1-
ظلّ الطائر يعبر الزقاق مترنماً،
ترى
بماذا يفكّر القط المتربّص ؟.
2-
في بيتنا
- الريفيّ ربما-
أشجارٌ جمّةٌ
وما من طائر..
مُذ شجرة الكرز الوحيدة تيبّستْ.
3-
قُبيلَ الفجرِ بتغريدةٍ
رأيتُ الطائرَ يتسلل
إلى العشّ المجاور لعشّه.
4-
ناديتُ الفراشة الثملة
أنْ تكفّ عن الرحيق،
ريثما تستردّ أجنحتها
عادة الزقزقة.
5-
أنها تمطر في الربيع..
السماء الحنونة.
6-
سأظلّ يقظاً
- وكذلك العصافير-
طالما تجدّد ألوانها الحديقة.
7-
العصافير في الصباح
ليستْ ذاتها
العصافير في المساء..
ثمّة أغصانٌ تتألم
من شدّة الهجران.
8-
الغصن ذاته
شديد الإزهار
هذه السنة أيضاً،
الغصن
الذي
لمستهِ بإصبعكِ.
9-
الرسائل التي كتبناها
- في حبّ سابق-
على رمل الشاطئ..
تتلوها النوارس
لمياه البحار البعيدة.
10-
الرماد كان طائراً
لذا نشتمّ رائحة الشواء
بُعيدَ كلّ حريقٍ ينشب.
11-
مرةً أُخرى
أتنفّسُ عبيركِ
وأكتفي من بين أزاهير الحقل
بزهرة قميصكِ الإصطناعيّة.
12-
في البيتِ
عدد كبير من التغريدات
وما من طائر..
المرأةُ في البيت المقابل
للتوّ
وضعتْ مولودها.
13-
هدوءٌ خفيفٌ يُجفّفُ أغصانهُ
تحتَ جناحِ القمر الربيعيّ المُزهر،
أنينُ "مندولين" بعيدٍ
حنونٌ كنيزك..
الأشجارُ الصامتةُ
شبيهاتِ المرأةِ الخرساء،
والغزلانُ العاشقةُ أيضاً،
في براري العزلة وحدها
يشتدُّ عزم الرُماة.
(*): شاعر سوري.