تقاسيم على نايٍ أندلسي
ثمَّة ملحٌ بطيءٌ يضيءُ الشرايينَ..
قالَ الطبيبُ الذي زرتهُ في المساءِ
احترسْ من خطاياكَ والضغطِ والعصبيَّةِ
والدهنِ والسكرِّيْ
فقلتُ لهُ هاتِ لي شاعرا واحداً لم يمتْ
بالجمالِ وبالوجعِ الشاعرِّيْ
*
ثمَّةَ سيِّدةٌ في الروايةِ لا في الحياةِ..
مسيَّجةٌ بمزاميرِ عهدٍ قديمٍ
وطيِّبةٌ كحمامِ الجليلِ
ولكنها حينما جعلتْ قبضةَ القلبِ غيتارةً
لأناشيدها..
والضلوعَ امتداداً لناياتها..
لستُ أدري لماذا كفرتُ بها
*
مثلاً ما الذي سوفَ يحدثُ
لو أنني...
نظرتُ إلى ساعةٍ غيرِ مرئيَّةٍ في يدي
ورجعتُ إلى قرطبةْ؟
ما الذي سوفَ يحدثُ لو أنني
عشتُ خمسَ دقائقَ في زمنٍ آخرٍ
وتوَّغلتُ في التجربةْ؟
*
أرى الحبَّ في بصمةِ العينِ
والحربَ في وردةٍ متعبةْ
فلا تكلوني إلى أفلاطونَ التعيسِ
لكيلا أسبَّ الحروبَ أو المرأةَ الطيِّبةْ
*
أيها الغامضُ المتوجِّسُ
يا شاعراً ليسَ يعرفهُ أحدٌ
قلتُ ليسَ هنا جوهرُ المسألةْ
أنا اليومَ شاعرُ نفسي..
أنا الولدُ الضالُّ في أوَّلِ الماءِ
أو آخرِ السنبلةْ
ما انتظرتُ مجاملةً من أحدْ
*
طابَ جرحي ولكنَّ روحي تفيضُ على جانبيها
*
أقولُ لشمسي الحبيبةِ لم يبقَ إلاكِ لي
*
أقولُ لصلصالِ جسمي تخفَّفْ قليلا من الماءِ
قدرَ الأنوثةِ..
واشربْ كما شئتَ من سمِّها المشتهى السلسلِ
*
الكتابةُ سرُّ الندَمْ
وغبارُ الحقيقةِ..
صوتُ الألمْ
*
طريقي إلى الأندلسْ
تمرُّ مصادفةً من إرمْ
قصيدةٌ إلى خليل حاوي
شاعرٌ لحزيرانَ
وقتٌ لطعمِ الرمادِ
وزنبقةٌ في فمِ البندقيَّةِ..
تعويذةٌ في كتابٍ قديمٍ لحبٍّ مواتْ
*
عاشقٌ دونما امرأةٍ واحدةْ
تربِّي لهُ حزنَهُ
قلبُهُ كالفراشةِ في ليلِ نيسانَ
يبحثُ عن نجمةٍ في سباتْ
*
محترقُ الدمِ.. مكتئبٌ.. عصبيُّ المزاجِ
لماذا أفاقَ من الحلمِ هذا الصباحَ؟
لماذا أعدَّ القصيدةَ في البهوِ للحبِّ؟
هل كي يتمَّ انتحاراً تأخرَّ عنهُ قليلاً
وينقصَ وردتهُ غيمَةً
أخطأتْ قلبَهُ كالرصاصةِ
في أجملِ الشرفاتْ؟
*
القصيدةُ ظلَّت على حالها في انتظارِ يديهِ
وفنجانُ قهوتهِ ظلَّ أيضاً
ولكنهُ بالاشارةِ أو بمجازِ الندى كانَ ماتْ
*
لا تقلْ يا خليلُ كلاماً أخيراً
(أنا لا أحبُّ الكلامَ الأخيرَ)
ولا تفتح القلبَ للنسوةِ الأخرياتْ
*
سيضيءُ لكَ العشبُ في كوكبٍ آخرٍ
وبعفويَّةٍ سوفَ تغفو على صدركَ الأغنياتْ
*
شاعرٌ لحزيرانَ..
طيرٌ لفاتحةِ الصيفِ يصطادهُ غضبٌ نافرٌ
في طريقِ الصلاةْ..
شاعر من فلسطين