هوامش أولى
وجهكِ مرآةٌ
وأنا حزين.
(2)
تُعذبني الريحُ
حينَ تمرّ بي
قبل أنْ تمر بكِ.
(3)
حياتي..
زورقٌ مثقوب.
(4)
وطني قطارٌ
ملّ من السـفر.
(5)
حنيني..
وقع خطى الفجر
على زجاج نافذتكِ.
oo
كل شيءٍ في وقتهِ حصرمٌ
لا أريدُ غيوماً في الشتاءِ
و لا أزهاراً للربيعِ.
في شباط
أصومُ عن الحبّ...
و في الخريف
لا شيء سوى السعادةِ.
لا أنظر الى السماء
طالما أنامُ و الغيوم
في سرير النهارِ.
يقتلني: الوحدة و التكرار و المللُ...
و ها سِــرّي
-اقطفيهِ -
في غيرِ أوانهِ:
"كلُّ شيءٍ في وقتهِ حصرمٌ ".
فتحتْ أبوابها السماءُ
و الأرضُ لبستْ
كلّ زينتها.
لأجلكِ المشاةُ تماثيلٌ
و الإشارة حمراءَ.. حمراءَ.
"الملكةُ بشعرها المضيء حتى المصابيح ِ"
أنتِ
و في انتظاركِ
تزدحم الغيوم.
oo
قُبَلُ القطارات
في الطريق إلى إستنبول
-تهتفُ صديقتي التي أعرفها منذ قليلٍ-:
"الحبُ قطارٌ بعرباتٍ كثيرةٍ
و مزدحمٌ بنا".
"في الحبّ ثمّة أطفالنا
يضجُّ بهم القطارات".
- تقولُ بعد نَفَسٍ عميقٍ كقبلة أخذتْ عنوةً-:
"القطاراتُ بيوتنا
و خيط أرواحنا معلّقٌ بصفير القطارات".
-تقولُ إذ تزيل غيمةً عن جبينها- :
"قُبَلُ القطارات أشدُّ ألماً و أكثر بقاءاً...
وإن مضى الحبّ أو المحبّون
يظلُّ القطار في المحطة مهجوراً كذكرى قبلةٍ ".
-أجيبها إثر موجة هستيريا-:
"الحبُّ إلهٌ ... يعبرنا على هيئة قطار".
oo
كطائرينِ ودودينِ
في الحديقةِ تفاصيلنا
رائحة ثيابكِ
شعركِ الموجيّ
بقايا صوتكِ
صمتكِ ...
و عيني التي في صلاة الإصغاء.
بين أصابعي ثمّة أشياؤكِ الأخرى
كندىً
لا يزولُ.
في الحديقةِ
على مرأى الأفق ِ
تحت قوس الغيوم ِ
تماماً
كطائرين ودودين ِ
تشابكتْ نظراتنا.
oo
حبُّكِ على الأبواب
كزائرٍ لا يُمَلّ
كلما ذهبت الريحُ في اتجاهكِ
كلما تاهت الحمامة ُ بلا سببكْ
كلما الشقائق أصغتْ لنومكِ
كلما النسيمُ ...
كلما
كلما ...
حبُّكِ الغابر على الأبوابِ
كزائرٍ
يصغي – خلسة ً - إلى حنينه .
كلما نأتْ الوجوه التي ألفناها
كلما ضاقتْ السبلُ
كلما
مطرٌ هو الحبّ ...
حبّكِ
الذي
في الصيف بردٌ
وفي البرد أشدُّ من الحبّ .
كلما ذبلتْ حياتنا
كلما تذكّرَ المغني
كلما
كلما
الحبّ عربة ٌ يجرها حصانٌ ...
لأنكِ ... لأنكِ .
كلما الجهات غروبٌ
كلما الشرودُ على الأبوابِ
كلما النوافذ مشلولة ٌ
كلما
الحبّ يعوي في العراء
خلفكِ .
(2)
مثلما يصغي
مثلما يحلم
مثلما يمضي
مثلما ينشدُ ما نسي من طفولة
مثلما ...
أشياء غامضةٌ
تحسسها
وهو ينظر في جهةٍ ما
يجهلها .
مثلما طلقة طائشة
مثلما أخطأت الهدف
مثلما ...
الحبّ
الذي
من
طرفِكْ .
(3)
من يدرك أخطاءنا
من يتركنا دون ذكرى
من ينظرُ في المرآة
من يموت من شدّة النظر .
(4)
يا أبي
الوجوه التي ألفناها ، نهجرها
والبيوت التي هجرناها ، تركنا ـ في ثناياها - وجوهنا
حتى الخيط الذي يربطنا
إلى كوّة الماضي
نسيناهُ كعدوّ .
من يقطف الحزن
من يصوّب أغنية
من يمتحن الألم،
يا أبي
السياج لا تحمي البيوت ،
وحدها القطط تدرك ذلك .
الثلج ُ ...
من يعطي الثلج كل هذا الدفء
،
الربيع يخون ُ أزهار الخريف / على مرأى الشتاء
والصيف ينامُ مرتعباً مثل خلدٍ ذو أجنحة لا تُعَدُّ .
يا أبي
سنمضي
- كما أتينا –
إلى بلادٍ لا تسمّى
ونترك الوجوه الوسنة
كما تركنا طفولتنا
قرب نهر يرجم القوارب ،
و الحياة التي صادفتنا عند مفترق
لن نتذكّرها أبداً .
oo
عاشق بسيط
-أذكر الحجر الأول
الذي تعثرتُ بـه
حيث كان الحب.
- عاشق ٌ ..
بشمسي ونجومي
أدفع العتمة عن دربي .
كلما صادفتُ بئراً
أضاءني المـاء
كلما رأيتُ عشباً
سقطتْ نجمة ٌ
من فضاء عيني .
- بسيط ٌ ...
و لأنني كذلك
أظلُّ دريئة ً للشبهات
و الخطأ لا يصوّب رصاصته
إلا فـي اتجاهي .
oo
القبطان.. إذ يتوارى
ها أنا ذا
-مرتدياً الضباب معطفاً -
أهبطُ الوادي
كما لو صخرة تفلتُ من يد الريحِ...
أيتها الأسماك/ السنونوات
أيتها الأعشاب اللامرئيّة
مثل أيامنا
إليّ
إليّ بالبحر
بجسدِ بحيرةٍ
ضاقتْ ذرعاً بمياهها.
أنا النقشبنديّ
الذي
أودعَ الكفنَ، خزانة الحياة.
كما لو نجمة
كما لو وردة
كما لو قبلة من شفاهٍ
لم تلثم بعد.
أهبطُ الوادي
قبّرة.. قبرة
و أقود غيومي الشريدة،
تاركاً القمر
يمارس النسيان
بعد مرورِ كائناتي به.
ها أنا ذا
أتوارى خلفَ معطفي
الضبابيّ ربما...
أيتها الأمواجُ العاليةُ
يا العاليةُ
حتى أقاصي حنينها
بهدوءٍ.. بهدوءٍ
السفينةُ الهزيلةُ
أنا،
ما أنْ تهب نسمة حبٍّ
حتى أقعُ.
oo
ثمارك ِ
-كمنْ يتهيّأ لدخولِ الحديقة
تماماً
كلص ٍ يتقن ُ اللعبة
أخطف ُ ثمارك ِ .
-بيدينِ من عشب ٍ أو ندى
وعيني قنـّاصٍ حاذقٍ
ألتقط الثمرة الأشهى .
-عبرَ أسرار الحديقة
أمرُّ ..
كطائر ٍ ينظرُ إلى الطريدة ِ
أبصرُ ..
و إذ أرنو إليك ِ
تنمو في فمي / وعلى شفتيّ
ـ أشجاراً ـ
ثمــارُك ِ .
oo
نَدَم
اليدُ التي
لا تجيد الرسائل
سأقتطعها من جذرها ...
اليدُ التي
لا تجيد الرسائل
سأبعثها إليكِ
كي تعضي أصابعها .
oo
(.....)
الفتاة التي تعرجُ في الحبّ
الفتاة ُ التي تعرج ُ في
الفتاة ُ التي تعرج ُ
الفتاة ُ التي
الفتاة ُ ...
oo
فصول أخرى للسنة
- فصل الإنتظار:
كما لو أنّي معكِ
تماماً
في طريق الحلمِ
إلى البعيد أنظر .
- فصل البرد:
تحت شجرة الغياب
الأغصان لصق جبيني ؛
يدي في جيبي
و أسناني تصطكُّ
بسبب ِ حبّكِ .
- فصل القلق:
"على قلق ٍ"
الحارسُ ينتظر مجيئكِ
لئلا تذبل الحديقة
دفعة
واحدة .
- فصل الخوف:
القمر الخائف .
كلانا
و المساء المغنّي
نرمي حصى إلى الماء
كلٌّ بما ملكتْ يداه
من حصىً
.........
نرمي إلى الماء
حصىً
إلا أنا
لا حصى لديّ .
- فصل أخير:
لا ماءَ بدونكِ
ـ تقولُ الزهرةُ / أسفل الحديقة ـ .
لا هواءَ بدونكِ
ـ يقولُ الطائرُ / الذي في الأعلى ـ .
لا نارَ بدونكِ
ـ أقولُ ...
oo
لا تذهب الحديقة باكراً
في الفجر
لا عصافير
إنما صوت عصافير بعيدة،
لا غناء
إنما بروفا
فقط بروفا.
في الفجر
العشب نائماً
لا يزال
والورد مغمض اللون
ـ بنيّ .. لا تذهب الحديقة باكراً
ـ ولِمَ أبي
ـ الحديقة فجراً
كمن خرجتْ إلى الحبّ
بينما نسيتْ قلبها.
- سيرة العنب:
في طرفِ
الحقلِ
ثمَّةَ ازدحام شديد؛
الحجل
الأرنب
الحساسين
النحل
الأنا
الأنت
الكلّ.
ـ ماذا هناكَ أبي
ـ كرومٌ بنيّ
ـ كرومٌ
ـ أجلْ.
- الموت:
ـ الديكُ بنى كوخاً جديداً
ـ ولِمَ أبي
ـ يُقبِّلُ كلّ يومٍ دجاجته
ـ لِمَ
ـ لا ينام
ـ لِمَ
ـ الذي فجأةً
تذكّر حياته
ـ ما به؟
ـ ربّما..
ربّما..
الموتُ بنيّ؟.
oo
قمصان الصيف الزائل
- لم يعد ممكناً قتل العصافير
لم يعد ممكناً قنص الحجل
البلاد التي كطفلٍ على أطراف النهر الهادر
البلاد التي
لم تعد ممكنة.
- ليست الأشجار
لا
ليست الأحجار
لا
ليست الريييييييييييييييييح
- ما سأقوله-
ولا العاصفة.
- كم من الفراشات
كم من الشهداء
كم من القصائد،
ما ذهب ذهب
وما سيأتي
ربما
ربما لن يأتي...
اتركوا لنا الهواء
لأجل الرئتين البريئتين
لأجل الصراااااااااااخ.
- لا يكفي ما سأقوله
لا يكفي ما ستقوله
ولن يكفي ما سنقوله،
الكلام مجرد فعل ما لن نفعله
ولا يكفي لفعل أي فعل.
- بينما
رأيتك تحمل عصفوراً
لأنك تحلم بالربيع،
بينما رأيتك تحمل قفصاً
لأنك تحلم بالحرية،
بينما رأيتك
تضع القفص
على جناح العصفور...
بينما رأيتك
يا العصفور
يا العصفور.
- ريثما أحبك
العصافير تتعلم عادة الطيران،
ريثما أحبك
الفراشات لن تموت،
أن أنظر صوبك
أن أقول ما سأقوله / لأنك،
أن أتمدد تحت شمس الظهيرة
أن أرنو إلى البحر
أن أزول
أن أعود من صيد الحيتان
أن أشتعل كما لو عود ثقاب
في بيدرك.
- لن أرتديها هذه السنة أيضاً
لن ألمسها
طالما أنادي على غيابك
بأعلى صوتي...
القميص ذو الكم
ذو النصف كم
ذو الأكمام
قمصان الصيف الزائل
لن أرتديها أبداً
سأضعها كزجاجة عطر
أمام أنفاسك.
- لا ينبغي أن أشرد لموسيقاك
لا ينبغي أن أسترد ما فقدته
لا ينبغي
العمل على شيء
كـ لا عمل
من أجل العمل،
البيادر تجعل أيامنا
ماضية إلى الهباء
وأما العصافير الذاهبة إلى الحقل
من تلقاء نفسها..
فمن أجل أغنية
لهذا
الصيف
الزائل.
oo
لا يزالُ الليلُ نائماً في ثيابكِ
- سبعة أيام في غيابكِ...
سبعة أيام
بأشجارها
وأغصانها
وعصافيرها،وعصافيرها،
سبعة أيام من لحم ودم،
كأنها
كأنها
لم تكن مجرّد سبعة أيام.
"
oo
شاعر من سوريا، رئيس تحرير مجلة أبابيل الشعرية