منذ يُفوعة أوهامي
حين كان حلمي معصوب بأطراف نوبة بللٍ
وأنا أرْتَشف منها.. ولا أسكر،
أقرعُ نبيذ قلبي.. بكأس حصاني
فتنتشي أنفاسي
وتلهث أوردةٌ برسائل شتَّى،
أشعر بعربدة الشفتينِ
وأجهل كوامن خَدَري!،
إذْ على كثرة السكارى في أعراف قبيلتي..
لا نعرف غواسق الكرزِ
وزهر الرمان.
وحين أغراني الرحيل... كبرتُ
وكبرت كل أشيائي الصغيرة:
أحلامي
رشفاتي
نبيذ قلبي
وكوامن خَدَري،
وكنت أتشاغلُ بي في كراريس الأسئلةْ
فأَحِيكُ قلبًا مسهومًا بجمرتينْ
ولسانًا يستنبؤ عن شفتينْ
وشامة تَنْجُمُ في بياض صفحتي
وأجْدِلُ ظفيرة راعيةٍ..
تُسَلْسِلُ -من الشِّعْرِ- بيتينْ
وتارة أفكهما بدعوى (حداثة) نزعاتي،
ومعولي يقتاتُ بِبراعمٍ مُعَوْسَجة النبإِ
كطيف لا تدركه سوى حاسة الصومعة.
ومع سَبْر الترحال...
ألفيتُ في شِعْري عطرًا منَهَّدًا
وجموح غُرَّة مسترسلة الزهوِ..
بثوب حرير مُفَتَّق الإبلاج،
يَعْتَصِرُ وَقْعَهُ من بَطَرِ الفتنةِ
ووحشيّة المُباغتة!،
بُهِتَ خرير البراءة داخلي
وفواتيح سالف قصائدي غدت مستنفرة،
أُغالب بقية رمل أرديتي
وبي خوالِج شتَّى تُفهِّمُني...
ويأبى بعضي.
- "أين أنتَ؟!
اِخْلع عِمَّتكَ.. وجانِب الأسئلة"
قالت..، ثم بادرت.
في رأسي لفيف محاذير مقوقعة،
وعيني تنظر إليَّ
وتقولُ إذ تدخُلني:"ما أروعه"!،
بينما كفِّي وأشياء أخرى..
مرتَّدة عني، بين مؤمنة.. ومشركةْ
وفي مشارف أقبيتي (قُمْريَّة) تُحاذر القََصْل!،
- "بِمِفْرَقِكَ ضعني نخلةً
وقُدّ سعفها...
وهاتِ رُطَب بادِئَةِ غيِّك"
قالتْ..، ثم توالت،
(قمر الصباح) هو تلعثمٌ..
كـ(إشراق المغارب) في الزندقة!،
أين مني شوارد أبي...
وأنا كَسَرْحَةِ ناسِك تُفاتِر فواصِلَهُ قصيدةٌ غزلية؟!.
يَشْرئِبُ بي حرفٌ
وآخر يناولني للسطرِ!،
صادٌ:.. تصلب فُخار قبولتي،
وكافٌ:.. تُكْفِئُ قوارير زِنْدي على فوهة مفرشتي.
- "أتُحبني؟"
قالتْ..، ثم استوتْ،
- "لستُ أدري،
فكُحل العينِ..
شقَّ هواتف صبحي بين عشيتين".
إني أهجِسُ ببعضي.. وغيري!.
-تضحكُ- وتقول:
"إذًا رتِّل -أيها القروي- قصيدةً في كُحل عَوْلَمَتي".
شاعر يماني من مواليد (حضرموت) يقيم في مصر