يداً في يدٍ
نعْبرُ الشّارعَ
ضاحكيْنِ
كأيّ عريسيْنِ
يخبّئانِ بين أكْمامِهما
نهاراً كبيراً
عيْناهُ على الْحافةِ
وعيْنايَ على ورْدةٍ
تطلُّ على الْحافةِ
هل كنّا ننْظرُ معاً
في اتّجاهٍ واحدٍ؟
لمْ أُصدّقْ أَبداً
أنّ ماءَ البحْرِ أبْيض
لمْ يُصدّقْ أَبداً
أنّ زرقةَ عينيَّ منْ ماءِ البحْرِ
كِلانا يشْكو عمَى الألْوانِ
لمْ يبْصرِ الليْلَ الذي ينامُ
على الرّصيفِ
لم أبْصرِ النّهارَ الذي ينامُ
على الرّصيفِ نفْسِهِ
كِلانا أعْمى
معاً نتقدّم في الْعمْرِ
عيْنايَ على الْوادي
وعيْناهُ على كرْمةٍ تُرْضعُ الْوادي
هل كنّا نسيرُ معاً
في اتّجاهٍ واحدٍ؟
بيْنَ الْحينِ والآخرِ
نلْتفتُ إلى الْوراءِ
بلِسانٍ واحدٍ
كأيّ عالميْنِ بالآثارِ
نَعدُّ النّوافذَ المكْسورةَ
وأكْوامَ التّرابِ:
الْعساكرُ الذين مرّوا منْ هُنا
لم يكونوا
أبداً
شعراءَ!