لَنْ أَسيرَ إلى جَانِبِيْ
أَبعدَ مِمّا سِرتُ
أَتْعَبَنِي هَذا الْمَدْعُوُّ أَنَا!
بأصابعَ بَاليةٍ
يَحْرُثُ الْوَطْءَ الْوَاصِلَ
" جيليز" بِغَيمِ "ابنِ عَبَّادٍ"
و بَقايا الضَّفائِرِ
والأولادِ المنْدفِعينَ إلى نخْلِهِمْ
مُنهكينَ
كأنَّ "إسيلَ" أشارَ إليهمْ
حتى إذا اقتربوا و تعالتْ أصواتُهمْ
أهملَ عُشبَهُمْ بالجوارِ
و يمَّمَ رغوتَهُمْ شطرَ الحافةِ!
لكأنَّ "إسيلَ" إلهٌ قديمٌ
هلاميُّ الخطوِ
موصولٌ بِبَقايا عواءٍ كثيفٍ
يأكلُ أطيبَ ما فِي النسوةِ من غضبٍ:
شفتانِ بطعمِ الأسْطورةِ
و جدائلُ مغموسةٌ في الرُّعافِ
و نهدٌ بريٌّ فرِحٌ بعصافيرهِ
و لهاثِ عصافيرهِ
بين الطِّينِ والإسْفلتِ
هنالكَ، حيثُ تضيقُ الأرضُ
بغيمِ "ابنِ عَبَّادٍ"
وخُطى الأولادِ المندفعينَ إلى نخلهمْ
فَرِحينَ
بغاراتٍ تُرفعُ فيها
شارةُ النَّصْرِ بالمقلوبِ
و لا مطرٌ هذا العامَ...
مراكشُ توقظُ صيفَها
وَ ثغاءَ الموْتى
توقِظُ لغْوَ الخيولِ
و ما في اليدِ منْ لهاثٍ
و لا مطرٌ نودعُهُ أحداقَ الموْتى
أو نصحَبُه في الطريقِ
إلى نجمةٍ زرقاءَ
تليقُ بأوتادِ "زينبَ"
إذ تفتحُ للنسيانِ بابا
و تحْبُو إلى أثرٍ باقٍ
من "إسيل" على جبْهتي!
لَنْ أَسيرَ إلى جَانِبِيْ
أَبعدَ مِمّا سِرتُ
أَتْعَبَنِي هَذا الْمَدْعُوُّ أَنَا!