يشركنا الشاعر السوري في عوالم غربته في دمشق، ومع غربة الشاعر نقترب من الخواء الذي يحيط بالمكان حيث أمست المدينة أبعد عن روح الشعر خصوصا هذه الأيام التي يعيش فيها الوطن حلم آماله في التغيير.

تضحك عليّ الغيوم

عماد الدين موسى

 

1

في دمشق ...

حيثُ الشوارع نظيفة ٌ

إلا من الشعراء

ثمّة شاعرٌ يقف كعمود الكهرباء

- عكس الشمس -

يتبوّل على ظلّه ِ .

..   ..   ..

يطوف على الحانات الرخيصةِ

كسرفيس " الدوار الشمالي "

ربما

ربما

عنكِ يبحثُ .

 

2

في دمشق ...

حيث الشوارع،

يقرأ قصائده للغربان ِ

أو

ينشرها في مستنقعات الجرايد .

 

3

في دمشق ...

تماماً .. تماماً

مدخل بناءٍ مهجورٍ

على أصابع قدميهِ يقفُ

- كمن يحلم -

يفتحُ أزرار قميصهِ

تاركاً الهواء الملوّث

يختبئ بهدوءٍ

بين أعشاب صدره ِ .

 

4

في دمشق ...

أنظروا

فقط

انظروا إليهِ !

 

شجرة عارية إلا من الدودِ

أسفل الطريق

أو شبه منزل

تسكنه شياطين الشِعر

هكذا

هكذا

بلا عصافير

بلا ...

 

5

في دمشق ...

ثمّة شاعر

من الربع الخالي للحداثةِ

ينظر إلى الله

   فتضحك عليه الغيوم.