في نصه النقدي المقارن يقارب الباحث المنجز الفكري الاجتماعي لكل من زيميل ودوركايم، ويرى أن ثمة نقاطا مشتركة تجمع في وضعية السوسيولوجيا لديهما، رغم المرجعيات الأبستمولوجية المختلفة التي أسست لكل منهما، كما ويؤكد على أن القضايا التي ناقشاها منذ مائة سنة لا زالت راهنة اليوم.

الوضعية الإبستمولوجية للسوسيولوجيا عند زيميل ودوركايم

Le statut de la sociologie chez Simmel et Durkheim

محمّـد أعـراب

خلال سنوات 1890، نشر Simmel" زيميل" و Durkheim" دوركايم" بكيفية متوازية أعمالهما الأولى في السوسيولوجيا – باعتبارهما رائدين في هذا العلم الناشيء. هذه المقاربة تعالج بطريقة مقارنة تصور كل من "زيميل" و "دوركايم" تجاه السوسوسولوجيا، وتكشف، رغم أنهما ينتميان إلى تقاليد علمية مختلفة، أن لهما عدة نقط التقاء ورؤى مشتركة على عكس ما يعتقد في الغالب. سواء اعتبرت السوسيولوجيا كمبدأ تفسيري تأويلي Principe henristique أو كعلم مستقل قائم بذاته، أو كفلسفة للعلوم الاجتماعية، أو كعلم اجتماعي كسائر العلوم الأخرى، أو أيضا كمجمع أو بنية للعلوم الاجتماعية Les corpus du sciences sociales، فإن القضايا والمشاكل التي تمت مناقشتها منذ مائة سنة خلت، فإنها لا زالت راهنة وقائمة اليوم.

(1) وضعية السسيولوجيا عند زيميل ودوركايم
نشر زيميل ودوركايم، خلال سنوات 1890، المزداد سنة 1858 أعمالهما الأولى في السيسيولوجيا، وظهرا كوجهين بارزين ورائدين في هذا العلم الناشيء على المستوى العالمي، كل واحد منهما بذلك إلى تقليد علمي مغاير، ولكن يريد في الوقت ذاته وبطريقته الخاصة أن يكون هو المؤسس للسسيولوجيا باعتبارها علما جديدا ولهما رغم ذلك، العديد من نقط الالتقاء والمواقف المشتركة على الأقل، ورغم الظروف غير المناسبة، كان بينهما تعاون محدود ما بين 98 – 1897، تلاه فيما بعد تصفية حسابات بينهما سنة 1950 انتهى بإغلاق باب الحوار بينهما /(انقطع الحوار)
. ابتداءا من هذا التاريخ سلكت السوسيولوجيا الفرنسية، والسوسيولوجيا الألمانية مسالك وطنية les voies nationales  والتي لم تحيدا عنها منذ تلك الفترة. وتهدف الدراسة التالية إلى توضيح وتحديد ومناقشة موقفهما من الوضعية الإبستمولوجية للسوسولوجيا عندهما: "زيميل " و"دوركايم".

1 - السوسيولوجيا كتركيب: La sociologie comme synthèse
أول عمل تم نشره من طرف زيميل هو مؤلفه حول الاختلاف الاجتماعي La différenciation sociale سنة 1890، والذي تمت ترجمته جزئيا إلى الفرنسية سنة 1894، إن سمة التردد وعدم الحسم التي ميزت موقف زيميل من الوضعية الابستمولوجية للسوسيولوجيا قد تجلت في العنوان الفرعي الذي وضعه لمؤلفه وهو: "بحوث اجتماعية ونفسية" أو "بحوث سوسيولوجية وسيكولوجية.  Les recherches sociologiques et psychologiques.

يضم هذا المؤلف خمس (5) دراسات سوسيولوجية، مهد لها، بفصل منهجي عنونه كما يلي: "في نظرية المعرفة في العلم الاجتماعي" sur la théorie de la connaissance de la science sociales" والدراسات الخمس، تعالج بكيفية متتابعة ما يلي: " المسؤولية الجماعية la responsabilité collective. " امتداد وانتشار الجماعة وتطور النزعة الفردانية في " المستوى الاجتماعي" le niveau social  التقاء أو تلاقي الدوائر الاجتماعية " "croisement des cercles sociaux" و "الاختلاف ومبدأ اقتصاد الطاقة " " la différenciation et principe de l’économie d’énergie"(1) في الفصل المنهجي الذي مهد به هذا المؤلف، يشكل الخطوة الأولى في تعريفه وتحديده للسوسيولوجيا ! لقد كانت هذه المحاولة الأولى مفاجئة إلا حد ما: حيث تقول: تعتبر السوسيولوجيا علما انتقائيا Eclectique  لأنها تعتمد على مواد هي في مجملها إنتاجات لعلوم أخرى" .أنها تستخدم نتائج البحث التاريخي، والأنتروبولوجيا، والإحصاء، وعلم النفس كمواد أو إنتاجات شبه جاهزة: إنها لا تأخذ كموضوع لها، هذه المواد في طبيعتها الخام والتي تشتغل عليها العلوم الأخرى، ولكن باعتبارها علم، ولكن من درجة ثانية، فإنها تخلق خلاصات وتركيبات تم التوصل إليها في هذه العلوم، في وضعيتها الحالية، فإن السوسيولوجيا لا تقوم سوى بتقديم وجهات نظر جديدة لظواهر ووقائع معروفة .

يبدو من خلال هذه الفقرة، أن السوسيولوجيا بالنسبة لزيميل هي مجرد علم العلوم  une science de sciences  إنها علم ما هو شمولي وكلي la science de l’universel والذي سبق العلوم الجزئية والتي هي العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى. وهي في هذه الوضعية احتلت مكانة الفلسفة قديما، حيث كانت تسمى علم العلوم أو العلوم، فالفلسفة بمفهومها الكلاسيكي كانت تبدأ من حيث تنتهي العلوم الفزيائية والطبيعية. وهكذا تصبح السوسيولوجيا مجرد فلسفة للعلوم الاجتماعية. إنها علم بدون موضوع محدد، إنها بناء نظري خالص، تركيب، أو مجرد منهج في البحث.

رغم محاولاته اللاحقة في تحديد وتعريف السوسيولوجيا كعلم مستقل قائم بذاته، لم يتخلص زيميل من هذه النظرة وهذا الموقف. ففي سنة 1908 وأيضا سنة 1917، سيعرف السوسيولوجيا باعتبارها "منهجا للعلوم أو المعارف الأخرى، إننا نجد في هذا النص الأول لزيميل حول العلم الاجتماعي la science sociale un constat وفي أكثر من نقطة أو مستوى، دليلا وشهادة على العجز، إننا في وضعية هذا العلم الجديد الذي هو السوسيولوجيا لا يمكن لنا أن ننتظر أجوبة مقنعة وشافية ومحددة حول الأسئلة الاساسية للسوسيولوجيا، مثلا: ما هو الفرد؟ ما هو المجتمع؟ إلخ... بل على العكس من ذلك، ينبغي أن نكتفي بتحديد تقريبي من قبل السوسيولوجيا. إن المحاولات الأولى لتعريف السوسيولوجيا، تصادفت وتزامنت مع البحث في المجال أو الميدان الذي تعطيه السوسيولوجيا في البحث. بعد تعريفه السوسيولوجيا كعلم تركيبي. وخلاصة لعلوم أخرى، حاول زيميل أن يحدد مجال البحث بالنسبة لعلم الاجتماع، وكذلك موضوعه، فيما بعد، لكنه لم يتمكن من القيام بهذه المهمة بكل دقة. (ص8)

أثناء عدم حسمه في تعريف السوسيولوجيا، كان زيميل على وعي بصعوبة تحديد " المجتمع" la société  كموضوع لها، لهذا ينبغي في نظره تفكيك هذا الكل " المجتمع" والاهتمام بالأجزاء المكونة له، أي دراسة الأفراد الذين يشكلون المجتمع – ولكنه، لم يذهب إلى حد القول والتأكيد أن المجتمع هو " الواقع" أو " الحقيقة" La société est une  réalité  كما ذهب إلى ذلك دوركايم بالنسبة لزيميل فالمجتمع هو تركيب une synthèce  (موجود عن المستوى النظري العقلي) لمجتمع الأفراد الذين يشكلون الواقع الحقيقي، والفعلي. وهكذا، فإذا كان دوركايم سيدرس الظواهر والأحداث les faits sociaux باعتبارها " أشياء" les choses وخارجة عن وعي الأفراد، فإن زيميل سيجعل من المجتمع كلا وتركيبا لا يوجد إلا في الذهن أو العقل، سيعمل زيميل بدوره، جاهدا على تحليل وتفكيك هذا الكل التركيبي إلى مكوناته، وسيخلص إلى القوى أن " روح المجتمع تكمن في مجموع تفاعلات أعضائه" «  l’ame de la société réside dans la somme du interactions de ses participations (p.13) في حين يهتم دوركايم بالحادثة الاجتماعية أو الظاهرة الاجتماعية باعتبارها " شيئا" و "موضوعا" ثابتا statique موجود في الكل (الذي هو المجتمع"، قبل أن يوجد في أجزاء  هذا الموضوع الذي يفرض من الخارج بالنسبة للفرد. إن زيميل يبحث في العمليات Processus  والصيرورات  الديناميكية التي تجعل من المجتمع مجتمعا، إنه يبحث في كل كائن عن الصيرورة التاريخية التي تحكم وجوده، إنه يدرس المجتمع ليس من وجهة نظر تاريخية فقط، بل من وجهة نظر منطقية logique، من الداخل يكيفية تزامنية synchronique موضحا، صيرورة التشكل الذاتي واليومي للمجتمع éclairant le processus d’auto production quotidienne dans la société  وهذه الصيرورة لا يمكن أن تدرس إلا انطلاقا من التفاعلات المختلفة interactions أو الأفعال المتبادلة actions réciproques.

في هذا التعريف، نكون قد اقتربنا من الحادث الاجتماعي le fait social بلغة دوركايم، مع بعض الاختلافات  إن التفاعلات التي تأخذ شكلا موضوعيا، خارجيا، والتي تصبح نتاجا للإنسان، وتتسم بالاستمرارية، تقودنا مباشرة  إلى الظواهر الاجتماعية، والتي حسب دوركهايم " تكمن في كيفيات وطرق الفعل  "consistent en des manière d’agir، والتفكير، والإحساس، والتي هي خارجة عن الفرد، حيث تفرض عليه(2).

سيصبح دوركهايم أكثر قربا إلى زيميل، وذلك عندما سيوضح أن ما يميز المجتمع عن باقي مجموع أفراده هو ظاهرة التشارك " أو المشاركة".

 L’association en vertu de la principe , la société n’est pas une somme d’individus, mais le système formé par leur association représente une réalité spécifique qui a ses caractères propres (3)  إنه يستعمل هذا المصطلح، في معناه الحيوي، والدينامي.

 انطلاقا من هذا المبدأ، فالمجتمع ليس هو مجموع الأفراد ولكن النسق الذي ينتج عن تجمعهم وتشاركهم association يمثل واقعا خاصا له خصائصه المميزة له".إن ما يقصد هنا بمفهوم التشارك أو التجمع association لا يختلف دوركهايم في شيء عما يقصده زيميل عند استخدامه لمفهوم " التفاعل" L’interaction.  فعندما ترجم دوركهايم  سنة 1897 مقالة زيميل: كيف لا تتماسك الأشكال الاجتماعية" comment les formes sociales se maintiennent ? »  فقد اختار بالمناسبة مفهوم التشارك association لقد كانت في هذه المرحلة، حدود وافكار كل من دوركهايم وزيميل متقاربة جدا، حول " خصوصية الاجتماعي" " و" المجتمع" une spécifite du social  فكلاهما كان يرى أن المجتمع، هو أكثر من مجرد مجموع أعضاءه وأفراده، وأن هناك خصوصية المجتمع، une spécifite du social  والتي تكمن في كون أعضاء الجسد الاجدتماعي " يتشاركون"  s’associentويدخلون في " تفاعلات" interaction.

فكلاهما يرى أن ظواهر هذا التشارك association تنتج وقائع اجتماعية، والتي ينبغي للأفراد أن يخضعوا لها. ولكن لكل واحد منهما، مقارنته الخاصة، فزيميل ييفحص أشكال التفاعل ين الأفراد، ونشأته، وتكون هذه التشكلات التي تكون النسيج الاجتماعي والتي تفرض على الأفراد والطريقة أو الكيفية التي تتماسك بها الأشكال والصور الاجتماعية Les formes sociales  (4).

 في حين دوركهايم اهتم بالبحث (على الأقل في المرحلة الأولى  من إنتاجه) في الأحداث الاجتماعية les faits sociaux، المكونة أو المشكلة constitués  في استقلالية عن نشأتها وكيفية تكونها leur génêse والتي تصبح عبارة عن أشياء des choses" " ليست عبارة أو مصطلح " الشيء "chose هو ما يميز سوسيولوجية دوركهايم عن وميله زيميل، نظرا لكون " فلسفة النقود " philosophie de l’argent لزميل ـ تبين كيف أن العلاقات الاجتماعية تصبح بدورها "شيئا"، بمعنى أنها تتشيئ " se chosifient وذلك بواسطة " الوسطاء" les intermédiaires  (الموظفون، اليروقراطية) المكلفون بتدبير العلاقات بين الأشخاص (جمع الضرائب مثلا). إن زيميل يمثل أهمية المنهج التكويني méthode génétique، في حين تكمن أهمية دوركهايم في الفحص العلمي لنتيجة هذا التشيء للحوادث الاجتماعية.

بالنسبة لدوركهايم، إن تقسيم العمل له طابع أخلافي، لأنه يسمح بالوعي بالتضامن الاجتماعي، أما زيميل، فإن الاختلاف الاجتماعي la différenciation sociale والتي كان لها أيضا طابعا أخلاقيا، تقود أكثر فأكثر إلى تصحيح العلاقات الاجتماعية وتأخذ بفعل ذلك خاصية مأساوية Tragique.لكن فيما بعد، هذه الأفكار المتقاربة بين دوركهايم وزيميل  ستنحو منحى آخر، وستتباعد، نتيجة للتطورات التي ستعرفها إنتاجاتهم الفكرية اللاحقة.

(2) السوسيولوجيا كعلم مستقل: La sociologie comme science autonomie
يتضمن الفصل الذي خصصه زيميل "لنظرية المعرفة في العلم الاجتماعي
la science sociale , la différenciation sociale، في مؤلفه " حول الاختلاف الاجتماعي " يتضمن مفارقة أساسية وهي: في البداية عرف السوسيولوجيا كعلم انتقائي éclectique يجمع نتائج العلوم الأخرى، وهو كتركيب للمعارف، نجد زيميل، ينطلق مجددا، محاولا تقديم تعريف آخر للسوسيولوجيا، من خلال محاولته تعريف المجتمع، والبحث عن موضوع لعلم الاجتماع، في هذه المقالة سنة 1894 حول "مشكلة السوسيولوجيا" والذي يظهر بشكل متقارب في كل من ألمانيا وفرنسا في مجلة الميتافيزقا والأخلاق، سيستخلص زيميل هذه المفارقة وسيتخلص من تصور السابق حول السوسيولوجيا، باعتبارها مجرد منهج خالص لكي يقترح تعريفا جديدا، وهو السوسويولجيا بصفتها علما خاصا ومستقلا له موضوعه الخاص به.

ويبدأ زيميل بتبيان أهمية المظاهر الاجتماعية والجماعية في العمليات والصيرورات التاريخية، ويلاحظ أن التفسيرات السوسيولوجية تسود كل العلوم الإنسانية، فعلم الإنسان أصبح علم المجتمع الإنساني(5)  la science de l'homme est devenue science de la société humaine.  ولكنه يضيف " إذا كان اتجاه هذه المعرفة أكثر عمومية، وينتشر في ميادين متعددة، يمكن له أن يتحول إلى مبدأ ضابط بالنسبة لكل المعارف، ولكنه لن يستطيع تأسيس علم خاص مستقل وسط هذه المعارف والعلوم، له موقع متميز وخاص به.

إذا كان ينبغي للسيوسيولوجيا، فعليا وكما يطلب منها أن تعانق مجموع الصيرورات والعمليات التي تجري في المجتمع وأن تعمل على إرجاع ما هو فردي إلى ما هو اجتماعي، فهي لن تغدو أن تكون اسما شاملا لكل العلوم والمعارف العقلية les sciences de l'esprit، وهكذا ستفتح البابا على مصرعيه للتعميمات والتجريدات المرتبطة بالفلسفة " ص 41. إذن زيميل يتراجع هنا بشكل واضح عن تصوره للسوسيولوجيا كعلم انتقائي تركيبي. ولن تصبح سوى اسما شاملا وعاما يطلق على مجموع العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبهذا المعنى ستصبح السوسيولوجيا مجرد فلسفة للعلوم الاجتماعية، وستفقد وضعيتها كعلم statut de sciences، فتصبح مجرد منهج للتفكير والمعرفة، ومبدأ للتأويل  principe heuristique والذي يمكن أن يشمل جميع ميادين المعرفة دون أن يشكل له موضوعا خاصا به، ولكن السوسيولوجيا لا تريد أن تكون فقط مبدأ للتأويل، بل علما قائما بداته.

كيف يمكن إذن للسوسيولوجيا، أن تكون علما، وما هو موضوعها؟ اكتشف زيميل في إحدى نصوصه سنة 1890 مفهوم " التفاعل" L'interraction الذي يحدث في المجتمع، وفي سنة 1894 أدخل زيميل مفهوم آخر وهو شكل أو صورة التنشئة  " forme de socialisation " وحدد للسوسيولوجيا مهمة أساسية، هي عزل الصور أو formes الأشكال عن محتوياتها Contenues (6)."بما أن علم النفس، أصبح عندما ميز بين ما هو نفسي خالص والمواد الأخرى الموضوعية objectives، فإن السوسيولوجيا  بدورها لا ينبغي لها أن تدرس سوى ما هو اجتماعي، بصفة خاصة، الصورة أو صور التنشئة socialisation باعتبارها تجريدا للمصالح intérêt والمحتويات التي تتحقق بواسطته وعن طريق التنشئة"(7).

نلاحظ الآن أن زيميل تخلى عن المفهوم الضيق للسوسيولوجيا الذي كان لديه سنة 1890 ليؤكد أن المجتمع يوحد في كل تفاعل بين الأفراد. Pourtant ou il y a interaction des individus  سواء أنتج عن هذا التفاعل أثر ملموس موضوعي أم لا، لكي تنتهي في نهاية المطاف، السوسيولوجيا عند زيميل دراسة الإبداعات الفكرية حقا، ولكن الإبداعات الفكرية العيانية  concrêtes  والموضوعية. des créations, intellectuelle certes mon concrêtes objectives  الناجمة عن تفاعل الناس l'association des hommes  واجتماعية، وهكذا أصبح موضوع السوسيولوجيا عنده أكثر تجريدا (صور التنشئة والتفاعل) la forme de la socialisation ويحدد لعالم الاجتماع المهمة الأكثر دقة وهي التجريد العلمي وهناك يسقط زيميل مرة أخرى في المفارقة:  في اللحظة التي كان يحاول تخليص السوسيولوجيا من أحضان الفلسفة، وأن يحررها من أسرها، وأن يؤسسها كعلم يقدم تعريفا للسوسيولوجيا، ويحدد مهمة لعالم الاجتماع، وهي المهمة التي لا يمكن أن تقوم بها سوى الفيلسوف، إن مفهوم الصورة أو الشكل la forme الذي وضعه واستخدمه زيميل هنا، والذي سيستعمله  لاحقا، حتى أصبح مميزا لسوسولوجيته التي أصبحت تعرف بـ"السوسولوجية الصورية. sociologie forme une formelle(8) والذي يحيل في أول الأمر على كل ما يسمح باعتبار ما هو مشترك بالنسبة للمجتمعات المختلفة، وأنواع مختلفة من تنشئة الأفراد، أنواع مختلفة من اجتماع وتجمع الأفراد association   حيث يرى أن أشكال وصور متعددة من التنشئة تتكرر بالنسبة لأنواع متعددة من المحتويات  les contenues، حيث يجد عند جماعات اجتماعية صور متطابقة identiques تتعلق يالسيطرة والخضوع، وتقسيم العمل، والتراتبات وتكوين الأحزاب، ولكن مشاكل كثيرة تطرح على الأقل: ولكن، هل يمكن اعتبار هذه الصور عن محتوياتها عملا ومنهجا علميا صرفا ؟ هل من باب العلمية أن نعزل صورة التنظيم عن المحتويات الاجتماعية التي تشكلها ؟ كيف يمكن دراسة الصور دون دراسة المحتويات ؟

هل هذا هو التجريد العلمي الذي يتحدث عنه زيميل، وهو يكمن  أساسا في الفصل بين الصور والمحتويات ؟ وهل الاهتمام ودراسة الصور les fromes هو الأساس والدعامة لقيام علم للمجتمع ؟ وكيف يتحدد هذا العلم الاجتماعي الذي يجعل من التجريد العلمي ودراسة الصور أو الأشكال مهمته الأساسية. إن زيميل، نفسه يعجز عن تقديم أجوبة كافية ومقنعة عن هاته الأسئلة ؟ ويبدو عجزه هذا بصفة جلية عند حديثه بصدد المنهج الذي يمكن اعتماده في دراسة هذه الصور وفي السوسيولوجيا الصورية عامة، إنه يتحدث تارة عن منهج الحدس أو منهج حدسي. هل يمكن للسوسولوجيا أن تكتفي بالحدس  أو الحدوس كمنهج ؟ أو تنحصر مهمتها في تقديم دراسات وصفية des descriptions ؟ أو أليست مهمة السوسويولوجيا هي " بناء عالم اجتماعي "؟ أو بعبارة أخرى، ألست مهمة السيوسولوجيا هي بناء نظرية حول الواقع الاجتماعي الذي يلاحظه عالم الاجتماع ؟ هذا البناء والنظري الذي من الممكن أن يتنوع ويختلف حسب منهج الباحث أو العالم؟

 

أستاذ باحث في علم  الاجتماع، المدرسة العليا للتكنولوجيا  جامعة مولاي إسماعيل – مكناس

 

BIBLIOGRAPHIE

1896 – " Comment les formes sociales se maintienent", l'Année sociologique, I, 1896 – 97. Réédité dans Sociologie et épistémologie.

1914 – Mélanges de philosophie relativiste. Contribution à la culture philosophique, Paris, Alcan.

1981 -  Sociologie et épistémologie, avec une introduction de Julien Freund , Paris , Presses Universitaires de France.

1984 – Les problèmes de la philosophie de l'histoire, traduction et introduction de Raymond Boudon, Paris, Presses Universitaires de France.

1893 – De la division du travail social. Paris , Presses Universitaires de France, 1978.

1895 – Les règles de la méthode sociologique, Paris, Presses Universitaires de France , 1983.

1897 – Le suicide , Paris. Préface rééditée dans Textes, Paris, Ed. de Minuit, 1975.

1898 – " Représentations individuelles et représentations collectives", Revue de métaphysique et de morale ,6ème année, pp. 273 – 302.

1900 – " La sociologie et son domaine scientifique" dans Textes,1.

1903 – " Sociologie et sciences sociales" (en collaboration avec Paul Fauconnet) dans Textes,1.

1912 – Les formes élémentaires de la vie religieuse, Paris, Alcan, réédition Paris, Presses Universitaires de France, 1979.

Aron (Raymonf), 1935. – La sociologie allemande contemporaine, Paris, réédition , Paris, Presses Universitaires de France, 1981.

Boudon (Philippe), 1984 – " Introduction" à Georg Simmel, les problèmes de la philosophie de l'histoire, Paris, Presses Universitaires de France.

Bouglé (Célestin), 1896. – Les sciences sociales en Allemagne. Paris.

Filloux(Jean – Claude), 1977 , -  Durkheim et le socialisme , Paris – Genève, Droz.

Freund (Juliep), 1981. – " Introduction " à George Simmel; sociologie et épistémologie, Paris, Presses Universitaires de France.

 

هوامش:

  (1)- un résumé en 15 pages de ce livre à été traduit en 1894 dans la revue internationale de sociologie et  est reproduit dans  George Simmel , sociologie et épistémologie , oo. 207 – 222.

(2)  Emile durkheim , les Règles de la méthode sociologie , p. 5.

(3)  - Ibid , pp. 102 - 103

(4)  - Simmel , sociologie et  épistémologie  , p. 175.

(5)  - Simmel " Des Problèmes des sociologies 1894  reproduit dans des individuelle GESETZ 1968 , p. 14 Tradi française , le problème de sociologie et émestimologire , p.163

 (6) Le problème de la sociologie , Op.cité , p. 43; traduction , p. 165.

(7)  - Simel " comment les formes sociales se manifestent: dans la sociologie et épistémologie , pp. 171 – 172.

(8)  Nous reprenons la traduction que donne Julien Fraud de formule sociologie dans son introduction  , sociologie et épistémologie , p. 19.