يستعيد هذا النص الشعري للشاعر الكردي ألق الحضور لمن اندس في الغياب والرحيل، وفي ألق الاستعادة تحيين لفعل الحضور ومحاولة مجازية نبيلة كي تتخلص الذات من شجن الغياب المرير.

تَاركاً ظِله دُخاناً أبيض

حكيم نديم الداوودي

الى  أكرم سندباد حزن الرحيل قبل الآوان

يُؤرقني

ويَمْضي هارباَ

وسط النهار .

تاركاً ظِله دُخاناً أبيضَ ،

شبحاً مارقاً

شظايا قَلبٌ مُتناثرة

أيّ سّرٍ كان!؟

تركَ

بقاياه

هبابَ ذاكرة

يغشانا

أغثني يا زمني

على النسيانِ

كي لا تأخذني الغربةُ

والطوفانُ

دوخنّي الحزنُ

أدمنتُ على العُزلةِ

مَزّقني السّفرُ

فلا يعرفني البحرُ

ولا السّفّانُ

وأنكرني

الموجُ

 

هي الصورُ

جاثيةٌ في القاعِ

ركاماتِ أسى

حكاياتِ مخمل

حَماماتِ تُمطر

قصصاً

هو

في ضاحيةٍ ما

آتٍ من مبتدأ العُمر

مِنْ عبقِ طفولتنا المُرّة

مِنْ ضِفاف العتَمة

مِنْ عَسل الفَقرِ

مِنْ حِنظل النّدم

كيفِ تتركنا

نتخبّطُ

بينَ

الحُجرات والنَوافذ

والدّرب والمَكتبة

والمَقهى الغافي

على

ظِّلك القزحي؟

كُنْ

فينا بقايا أرج

لحناً تعَبث به الريح

 

دعْ اُفقك يتبدَ لبصائرنا

دعْ حفيفَ صَبوتكَ

يَسترخي فوقَ جفنيّ

لا تترجّلْ

مِنْ صَهوة مَحبتنا

ففوقَ مكتبكَ أجندةُ مواعيد

لهاثُ عاشقة

عرّته الحُمّى

دعاءُ أمكَ

لكنْ

لكَ رغباتٌ تُحلّقُ في العُزلة

 

أبقَ برهة أُخرى

بإسم محّبتنا

أبقَ

فمرايانا

تَزحمُ بحنينٍ ساخن

بوفاقٍ يَكفينا ما بقيَ العُمر

لا تتركنا

في كنَفِ الوحدة

نتمّرغ

كالحَمقى

فتتخلى عّنا مَسالكُ مَدائننا

والمَنفى

لطفاً

أبق

أبق

نَصطلِ

بِلظى جَمرتكَ

يا سندباد الحُزن

والوَجَع 

شاعر كردي