احتفى القسم الخاص بالأدب المترجم في مجلة "ذي سانت آنز ريفيو" الأدبية الأميركية بقصة "كوابيس المدينة" للكاتب الأردني هشام البستاني، حيث نشرت القصة مترجمة إلى الإنجليزية في عدد صيف/خريف 2012 والذي صدر مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية. تتناول قصة "كوابيس المدينة" والمنشورة في المجموعة القصصية الثانية للبستاني "الفوضى الرتيبة للوجود" (بيروت: دار الفارابي، 2010) تبدّلات مدينة عمّان، وتحوّلها من مدينة الجبال السبعة ذات البيوت الحجرية الواطئة المميّزة، والتنوّع المتآلف الذي يحيط بحميمية بسيل الماء، إلى مدينة استهلاكية متصنّعة تكتسحها الأبراج والعمارات والحفر العشوائية؛ مدينة ضاعت روحها وأصالتها في سياق (لا)هويّة كوزموبوليتانية لم تتحقق، وبحيث تروى الحكاية من خلال فتاة تهاجمها مجموعة من الكوابيس وأحلام اليقظة والهلوسات، ويختلط فيها الزمن الماضي بالحاضر وبالمستقبل، كما تحتوي القصة في سياق بُنيتها على عناصر فوتوغرافية تعتبر جزءاً من النسق التجريبي الذي يعمل عليه البستاني في نصوصه الأدبية من خلال دمج أشكال الفنون المختلفة مع النص القصصي.
مجلة "ذي سانت آنز ريفيو" هي دورية أمريكية نصف سنوية ترأس تحريرها الكاتبة بيث بوزوورث، وتصدر عن كلية "سانت آن" في بروكلين - نيويورك، وتنشر مجموعة منتقاة من أفضل الأعمال الأدبية في الشعر والقصة القصيرة والمقابلات والمراجعات الأدبية والترجمات إضافة إلى الأعمال التشكيلية. يتم اختيار المواد المنشورة في المجلة من مئات الأعمال التي تستلمها هيئة التحرير على مدار السنة، ويتم توزيع المجلة على المكتبات ومنافذ البيع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كما تشارك المجلة في المعارض والمؤتمرات الأدبية وترّشح كتّابها إلى الجوائز المختلفة، وتنظّم المجلة فعاليات أدبية مختلفة في مدينة نيويورك. تنشر "ذي سانت آنز ريفيو" طيفاً واسعاً من الأساليب والتقنيات الكتابية، وتضع الأعمال التجريبية جنباً إلى جنب مع الأعمال الأكثر محافظة وكلاسيكية، وتميل إلى الأعمال الأدبية "المصنوعة بحرفية عالية" بدلاً من الأعمال "العفوية".
قامت بترجمة القصة إلى الإنجليزية الكاتبة والمترجمة ثريّا الريّس والتي نشرت ترجماتها من العربية إلى الإنجليزية في عدد من المجلات الأدبية المتخصصة مثل "ذي سانت آنز ريفيو" و"وورلد ليتيرتشر توداي".
يذكر أن هشام البستاني يعتبر واحداً من أصوات الكتابة العربية الجديدة البارزة. صدر له: عن الحب والموت (بيروت: دار الفارابي، 2008)، الفوضى الرتيبة للوجود (بيروت: دار الفارابي، 2010)، أرى المعنى... (بيروت: دار الآداب، 2012). ونشرت قصصه في العديد من الصحف والمجلات العربية، واختيرت ضمن عدد من الملفات الأدبية عن الكتابة العربية الجديدة مثل: "القصة العربية الجديدة: مختارات" – مجلة الآداب (بيروت)، العدد 7-9/2011، "الكتابة الجديدة في الأردن: مختارات" - مجلة الآداب (لبنان)، العدد 9-10/2010، و"أصوات أردنية جديدة في القصة والشعر" - صحيفة أخبار الأدب (مصر)، عدد 15/4/2010. اختارته مجلة "إينامو" الألمانية كواحد من أبرز الكتاب العرب الجدد، ونشرت ترجمة لقصص له بالألمانية ضمن العدد الخاص عن "الأدب العربي الجديد" شتاء 2009. قدمت المخرجة جويس الراعي مسرحية "عزلة" استناداً إلى مجموعة من أعماله القصصية عام 2011، كما حُوّلت قصته "ليلى والذئب" إلى فيلم غرافيكي قصير من رسم الفنان التشكيلي محمد التميمي وإخراج الفنان التشكيلي علاء الطوالبة. قدّم البستاني في شهر أيار من العام الحالي إشتباكاً/جدلية بين الفن، الموسيقى والأدب على المسرح الدائري في عمّان بمشاركة القاصة بسمة النسور، الفنانين التشكيليين علاء الطوالبة ومحمد التميمي، والموسيقية رانيا عجيلات.