رسالة باريس

مهرجان "كان" السينمائي الستون: اختراع النظرة

عودة مايكل مور وترانتينو وآل باتشينو، وتكريم لهنري فوندا وبراندو وحداثة السينما الأمريكية الملهمة

صلاح هاشم

 


 يبدو أن مهرجان " كان " السينمائي العالمي ـ وبخاصة بعد أن أعلن جيل جاكوب رئيس المهرجان مع تيري فريمو مندوبه العام حديثا في باريس عن فعاليات وأفلام الدورة الستين المقبلة، والتي يحتفل فيها المهرجان بمرور ستين عاما علي إنشائه، بحضور عدد كبير من ألمع نجوم السينما في العالم ـ يبدو أن أنه سيكون في دورته الستين المقبلة، التي تعقد في الفترة من 16 الي 27 مايو 2007 تكريما لتاريخ وانجازات السينما الأمريكية، ذات الوجهين (التجاري والفني)، والإضافات التي حققتها عبر تاريخها، لتطوير واختراع أبجدية السينما، أهم وأخطر فنون الصورة في عصرنا. حيث يشارك وربما للمرة الأولي في تاريخ المهرجان، 5 أفلام أمريكية قوية من الوزن الثقيل، من نوع سينما المؤلف، بالإضافة الي أن النظرة المتفحصة لفعاليات الدورة الستين القادمة، والاحتفالات والتظاهرات التي سوف تعقد علي هامشها، تؤكد و بما لايدع مجالا للشك، أنها ستكون تحية وتكريم للسينما الأمريكية بشقيها الفني والتجاري، التي تمتعنا وتثقفنا في آن، مع انحياز واضح من ادارة المهرجان الي سينما المؤلف (سينما الإبداع والخلق)، في مواجهة السينما التجارية الامريكية الهوليوودية، التي لاتري في السينما سوي "تجارة"، او بضاعة استهلاكية مثل شطائر الهامبورجر ووجبات الاكل السريع، وتضع عينها دوما علي الربح أولا، وإيرادات شباك التذاكر.في حين تعتبر سينما المؤلف ان العمل السينمائي مثل الرواية والقصة القصيرة او المسرحية، هو بالأساس "تجربة" تعبير فنية مستقلة، تكون جديدة وفريدة من نوعها وفي كل مرة، وهي تضع عينها أولا علي مشاكل عصرنا، وتناقضات مجتمعاتنا، وتوظف السينما في ورشة الفن، كما يقول المخرج والمفكر الفرنسي جان لوك جودار، لتكون " أداة " للتأمل والتفكير، تقربنا أكثر من إنسانيتنا، وتعمل من خلال التجريب والابتكار في المعمل السينمائي، علي تطوير فن السينما ذاته من داخله، بابتكاراتها وتجديداتها الملهمة، ليكون اختراعا ل "نظرة" REGARDجديدة، نتطلع من خلالها الي حركة المجتمع والتاريخ.

تكريم السينما الأمريكية

ويتوزع هذا التكريم " للسينما الأمريكية بشقيها الفني (سينما المؤلف) والتجاري (هوليوود) ـ بصرف النظر عما اذا كان مقصودا أو غير مقصود ـ خلال دورة المهرجان الستين، يتوزع كما سوف نتبين علي عدة محاور. اذ يهبط الي المهرجان في دورته الستين هذه المرة أحد أعظم المخرجين الأمريكيين في الوقت الحاضر، الا وهو مارتين سكورسيزي (سينما المؤلف)، لكي يلقي في " كان " درس السينما (عبارة عن محاضرة داخل خيمة كبيرة تعد خصيصا لذلك في كان) الذي يقدم فيه خلاصة لمشواره السينمائي الكبير الرائع، ويحكي عن تجربته في التعامل مع أساطين السينما التجارية في هوليوود، وتلك "الموجة الجديدة" المستقلة في السينما الأمريكية التي تشكلت ملامحها في الثمانينيات، بفضل أفلامه مثل " شارع وضيع" MEAN STREET ، وافلام فرانسيس فورد كوبولا وجورج لوكاش وغيرهم، فحفرت للسينما الامريكية نهجا مغايرا، و لكي يعرف سكورسيزي أيضا في ذلك الدرس " التاريخي " بالسينما التي يصنع الآن، ويقدم كشفا للمؤثرات التي تركت بصمات واضحة علي أفلامه، وبخاصة حركة " الواقعية الجديدة " في افلام روسوليني وفيسكونتي ودو سيكا في ايطاليا، وكلاسيكيات السينما الامريكية من صنع جريفيث وكابرا وجون فورد وغيرهم.

ويأتي هذا التكريم للسينما الامريكية في شخص سكورسيزي في المهرجان، في أعقاب حصول مارتين سكورسيزي (من أصل ايطالي) علي عدة جوائز في أمريكا في "الجولدن جلوب" وفي "الاوسكار" مثل جائزة أحسن مخرج وأحسن فيلم الخ، و كذلك بعد مرور اكثر من عشرين عاما علي فوزه بفيلم "سائق التاكسي" TAXI DRIVER علي سعفة "كان" الذهبية في دورة سابقة. الا يعد هذا "الدرس" وحده الآن تكريما في شخص سكورسيزي للسينما الامريكية، والانحياز الي تلك السينما التي يصنع، أي سينما المؤلف، التي يعد فيها اسم وتوقيع المخرج صاحب الفيلم بمثابة علامة علي الإبداع و"الجودة" الفنية والإشارة الي ان أهم مافي الفيلم هو "رؤية" المخرج أكثر من النجم او النجوم أبطال الفيلم، و "الاستوديو" الذي موله وأنتجه، والحكاية التي بسردها علينا، لأن المسألة تتعلق هنا بفن أو "صناعة السينما"، وليس "صناعة الأفلام"؟

من جهة اخري يبدو اهتمام ادارة مهرجان "كان" ب" تكريم" السينما الامريكية وبخاصة "سينما المؤلف" هذه في "الجسم" الرئيسي أو العامود الفقري للمهرجان، أي في مسابقته الرسمية،التي يرصد افلامها واحداثها اكثر من 6 الآف صحفي ومصور كل سنة، ويتابع اخبار نجومها الملايين من البشر علي شاشات التلفزيون في انحاء المعمورة، في ما يعد اعظم مهرجان للسينما، والحدث العالمي الثالث من حيث الاهمية، بعد مباريات كأس العالم في كرة القدم، والدورة الاوليمبية.

اذ يشارك في مسابقة المهرجان 5 من كبار المخرجين الامريكيين الذين اشتهروا بسينما المؤلف ولكل واحد منهم بصمته الواضحة، وأسلوبه الفريد في صنع الفيلم، هم: كوينتين ترانتينو: الذي سبق له الحصول بفيلمه "رواية بوليسية شعبية" اPULP FICTION علي سعفة "كان" الذهبية عام 1994، ويعتبر فتي السينما الامريكية المرعب، فهو مجنون سينما، ومولع في افلامه بالاحتفاء بتكريم افلام المعارك و الحركة والسيف، والافلام البوليسية من الدرجة الثانية قليلة التكاليف SERIE B وابطالها واجوائها وموسيقاها من نوع الافلام التي تربي عليها ايضا جيلنا في "سينما ايزيس" في حي السيدة، ويكشف ترانتينو عن ذلك في افلام، والتي يحيل ببعض مشاهدها الي تلك الافلام، ويذكر ـ من التذكير ـ بها، حتي صار يطلق عليه الآن في امريكا "ملك التسلية بلا منازع" بعد ان ابتدع لنفسه "اسلوبا" خاصا في صنع الافلام، وخلق للفيلم الامريكي الجديد شعبية ساحقة في امريكا والعالم، ولا يعني هذا بالطبع اننا ندعو الي صنع افلام علي شاكلة الافلام التي يصنعها تارانتينو، والتي تسلينا وتمتعنا حقا، لكنها تصدمنا ايضا احيانا، بدمويتها وعنفها. ويشارك ترانتينو من جديد في المسابقة بفيلم "علامة الموت" DEATH PROOF الذي يحكي عن سفاح امريكي مشهور كان يستخدم سيارته سلاحا للقتل.

الاخوين ايثان وجويل كوين: يشاركان في المسابقة بفيلم جديد NO COUNTRY FOR OLD MEN من النوع البوليسي مأخوذ عن رواية لكورماك ماكارثي، وسبق للاخوين كوين كما هو معروف الفوز من قبل بجوائز في مسابقة المهرجان. جيمس جراي : يمثل مع المخرج جيم جامروش ملامح سينما امريكية جديدة مستقلة – اندر جراوند – في اطار سينما المؤلف في امريكا، ويشارك بعد عملين سينمائيين بارزين هما " أوديسا الصغيرة " وTHE YARDS سلط فيهما الضوء علي حياة الجالية الروسية المهاجرة الي امريكا وعلاقتها بالمافيا،يشارك في المسابقة بفيلم WE OWN THE NIGHT الذي يحكي فيه عن صراع الأشقاء في دوائر الجريمة المنظمة في أمريكا.. جوس فان سانت: حصل بفيلمه " أفيال " علي سعفة " كان " الذهبية وحكي فيه عن جريمة قتل كولومباين البشعة المعروفة داخل مدرسة ثانوية في امريكا , ويعود من خلال فيلمه الجديد منتزه بارانويد PARANOID PARK الذي يدخل به مسابقة المهرجان، بدراسة تشريحية تحليلية للشباب من المراهقين في امريكا بوش، في فيلم يذكر برواية " الجريمة والعقاب " للروسي ديستوفيسكي. دافيد فنشر: يشارك أيضا المخرج الامريكي دافيد فنشر في المسابقة الرسمية بفيلمه "زودياك" ZODIAC الذي يحكي فيه عن جريمة قتل غريبة غامضة وقعت عام 1960 في امريكا ولم يكتشف الجاني مرتكب الجريمة ولحد الآن.

مهرجان " كان " يوظف النجوم لخدمة سينما المؤلف

ولاشك ان مجموعة الأفلام الأمريكية المشاركة هذ تمنح الجسم الرئيسي للمهرجان أي مسابقته تميزها وفرادتها، لتعوض عن افلام المسابقة التي كان بعضها ضعيفا ومتواضع القيمة في العام الماضي، وتؤكد بمشاركة مجموعة من الافلام الاخري في مسابقة هذا العام، للصربي أمير كوستوريكا الذي سبق له مرتين الحصول علي جائزة السعفة الذهبية، والروسي ساخاروف، والمجري بيلا طار. تؤكد علي ان ادارة المهرجان تنحاز بقوة وبمناسبة احتفال المهرجان بعيده الستيني، الي السينما الاخري – سينما المؤلف – ذات القيمة الفنية العالية ، فتضعها في صدارة المهرجان الذي يوظف في الحقيقة نجوم هوليوود والسينما الامريكية التجارية في احتفالاته واعياده وتظاهراته في العلن، لكي يعلي في السر يقينا من قيمة الابداع والخلق عبر سينما المؤلف، ويروج لتجارب وحداثة السينما الجديدة، وقدرتها علي مواصلة مشوار التجريب والتطور، وتواصلها دوما مع مشاكل وأزمات عصرنا.

كما يعود الي كان في اطار "تكريم" السينما الامريكية في المهرجان، المخرج الامريكي مايكل مور، الذي سبق له الفوز بسعفة "كان" الذهبية بفيلمه فهرنهايت 11-9، ليعرض خارج المسابقة فيلمه التسجيلي الجديد بعنوان " سيكو " SICKO عن النظام الصحي في امريكا. ويعرض ستيفن سوديربيرغ (سعفة ذهبية بفيلم "جنس وفيديو واكاذيب") خارج المسابقة فيلمه الجديد " اوشان 13، OCEAN 13 وتحضر "كان" ترسانة من نجوم الفيلم، تتربع علي عرش السينما والنجومية في هوليوود والعالم، تضم جورج كلوني وجوليا روبرتس وكاترين زيتا جونز ومات دامون وبراد بيت وآندي جارسيا والعملاق آل باتشينو, فيفرش لهم "كان" سجادته الحمراء وهم يصعدون الي قصر المهرجان الكبير علي البحر، ويجعلنا نصفق معه لتلك السينما الامريكية التي صنعتنا وشكلت وجداننا في "عناقيد الغضب" لجون فورد و"امريكا امريكا" و"رصيف الميناء" لايليا كازان و "القيامة الآن" لكوبولا وغيرهم. كما يعود المخرج الامريكي الكبير آبيل فيريرا الي المهرجان ليعرض خارج المسابقة فيلمه الجديد GO GO TALES من النوع الكوميدي.

ثم يتوج مهرجان "كان" هذه التحية للسينما الامريكية في دورته الستين، بالعودة الي "تراثها السينمائي الرائع، الذي صار ملكا للإنسانية، والتذكير به وباضافاته وانجازاته، ممثلا في شخصية الممثل الامريكي الكبير القدير الراحل هنري فوندا، بطل فيلم "عناقيد الغضب" للامريكي جون فورد و"كان يا ماكان في الغرب" للايطالي سرجيو ليوني و"الرجل الخطأ" للبريطاني هيتشكوك، حيث ينظم المهرجان تظاهرة خاصة لتكريمه، بحضور ابنته الممثلة الكبيرة جين فوندا. كما يعرض في تظاهرة "كلاسيكيات كان"، المخصصة لعرض الافلام التسجيلية عن حياة ومشوار النجوم والمخرجين والممثلين الكبار الذين وضعوا بصمتهم علي صناعة السينما في العالم فيلما بعنوان " براندو " BRANDOيحكي عن عبقرية الاداء عند ذلك الممثل الامريكي من خلال مشواره السينمائي الطويل، الذي جعله ربما أشهر ممثل في تاريخ السينما في العالم.

ويعرض المهرجان ل "حداثة" السينما الامريكية من خلال مشاركة بعض الافلام الامريكية الاولي لمخرجيها في تظاهرة "نظرة ما" علي هامش المسابقة الرسمية ومسابقة "كان" للفيلم القصير ومسابقة "سيني فونداسيون" او مؤسسة السينما المخصصة لافلام طلبة المعاهد والمدارس السينمائية في العالم..وتشكل كل هذه المشاركات "الامريكية" داخل جميع اقسام مهرجان "كان" الستين القادم أكبر دليل في رأينا علي أن تلك الدورة، ربما اريد بها أن تكون في مجمل اعيادها واحتفالاتها وتظاهراتها واقسامها – بالاضافة طبعا الي الافلام الامريكية الاخري المشاركة في تظاهرتي "نصف شهر المخرجين" و"أسبوع النقاد" والتي لم يتم الاعلان عن افلامها وبرنامجها ولحد الآن- تكريما للسينما الامريكية، ماضيها وحاضرها، واعترافا بجميلها وفضلها علي تطور فن السينما في العالم.ولاشك ان فيلم الافتتاح ذاته MY BLUEBERRY NIGHTS علي الرغم من انه من صنع مخرج صيني وونج كار وي من هونج كونج، يؤكد وبقوة علي فكرتنا، لأن احداث الفيلم تقع في امريكا، وهو الفيلم الاول لمخرجه خارح حدود بلده، وتضطلع ببطولته مغنية " جاز " شابة جميلة موهوبة صاعدة هي نورا جونز ( ابنة الموسيقار الهندي الكبير رافي شانكار) تمثل لأول مرة في حياتها، كما انه يحكي عن محاولات فتاة امريكية شابة اكتشاف قيمة لمعني الحب، فتقرر أن تسافر في امريكا بحثا عن حبيب، وتأخذنا معها في رحلتها، وهكذا أرادت إدارة المهرجان،أن تضعنا ومنذ من أول لقطة لأول فيلم في حفل افتتاح المهرجان، في قلب " أرضية " ذلك التكريم " الخفي "، الذي يشكل في اعتقادنا ربما أهم ملمح لمهرجان " كان " في دورته الستين القادمة..

طفرة سينمائية في لبنان

في ما تشارك السينما العربية في المهرجان، ممثلة بالسينما اللبنانية، ضمن مجموعة من الدول، تعرض لسينماتها تظاهرة " كل سينمات العالم "، TOUS LES CINEMAS DU MONDEلتي تقام علي هامش المسابقة الرسمية، تحت خيمة كبيرة علي شاطئ البحر، بالقرب من قصر المهرجان. ويعرض للسينما اللبنانية مجموعة ممن أفلامها الجديدة المتميزة، لدانيال عربيد وجوانا حاجي وخليل جورجي وجان شمعون وغيرهم، التي حصلت علي جوائز من مهرجانات سينمائية دولية، وكشفت عن قدرة السينما اللبنانية الجديدة، علي الرغم من الحرب والدمار والخراب، أن تولد من جديد مثل العنقاء في اللهب. وتعرض تلك التظاهرة أيضا لسينمات كولومبيا وسلوفينيا والهند. كما تحضر السينما العربية من خلال "اسكتشين" لمخرجنا العربي الكبير يوسف شاهين، والمخرج الفلسطيني ايليا سليمان، في إطار الفيلم TO EACH HIS OWN CINEMA الذي أشرف علي أنتاجه جيل جاكوب رئيس المهرجان، لكي يعرض بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده الستين، ويشارك في الفيلم 35 مخرجا من 25 دولة، بفيلم قصير 3 دقائق، يحكي فيه كل مخرج عن علاقته بصالة العرض. كما يشارك المخرج الموريتاني "مخرج " باماكو" عبد الرحمن سيساكو في لجنة تحكيم مسابقة "السعفة الذهبية"، التي يترأسها المخرج البريطاني الكبير ستيفن فرايرز. وقد تعرض في "سوق كان للفيلم" MARCHE DU FILMبعض الافلام العربية الجديدة، مثل فيلم "خيانة شرعية" لخالد أبو النجا، وفيلم "مفيش غير كده" لخالد الحجر، وقد تشارك افلام عربية في تظاهرتي "أسبوع النقاد" و"نصف شهر المخرجين" التي لم يتم الاعلان عن الافلام المشاركة فيهما بعد. ويذكر أن عروض السوق التجارية تكون علي عكس ماينشر في بعض الصحف، تكون بأجر، ولا دخل لإدارة مهرجان "كان" بها ولا توجد علي تلك الافلام التي تعرض في السوق أية رقابة، حيث يستطيع أي منتج او مخرج، ان يعرض فيلمه بشرط أن يدفع فقط في مقابل ذلك ما تطلبه ادارة السوق من أرقام  "فلكية" بالعملة الصعبة، كما يستطيع أيضا أن يستأجر "صالة او سينما في "مدينة كان"، ليعرض فيها، كما فعلت شركة "جود نيوز" في مهرجان العام الماضي, مع فيلمي "حليم" و فيلم "عمارة يعقوبيان" ودفعت الشيء الفلاني كما يقولون، أي كلفها ذلك غاليا. لكنها حققت دعاية متميزة لايستهان بها للفيلم المصري والشركة التي أنتجته بصرف النظر عما اذا كان الفيلم أعجبنا أم لم يعجبنا.