شكلت أبحاث ماكس فيبر بشكل عام، وبالخصوص ما تعلق منها بنظرية الفعل الاجتماعي خلفية أساسية انبنت عليها فلسفة التواصل عند يورغان هابرماس Jürgen Habermas، والتي كان لها وقع كبير على الفلسفة المعاصرة لما خلفت من ردود نقاشات واسعة، وذلك نتيجة التناقض الحاصل بين حدود التواصل كتصور فلسفي والتواصل كنشاط اجتماعي يترجم علاقات متشابكة ومتعددة بين مختلف الفاعلين والذين يحتلون مواقع متباينة داخل النسيج المجتمعي.
الفعل الاجتماعي بين النسبي والمطلق:
اهتم ماكس فيبر بتحليل عقلانية النشاط الاجتماعي أو الفعل الاجتماعي، فالفعل الاجتماعي -كما يتصوره- هو فعل إرادي يتضمن معنى، ويتجه نحو فاعل مدرك لهذا المعنى أو فاعلين، بمعنى أننا إزاء تفاعل interaction أي فعل علائقي، هذا بخلاف الفعل عند يورغان هابرماس، والذي يمكن اعتباره فعلاً تواصلياً، أي أن معنى الفعل هو حصيلة إرادة فاعلين على الأقل أو أكثر. إن الفعل النموذج بالنسبة لماكس فيبر هو الفعل العقلاني بالهدف، بحيث لا يمكن أن نتحدث عن فعل عقلاني ما لم يكن الفاعل يمتلك وعياً عميقاً بفعله، ويعطيه معنى أثناء إنجازه(1).
شكلت العقلانية أو العقلنة بوصفها صيرورة طبعت المجتمع الأوربي الحديث نتيجة ظهور الرأسمالية محور انشغالات ماكس فيبر، وذلك لأن هذه الصيرورة لم تقتصر على قطاع بعينه، وإنما امتدت إلى كل المجالات الاجتماعية، وأصبحت توجه المجتمع الحديث، وهي تعني سيادة العلم والتقنية في تفسير العالم الاجتماعي والتخلي الكلي عن الأسطورة والاعتقادات الغيبية، فالعقلانية تعني نهاية أو نزع الغرابة عن العالم désenchantement du monde، يقول ماكس فيبر:"إن العقلانية المتنامية لا تعني -إذن- وبشكل مطلق معرفة شاملة ومتزايدة بالشروط التي نعيش فيها، ولكن تعني بالأحرى أننا نعرف أو نعتقد بأنه في كل لحظة نستطيع -شرط أن نرغب في ذلك- أن تبرهن لنا أنه ومن الناحية المبدئية لا توجد قوة سحرية، وغير منتظرة بإمكانها أن تعرقل مسار الحياة، وباختصار تستطيع أن تتحكم في كل شيء عبر التنبؤ، لكن هذا يتم عبر نزع كل غرابة ممكنة عن العالمdésenchantement du monde إن الأمر لا يتعلق على وجه الإطلاق بالنسبة لنا كما كان الشأن بالنسبة للمتوحش، والذي يؤمن بوجود قوى سحرية، وبغية السيطرة عليها أو التوسل إليها، فانه يستدعي وسائل سحرية، لكن الأمر بالنسبة لنا يتم عبر الاعتماد على التقنية والتنبؤ، ذلك هو المعنى الجوهري للعقلانية"(2).
تتجسد العقلانية في المجتمع الحديث من خلال الرأسمالية والبيروقراطية، فالرأسمالية ليست سوى تنظيماً محكماً وممنهجاً لوسائل الإنتاج، والذي يتوخى تحقيق أكبر قدر من الربح، وبالتالي فان الرأسمالي يجسد الفعل العقلاني بالهدف. ذلك لأنه يستثمر وبطريقة فعالة وناجعة على الأقل ثلاثة عناصر أساسية وهي: الوقت والعمل والرأسمال، بحيث يترتب على ذلك خلق التراكم الاقتصادي.
لكن كيف نشأت هذه الصيرورة؟
يعتقد ماكس فيبر أن هناك نوعاً من التلاقي بين البروتستانتية والرأسمالية، وإن تحررت هذه الأخيرة من البروتستانتية، إذ أنها أوجدت الآليات الخاصة بها والقوانين التي ترتكزعليها، إلا أنها من حيث النشأة يمكن القول: أن الأخلاق البروتستانتية وبالأخص الإصلاح الكلفاني نتج عنه فعل عقلاني، شكل الدينامية التي انبثقت عنها الرأسمالية(3). هذا، ومن ناحية أخرى، تشير البيروقراطية -بوصفها ظاهرة معقدة ارتبطت بالرأسمالية- إلى التنظيم الذي يهدف إلى تحقيق غاية غير شخصية، وهي بذلك تعني التنظيم الذي تتضمن تقسيماً للسلطة والمبني على الشرعية.
تعني البيروقراطية خضوعاً مطلقاً للقوانين والإجراءات المجردة، وهي بذلك جسدت التنظيم الاجتماعي والسياسي للرأسمالية، بحيث انبنت على خصائص أساسية يمكن اجمالها في النقاط التالية:
أولاً: وجود تقسيم للعمل في إطار تكاملي وتعاوني، بحيث أن كل فاعل يؤدي وظيفة محددة.
ثانياً: تقترن كل وظيفة بنوع من الكفاءة، والتي تكون محط احترام وقبول من طرف كل الفاعلين.
ثالثاً: غياب الطابع الشخصي للوظائف، حيث أن الوظائف لا ترتبط بالأشخاص، وإنما لها وضع عام، يضمن استمراريتها.
رابعاً: وجود هرمية إدارية بالمعنى الذي تكون فيه علاقة الرئيس بالمرؤوس خاضعة للقانون والمساطير الإدارية(4).
بيد أن هذه العقلانية ستصبح موضوع جدل انطلاقاً من تفكيك خطاطتها التقليدية كما تبلورت في كتابات ماكس فيبر.
وبالفعل، لقد حدث تحول كبير في علم الاجتماع وبالخصوص مع نتيجة الأبحاث التي أنجزت سواء في إطار سوسيولوجية التنظيمات، أو تلك التي استندت على المقاربة السوسيولوجية للقرارات، حيث لم يعد الفاعل ذلك الذي يحدد أهدافه بدقة وكذلك الوسائل التي تسمح له ببلوغه، فمن أجل تحقيق هدف ما هناك أكثر من وسيلة، وكذلك فإن القدرة على التحكم في الأهداف ليست كاملة، فالفاعل لا تتوفر على كل المعلومات والمعطيات الضرورية، وبالتالي فهو خاضع لإكراهات متعددة، بحيث هناك مناطق أو مساحات واسعة لا يفهمها ولا يدركها بشكل كامل، وعلى هذا الأساس فإن تدخلاته تتميز بنوع من المحدودية، وبذلك لم يعد بالإمكان الحديث عن عقلانية مطلقة، بل فقط عن عقلانية محدودة، عقلانية تتجه نحو تبني الفعل الأكثر مردودية والأفضل بالنسبة للفاعل(5)، إذ يمكن القول أن تعدد الفاعلين وتداخل إراداتهم يترتب عليه تعدد الأهداف والوسائل، وبالتالي حدوث مفاعيل لم تكن ضمن أهداف الفاعل(6).
يمكن في هذا السياق أن نسجل نوعاً من التلاقي بين فكرة هابرماس بخصوص "أحسن حجة" و"الفعل الأفضل" بالنسبة للفاعل، أو "القرار الأمثل" كما نجد في المقاربة السوسيولوجية للقرار(7). الفاعل التواصلي بوصفه شريكاً في خلق المعنى مع الآخر:
إذا ما نظرنا إلى الفاعل على الأقل -كما نظرت إليه كتابات هابرماس- يمكن نسجل أن هذا الفاعل لم يعد مالكاً لمعنى فعله، وفي نفس الوقت لم يعد مطروحاً أن يكون متحكماً في فعله سواء بشكل كلي أو جزئي، بل إن الفاعل لم يعد ينظره إلا بوصفه شريكاً في إنتاج معاني أفعاله في علاقته بالآخر، وبالتالي فإن ثمة تساؤلات جوهرية طرحت على طاولة البحث، والتي تقتضي الكثير من التأمل والتفكير، فالمعنى هو حصيلة مختلف العلاقات بين الذوات، فليس هناك فاعل يحتكر وينتج المعنى لوحده، ذلك أن التواصل بين مختلف الفاعلين هو الذي ينتج المعنى، فالتواصل ليس فقط تبادل معطيات ومعلومات، وإنما هو تأويل للأحداث والوقائع، والتي تستهدف تأسيس قواعد العيش داخل المجتمع الواحد، وهو بذلك ينبي على قواعد وأخلاق تستند على الإقناع والحجاج، حيث تكون اللغة وسيطاً، وحيث كل عمليات التفاهم بين الذوات تنبني على ادعاءات الصلاحية، والتي يمكن أن تقبل كما يمكن أن ترفض(8).
إن التواصل بهذا المعنى هو ما يجمع بين مختلف التيارات الفلسفية، والتي كانت تتوخى تحقيق العقلانية، والذي ظل -بطريقة أو بأخرى- كامناً في التفكير الفلسفي، وهذا ما شكل المشروع الثقافي للحضارة الغربية، أو بعبارة أخرى مشروع الحداثة، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل بعد، وبالتالي قد يجد انطلاقته نحو الاكتمال من خلال التواصل الايتيقي، فالتواصل فعل يتأسس على التفاهم واستحضار الآخر ضمن فضاء عمومي يقوم على الاختلاف والحوار، حيث التوافق هو المبدأ المنظم، والتوافق لا ينبني إلا على الديمقراطية، والتي تعني المشاركة الإيجابية في إدارة الشأن العام، والتي تسمح بتشكيل الرأي العام المبني على الإجماع "لأن واقع السلطة أو السلطة كواقع لا توجد حقيقة، إلا بواسطة إجماع يكتسب اعتماداً على تواصل بدون ضغوط مؤسس لتداخل بين الذوات والمواطنين"(9).
ومن هذه الزاوية يحدث الافتراق بين فيبر وهابرماس أو بعبارة أخرى بين تصورين أحدهما يقوم على أساس الفعل العقلاني المحكوم بالغاية، والآخر الذي ينطلق من الفعل العقلاني التواصلي المبني على التفاعل الرمزي، الشيء الذي يعكس انشغال هابرماس باللغة واللسانيات. يقول هابرماس: "إن التواصل ليس سوى ذلك التفاعل الرمزي والذي يتم بين فاعلين وذلك بالارتكاز إلى معايير التداول"(10).
ومن هذه الزاوية، يمكن القول أننا إزاء تفاعل على الأقل بين فاعلين، بالشكل الذي يسمح وكنتيجة منطقية بتوليد لانهائي للمعنى، ومن ثم يمكن أن نسجل محدودية العقلانية الفيبيرية في هذا المستوى، إذ تنحصر في النشاط الاقتصادي والبيروقراطي، وان انفتحت على أنشطة أخرى من الحياة، إلا أنها تتوقف عند التقنية والعلم، وتلغي ما سوى ذلك(11).
يتحدد التواصل-إذن- بوصفه تفاعلاً بين الذوات، وتكمن غايته الأساسية في خلق التفاهم، هذا التفاهم الذي يتأسس على العقل، ويستند على قواعد أخلاقية ومنطقية، بحيث يصبح الحجاج هو السيد الذي يحكم وينظم المجال العمومي بوصفه مسرحاً لتبادل البراهين والحجج. ومما لاشك فيه، إن تفكيك هابرماس لنظرية ماكس فيبر حول العقلانية، والتي أمكن اختزالها في المعرفة التجريبية والتقنية والتحكم الأداتي، سمح بالانتقال من التصور الغائي للفعل الاجتماعي إلى تصور آخر يستند على التواصل، ومن ثم استحضار أنظمة أخرى من قبيل القيم والتمثلات والتصورات، أو لنقل بعبارة أوضح استحضار المجال الرمزي، حيث التأويل هو نقطة الارتكاز بوصفه سياقاً تواصلياً ينتج المعنى بشكل لا نهائي، وعلى هذا الأساس تصبح العقلانية -من وجهة نظر هابرماس- هي تلك التي تسعى الذات والذوات إليها أثناء التواصل فيما بينها، والتي يكون مبتغاها تحقيق الاتفاق والإجماع.
حدود الفعل التواصلي أو التواصل المستحيل
إذا ما حاولنا أن نستحضر الفضاء العمومي كما يفهمه هابرماس باعتباره يشير إلى كل مجالات التواصل الممكنة والقائمة في المجتمع والتي من خلالها يتم بناء المواقف والآراء والتصورات وذلك بغية تكوين رأي قائم على نوع من الإجماع والتوافق، فإن التواصل بهذا المعنى لا يعكس بالضرورة ما هو قائم بالفعل، وإنما مشروعاً لما ينبغي أن يكون، أو أفقاً فلسفياً يسمح بتجاوز انسداد الحداثة والعقلانية المبنية على العلم والتقنية. فالوقائع تشير إلى أن التواصل أصبح مستحيلاً، أو على الأقل لا يتحقق بالمعنى الذي يتكلم عنه هابرماس، وذلك نتيجة تقنيات التواصل والاتصال، وهذه إحدى المفارقات الكبرى التي يمكن تسجيلها بصدد ثورة في هذه التقنيات، حيث أن المنطق المهيمن ليس هو التفاعلية التواصلية وإنما هو منطق السوق المتحكم بالصناعات المرتبطة بالاتصال والتواصل، فهذه الأخيرة أصبحت تشكل اليوم أهم صناعة على الإطلاق، فالمنطق الرأسمالي هو الذي يتحكم في مختلف الفاعلين على صعيد هذه الصناعة، إذ أن التواصل في ظل هذه الصناعة لم يعد ممكناً، فالذوات لم يعد بمقدورها خلق المعنى وتأويله، إذ أصبحنا إزاء ذوات تتميز بالسلبية، وتتلقى كما هائلاً من المعلومات والمواقف والتصورات بشكل جاهز، ولا تمتلك أي مجال للتفاعل والتواصل.
ومما يزيد الوضع سوءا هو أن تقنيات التواصل الاتصال وبالخصوص التلفزة(12) أصبحت تشكل فضاءا عمومياً يمارس الهيمنة على مختلف المجالات، إذ أنها من جانب محكومة بمنطق السوق، وبالتالي هناك ميل إلى الانسجام والتنميط في كل ما تقدمه، ومن جانب آخر فإن المنطق التي تشتغل به ويقوم على السرعة والاستعجال وبالتالي لا يسمح بإنضاج «رأي عام» فكما يقول أفلاطون: «أننا لا نستطيع التفكير في حالة الاستعجال« وبالتالي قد تشكل خطراً على الديمقراطية والحياة السياسية»(13). وحيثما يكون الاستعجال والانسجام من حيث المواضيع وطرائق معالجتها، فإن التفاعلية التواصلية تصبح مستحيلة، ونتيجة ذلك تتجه الذوات نحو التنميط سواء تعلق الأمر بالسلوك والذوق أو المواقف والتمثلات. لكن هل بالإمكان أن تتشكل فضاءات أخرى موازية خارج هيمنة تقنيات الاتصال والتواصل، والتي بإمكانها أن تشكل مجالاً للتواصل التفاعلي بين الذوات؟
إن جواباً بالإيجاب عن هذا التساؤل قد يكون صعباً، وبالخصوص إذا ما انطلقنا من الصورة التي يتسم بها الفضاء العمومي في الوقت الراهن بوصفه فضاءا تهيمن فيه وسائل الاتصال والتواصل، والتي يتحكم فيها منطق السوق، فالمصالح الاقتصادية الكبرى تخترق هذا الفضاء، حيث أصبح كل شيء قابلاً للبيع والشراء، فالإنسان فقد حريته والقدرة على التحكم في مصيره وتشكيل وعيه بعيداً عن تأثيرات وسائل الاتصال والخصوص تلك التي تعتمد على الصورة. وعلى هذا الأساس، لا مفر من القول: أن قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل أصبحت شيئاً فشيئاً تتلاشى، وأصبح الإنسان أكثر سلبية من السابق، لكن مع ذلك يمكن أن نفتح فسحة من الأمل، إذ أمام هذا النزوع الجارف نحو التنميط والذي تلعب فيه وسائل الاتصال والتواصل الدور الأعظم، والذي يسمح بالقول بنهاية الاختلاف، يمكن أن تنبثق أشكال جديدة تنزع نحو الاختلاف وخلق التواصل التفاعلي. فلماذا لا يكون بالإمكان تبلور رأي قائم على الاختلاف من خلال وسائل الاتصال ذاتها، ويمتلك في نفس الوقت قدرة على الانتشار والتأثير. ولماذا – كما يقول دومينيك فولطون Dominique Wolton يكون بمقدور السوسيولوجي وحده التحرر من منطق السوق والمصالح الاقتصادية الكبرى، بينما لا ينسحب ذلك على مختلف الفاعلين الآخرين بما فيهم الصحافيون، أليس الكل خاضع لنفس الشروط الاجتماعية والاقتصادية(14)؟
الهوامش:
(1) - Max Weber: économie et sociéte, Paris, éd: PLON, 1959.
- J. Freund: la sociologie de Max Weber; Paris, éd: puf 2eme édition; 1986.
(2) - Max Weber: le politique et le savant; Paris: union générale d'édition, 1963, collection: le monde en 10-18, p:70.
(3) - Max Weber: l'éthique protestante et l'esprit du capitalisme; Paris, librairie Plon, 1964.
1971.
(4) - Max Weber: économie et société; traduction de Julien Freund; paris; édition Plon.
(5) - Michel Crozier: «La rationalité du décideur du point du vue sociologique» in la décision ses disciplines, ses acteurs; éd: presses universitaire de lion, 1983.
(6) - Raymond Boudon: la place du désordre: critique des théories du changement social; paris;éd presses universitaires de France 1984.
(7)- Henri Tezenas du Montcel: «d'utilité la décision» in la décision, op.cit.
(8) - Jürgen Habermas: la théorie de l'agir communicationnel; Paris ed: Fayard 1987; p: 115.
(9) - محمد نور الدين أفاية: الحداثة التواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة نموذج هابرماس، إفريقيا الشرق المغرب الطبعة الثانية، 1998
(10) - Yurgen Habermas: la technique et la science comme idéologie; Paris; éd: Gallimard 1973; p.22.
(11) - Max Weber: l’éthique protestante et l'esprit du capitalisme, op. cit.
(12) - Pierre Bourdieu: sur la télévision, paris, liber éditions, 1997.
(13) - Ibid. 13.
(14) - Dominique Wolton: une critique de la critique Bourdieu et les medias; in sciences humaines: la sociologie: bilan critique, quel héritage, numéro spécial, 2002.
المراجع:
1 - Boudon Raymond: la place du désordre critique des théories du changement social; Paris; éd: presses universitaires de France 1984.
2 – Boudon. R: la logique du social: introduction a l’analyse Sociologique.paris; ed: Hachette 1979.
3 - Bourdieu Pierre: sur la télévision, Paris, liber éditions 1997.
4 - Crozier Michel: “la rationalité du décideur du point du vue sociologue”; in la décision ses disciplines, ses acteurs; éd: presses universitaire de lion, 1983.
5 - Dominique Wolton: «une critique de la critique Bourdieu et les medias»; in sciences humaines, sociologie: bilan critique, quel héritage. numéro spécial, 2002.
6 – Freund. J: la sociologie de Max Weber; Paris, éd: puf 2eme édition; 1986.
7 - Henri Tezenas du Montcel: “d'utilité la decisión” i in la décision ses disciplines, ses acteurs; éd: presses universitaire de lion, 1983.
8 - Habermas Jürgen: la technique et la science comme idéologie; paris; éd: Gallimard 1973.
9 - Habermas Jürgen: la théorie de l'agir communicationnel; paris éd: Fayard, 1987.
10 - Max: économie et société; traduction de Julien Freund; Paris; édition Plon 1971.
11 - Weber Max: l'éthique protestante et l'esprit du capitalisme; paris: librairie Plon, 196.
12 - Weber Max: le politique et le savant; Paris: union générale d'édition, 1963, collection: le monde en 10-18.
13 - محمد نور الدين أفاية: الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة نموذج هابرماس، إفريقيا الشرق المغرب الطبعة الثانية، 1998.