضجر
فيصبح البيت ملهى يمرحون به * * مع شيخهم روكز السميار للسحر
وقد تحداهم الأولاد حين خلا * * جو القمار لهم مع تلكم الزمر
لا بل رأوا أن ذاك المال يخدمهم * * فيما يشاؤون من فحش ومن دعر
فاستهدفوا لسهام العار من صغر * * والمرء ينشأ على مبداه من صغر
واللوم يلحق بالآباء قاطبة * * إذ علة الغصن مأتاها من الشجر
فاستيقظوا أيها الآباء وانتبهوا * * من غفلة الجهل أو من وهدة الخطر
واستأصلوا من بينكم كل مفسدة * * وأرشدوهم ليجنوا طيب الثمر
فالعصر عصر (رشاد) فيه قد نشرت * * بيارق العلم والاسعاد في البشر"
* * *
وفيما يلي قائمة بالشهداء الذين وظفوا المسرح لغاياتهم السياسية ولمشروعهم الإصلاحي بمختلف السبل سواء بالتمثيل، أم باستخدام الخشبة أثناء العروض لإلقاء الخطب، أو إنشاد الأغاني الوطنية الحماسية، أو ترتيل القصائد التحريضية، إلخ. ولعل في فعلهم هذا أول الخطو نحو "المسرح السياسي" في تاريخ المسرح العربي:
الشـهيد عمر حمد (1893–1916)
"خلاصة قرار إتهامه، والحكم بإعدامه: "ثبت بالوثائق أنه من ضمن أعضاء اللامركزية، وكان أنشد في إحدى مراسح التمثيل قصائد تنفر بين العرب والترك، وكان فرّ مع عبد الغني العريسي ورفاقه إلى البادية، وانوجد معه في حركاته القائم بها عند العربان"(7).
الشـهيد بترو باولي (1886–1916)
صحفي عمل في جريدة المراقب لصاحبها جرجي عطية. ثم محرر لجريدة "الوطن" في بيروت، ذكر أنه أسس "جمعية إحياء التمثيل العربي"، كما شارك كممثل في عدة عروض مسرحية.
بيّن أدهم آل الجندي أن دواعي الحكم بالإعدام عليه لأنه "لم يمض أوقاته التي انوجد فيها في عالم الصحافة، إلا بالتلقينات والتشبثات والنشريات لأجل استقلال مملكة عربية"(8).
الشـهيد سـعيد عقل (1888–1916)
"و من آثاره الأدبية وهو في مقاعد الدراسة رواية شعرية ألفها، وقد مثلت في برج البراجنة، ولاقت رواجاُ واستحساناً، ورواية شعرية غنائية عنوانها (فيرا) ولم يتم تمثيلها وهي تدل على ميله إلى الأدب والفن في آن واحد"(9).
الشـهيد عارف الشهابي (1889–1916)
ولد في مدينة حاصبيا اللبنانية. عمل في سلك التدريس والصحافة.
"ألف رواية التلميذ، وترجم رواية فتح الأندلس للشاعر عبد الحق حامد، وقد ساهم في تأليف لجنة لتمثيل الروايات الأدبية الوطنية على المسارح بدمشق، ورصد ريعها لإعانة الجمعيات الخيرية وتشجيع العلم والأدب. كان ألقى قصيدة في نادي (المدرسة العثمانية) الدمشقية ليلة حفلتها لسنتها الخامسة 1910–1911 وهي مدرسة الشيخ كامل القصاب في حي البزورية بدمشق"(10).
الشـهيد محمود جلال البخاري (1882–1916)
دمشقي، "حضر كثيراً من الاجتماعات والمناقشات التي كانت تدور في المنتدى الأدبي وخارجه في استنبول عام 1911–1912. كان مخلصاً لعروبته متعصباً لقوميته، يتألم من حالة البلاد العربية المتأخرة التي كانت تئن من الجهل والفقر والمرض، وكان من أعضاء النادي سامي العظم وهو مديره، وبهجة مردم بك، خليل رفعت، سيف الدين الخطيب، والشاعر رفيق رزق سلوم، وغيرهم، وعلى رأسهم العربي الصميم الشهيد عبد الكريم قاسم وكانوا يطالبون الدولة باللامركزية الإدارية ويقيمون الحفلات والتمثيليات على المسارح ويدعون إليها أعضاء الحكومة ويخرجون جريدة (الحضارة) تنطق باسمهم"(11).
الشـهيد أمين لطفي الحافظ (1879–1916)
"عين ضابطاً في المشيرية العسكرية بدمشق، وفي خلال فترة وجوده فيها برزت أعماله السياسية العسكرية، وكان فريق من الشبان المثقف أمثال الشهيد سليم الجزائري، ورشدي الشمعة ولطفي الحفار وأترابهم يعملون التمرينات البدائية للروايات في داره استعداداً لتمثيلها في مسرح سينما الزهرة(12)، ويشتركون في تأليفها ووضعها، وهي تحريرية أكثر من اليوم، ويجمعون ريعها لصرفه في الأعمال الوطنية. وفي سنة 1906 اقترن واستوطن حي عرنوس بدمشق.
نقله: ومن البديهي أن لا يرضى المشير التركي آنئذٍ بقيام شباب دمشق بتمثيل الروايات التي تبث روح القومية العربية لما فيها من المساس بالسياسة التركية، فاصطدم مع المشير لتعرضه له، وهو أحد الشباب الذي يشترك في التمثيل والتأليف فأهانه المترجم، فنقل على أثرها إلى أضنة وذلك سنة 1908 ومكث فيها سنة ونصف، ثم نقل إلى حلب قائداً للموقع وظل فيها حتى الحرب العالمية الأولى... وكان يتقن اللغات الفرنسية والانكليزية والأرمنية والفارسية والتركية، وأديباً في اللغة العربية لوضعه التمثيليات، وقد حرقت آثاره وتلفت بأجمعها وقد سيق من جبهة القوقاس مخفوراً إلى الديوان العرفي الحربي في عاليه"(13).
الشـهيد سـليم الجزائري (1879–1916)
ضابط دمشقي في الجيش العثماني. وفق بين نشاطاته... وهواية المسرح حيث مارس التمثيل إلى جانب أصدقائه. مراسلاته بعد الإعلان عن عودة الحياة الدستورية مع عبد الحميد الزهراوي ومختار بيهم ومحمد المحمصاني ورشيد رضا تكشف عن وجهة نظره بضرورة الإصلاح واللامركزية ضمن الرابطة العثمانية(14).
الشـهيد رشدي الشمعة
من مثقفي دمشق، انتخب لتمثيل مدينته في "مجلس المبعوثان"، سخر قلمه لخدمة أفكار القومية العربية. كاتب خطابات ومسرحيات.
استفاد مع رفاقه من خشبة المسرح للتواصل مع الجمهور وبث رسالتهم الفنية والسياسية. بعض الأخبار المسرحية التي نقلتها جريدة "المقتبس" تشير إلى مشاركة رشدي في النشاط الثقافي وحضور المسرحيات وإلقاء الخطب على خشبات المسارح، وقد ذكر سابقاً خبر كلمته التي تناول فيها وظيفة المسرح في تقدم الشعوب.
"وكان من كتاب العرب المشهورين، وألف عدة روايات وطنية مثلت في دمشق، تجلت فيها أروع معاني القومية العربية، فأغضب الاتحاديين الأتراك وحقدوا عليه. خلاصة قرار اتهامه والحكم بإعدامه: كان ألقى في دور التمثيل محاضرات تشجع الانفراد العربي واستقلاله، وكان مشتركاً في تشكيلات الجمعية اللامركزية وفي جميع تشبثاتها السرية بصفته عاملاً لها"(15).
الشـهيد سيف الدين الخطيـب
من مواليد حيفا، عمل في سلك القضاء. ساهم مع رفاقه من الأحرار العرب في التخطيط للنشاطات الثقافية مما جذب لدائرته كثير من الطلبة العرب الذين كانوا يتابعون دراستهم في العاصمة العثمانية. كما شارك في تأسيس "المنتدى الأدبي" عام 1909 في الأستانة، والذي ترأسه الشهيد عبد الكريم الخليل (1886 – 1915)، الأستانة "ليكون مركزاً لشباب العرب في العاصمة التركية ولإقامة المحاضرات العلمية فيه وتمثيل الروايات العربية ورصد ريعها له"(16).
الشـهيد جـرجي حداد
صديق مقرب من عارف الشهابي وسيف الدين الخطيب. شارك ومعهم في الحفلات الأدبية وفي التحضير للعروض المسرحية والتي نعرف منها مسرحية "السموأل" لأنطون الجميل.
فيما يبدو أنه كان من أعضاء "الجمعية الإصلاحية العمومية" التي أسسها القوميون العرب في بيروت، وقامت السلطات العثمانية عام 1913 بحلّها.
الهوامش
(1) المقتبس، س 2، ع 365، دمشق، 4 أيلول 1910
(2) المقتبس، س 2، ع 469، دمشق، 8 أيلول 1910.
(3) راجع داغر، يوسف أسعد: مصادر الدراسة الأدبية، مكتبة لبنان (ناشرون)، بيرون، لبنان، 2000، ص1011.
(4) راجع الخطيب، محمد كامل (تحريرو تقديم): نظرية المسرح، قضايا و حوارات النهضة العربية "18"، القسم الأول، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1994، ص173–223.
(5) صدر بحقه حكم الإعدام غيابياً.
(6) حمص، س2، ع6، حمص، 11 و24 كانون الأول 1910.
(7) آل الجندي، أدهم: شهداء الحرب العالمية الكبرى، د. م، سنة 1960، ص107.
(8) المرجع السابق، ص111.
(9) المرجع السابق، ص113.
(10) آل الجندي، أدهم:... مرجع مذكور، ص122.
(11) المرجع السابق، ص131.
(12) المقصود مسرح "زهرة دمشق".
(13) المرجع السابق، ص134.
(14) راجع المقدسي، أنيس: الاتجاهات الأدبية في العالم العربي الحديث، دار العلم للملاين، بيروت، 1882، ط7، ص74.
(15) راجع آل الجندي، أدهم: مرجع مذكور، 107.
(16) راجع داغر، يوسف أسعد: مصادر الدراسة...مرجع مذكور، ص1370.