يتلمس الشاعر المغربي في هذه القصيدة الخاصة بعضا من سماء هوية "هلامية"، لكينونة مسكونة بوجعها الخاص وهي صورة مصغرة لذات شاعر يسكن عزلته وقلقه ويحاول قدر الإمكان أن يرسم كما يكتب، لوحة شعرية قصيرة لما يسمها ب"هوية".

هُوِيةٌ

فتح الله بوعزة

اَلْفتى الْغامضُ جدًّا

ذو اللِّسانِ المالِحِ جدًا

و الْعَينَيْنِ المائلتينِ إلى

ضوضاءِ الْفَراشاتِ

في آخرِ الشَّارِعِ

نَسيَ الليلَ في جيْبِهِ

نَسيَ الحُلْمَ في كَفِّي

و الشارعَ في حَشْوِ الجثَّةِ!

***

الشَّامَاتُ الْخَمْسُ انْطَفأتْ

لمْ يَبْقَ منَ الشَّفَتَيْنِ سوى ماءٍ نَزْرٍ

يَتَهَجَّى مَساربَهُ بينَ الشَّهقةِ و المنْفى

النَّايُ ذو الْعَيْنَيْنِ الْغائِرَتَيْنِ

تَمدّدَ خَلْفَ بَياتِ الخُيولِ

وَ كَيْدِ اللَّواتِي وَهَبْنَ الْعَذارَى

نصفَ اللُّهَاثِ

وَ نِصْفَ الْبُكَاءِ

و باقي اللَّظَى!

***

الكمنجاتُ أعجازُ رُكبانٍ

بعثرَ الشَّوقُ أشياءَهُمْ

و معابرَ دخَّانِهِمْ

***

الشتاءُ

على جانِبِي

محْضُ وشْمٍ قديمٍ

أخْلَفَ رغوتَهُ

 

يا إِلَهِي هذا لَيْسَ أَنا!

 

شاعر من المغرب