هايكو الشاعر السوري أقرب الى كائنات تعودت التحليق حرة بعيدة عن قيود الآسر، ولأنها كذلك نراها في هذه المقاطع تقربنا من حالاتها وصور وجودها، بل يصبغ عليها الشاعر جزءا من معارضات نقابل الإنسان والطبيعة إلا أنها تظل متفردة لأنها أشبه بالهايكو لا نجد له تعريفا مناسبا..

هايكو

عماد الدين موسى

1-

ظلّ الطائر يعبر الزقاق مترنماً،

ترى

بماذا يفكّر القط المتربّص ؟.

 

2-

في بيتنا

- الريفيّ ربما-

أشجارٌ جمّةٌ

وما من طائر..

مُذ شجرة الكرز الوحيدة تيبّستْ.

 

3-

قُبيلَ الفجرِ بتغريدةٍ

رأيتُ الطائرَ يتسلل

إلى العشّ المجاور لعشّه.

 

4-

ناديتُ الفراشة الثملة

أنْ تكفّ عن الرحيق،

ريثما تستردّ أجنحتها

عادة الزقزقة.

 

5-

أنها تمطر في الربيع..

السماء الحنونة.

 

6-

سأظلّ يقظاً

- وكذلك العصافير-

طالما تجدّد ألوانها الحديقة.

 

7-

العصافير في الصباح

ليستْ ذاتها

العصافير في المساء..

ثمّة أغصانٌ تتألم

من شدّة الهجران.

 

8-

الغصن ذاته

شديد الإزهار

هذه السنة أيضاً،

الغصن

الذي

لمستهِ بإصبعكِ.

 

9-

الرسائل التي كتبناها

- في حبّ سابق-

على رمل الشاطئ..

تتلوها النوارس

لمياه البحار البعيدة.

 

10-

الرماد كان طائراً

لذا نشتمّ رائحة الشواء

بُعيدَ كلّ حريقٍ ينشب.

 

11-

مرةً أُخرى

أتنفّسُ عبيركِ

وأكتفي من بين أزاهير الحقل

بزهرة قميصكِ الإصطناعيّة.

 

12-

في البيتِ

عدد كبير من التغريدات

وما من طائر..

 

المرأةُ في البيت المقابل

للتوّ

وضعتْ مولودها.

 

13-

هدوءٌ خفيفٌ يُجفّفُ أغصانهُ

تحتَ جناحِ القمر الربيعيّ المُزهر،

 

أنينُ "مندولين" بعيدٍ

حنونٌ كنيزك..

 

الأشجارُ الصامتةُ

شبيهاتِ المرأةِ الخرساء،

والغزلانُ العاشقةُ أيضاً،

 

في براري العزلة وحدها

يشتدُّ عزم الرُماة.

 

(*): شاعر سوري.