تقدم (الكلمة) في هذا الملف القصير شيئا من الجدل الدائر في العراق عن دور المثقف في مواجهة الطغيان من ناحية، وفي مواجهة احتلال وطنه وصعود نجم الطائفية المقيتة التي تمزق العراق بعد التخلص من الطاغية من ناحية أخرى. وتطرح الكثير من إشكاليات تعامل المثقف مع المحتل ومع الحلول الطائفية معا.

ثقافة العنف في العراق وآثارها المدمرة (ملف العدد)

عن موقف المثقف والكاتب العراقي من الطغيان ومن الاحتلال والطائفية

سلام إبراهيم

أثار د. نجم عبد الله في مقالته الأخيرة الطويلة "العنف غريزةٌ أم ممارسة أم ثقافةً؟ قراءةٌ في كتابِ «ثقافةُ العنفِ في العراق» لسلام عبود" ، المنشورة في العدد 80 من مجلة "الكلمة" الالكترونية، كانون الأول 2013، موضوع طغت عليه أحداث العراق بعد الاحتلال، فهو يدافع عن نظام الطاغية ومن كتب لأدب حروبه التي أدت إلى خراب العراق واحتلاله وصعود نجم الطوائف وثقافتها التي قضت أو تكاد تقضي على السلام الاجتماعي بعرض وجهات نظره من زاوية تبدو حيادية لكنها بالمعنى العميق تدافع عمن تسبب بكل هذا الخراب.

الأسباب والدوافع معروفة، لا أريد الخوض بها ولا التعريض الشخصي به لكن هنا رد وشهادة ثلاثة من الروائيين العراقيين الذين تشردوا في المنافي بسبب سياسة الدكتاتور، الأول رد مباشر على بحثه كتبه الروائي والباحث الجاد سلام عبود، والثاني مقال عن كتاب سلام عبود نفسه "ثقافة العنف" كتبه الروائي حسين الموزاني، والثالث شهادة استشهدت بالكتاب نفسه وأثارت عاصفة حين نشرها عقب الاحتلال ولكن لم يتجرأ أحد بالرد عليها والأسماء الواردة فيها هي من تدير مؤسسات الثقافة الآن زمن أحزاب الطوائف، والتي كانت تدير نفس المؤسسات زمن الدكتاتور.