يقدم الباحث المغربي هنا قراءته في كتاب «الخطابة السياسية في العصر الحديث» مستخلصا من قراءته أن غاية مشروع الباحث البلاغي، مواجهة الأثر البلاغي للخطابة السياسية، والتأسيس لاستجابات بلاغية جماهيرية تؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية، وتقاوم أثر بلاغة السلطة، بخلق استجابات بلاغية مضادة، تجعل المستمع العربي يستهدف زعزعة هيمنة سلطة الخطاب وخطاب السلطة بحيث يصبح الجمهور ممتلكا فعليا لحرية الإرادة والفعل.

البلاغة والخطابة السياسية المعاصرة

قراءة في كتاب «الخطابة السياسية في العصر الحديث» لعماد عبد اللطيف

عبد الوهاب صـديقي

تمهيد:
ظلت البلاغة Rhétorique منذ أرسطو مرتبطة بهموم الناس، باعتبارها القدرة على الكشف عن وسائل الاقناع والتأثير في المستمَعAuditoire .  بذلك ارتبط الخطاب بالحجاج والتأثير، فالخطيب يعمد إلى تسخير استراتيجيات خطابية Stratégies discursives  على حد تعبير باتريك شارودو Patrick Charaudeau ، التي تجعله "أهلا للثقة" عند الجمهور، بالتالي يستحق استحسانه أو استهجانه بحسب نوع الحجج التي توسل إليها الخطيب، في اطار ما سماه الباحث عماد عبد اللطيف "بلاغة الجمهور". اتكاء الخطيب السياسي على أساليب الجمالية من التشابيه والمجازات والكنايات والاستعارات والسجع والترصيع، وتنميق لقول، التي تستهدف حجب الواقع، ودغدغة العواطف، أفقد البلاغة المكانة التي تبوأتها، مع أرسطو، والجاحظ(ت255هـ)، والجرجاني (ت471هـ) وحازم القرطاجني (ت684هـ). إلا أن ظهور كتاب "جمهورية البلاغة""L’empire Rhétorique"، لشاييم بيرلمان Chaïm Perlman و مصنفه بالاشتراك وألبريخت تتكاOlbrechts Tyteca ،" Traité de l’argumentation La nouvelle rhétorique"، حديثا سيستعيد الدرس البلاغي مكانته ورونقه، ويرتبط بخطاب الانسان وسلطته، ويتحرر من قهر المنطق وحتميته، إلى سعة بلاغة الخطاب ونسبيته واحتماله.

الثقافة العربية لم تشذ عن القاعدة، وإن كانت البلاغة/ الخطابة –قديما- من ضرورة الحكم والمُلك، فقديما كان الشاعر يُنشد الشعر سليقة، والخطيب يَخطب بداهة، محمسا مثيرا للعزائم، واعظا ناصحا مؤدبا ومؤنبا، داعيا لمكارم الأخلاق...الخ، وبذلك ارتبط القول بمقتضى المقام، وارتبط المقال بالمقام. فإن البلاغة ستعرف "موتا سريريا" حين ارتبطت بالتمارين المكرورة في المقررات الدراسية الثانوية والجامعية، فقد ظلت الجامعة العربية، تربط البلاغة بالأساليب؛ من تشبيه وحقيقة ومجاز، وكناية تصريحية، واستعارة، وظل " ألا ترى في قولهم: خد كالورد"، يتكرر جيلا عن جيل، في اطار ما سماه الباحث محمد العُمري ب" تحنيط البلاغة"[i] ، وكان من نتائج هذا التحنيط، بُعد البلاغة عن الخطاب بمختلف أنماطه، بالتالي البُعد عن هموم الإنسان العربي، مما حول البلاغة إلى دروس رثة. 

 يعتبر المشروع البلاغي للباحث المصري مهما في دراسة وتحليل الخطابة السياسية  العربية المعاصرة، من خلال مقاومة أثرها البلاغي في سعيها لإنتاج بلاغة السلطة، من أجل التأسيس لبلاغة تحررية إنها بلاغة الجمهور، في عصر استجابات الجماهير المحتشدة  في الميادين والساحات، مستثمرة الثورة الرقمية من فضاءات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، والتغريدات (تويتر) لتعبئة الجماهير التواقة للحرية والعدالة الاجتماعية .

1-           الخطاب السياسي في مشروع عماد عبد اللطيف:

 تعتبر دراسات الباحث عماد عبد اللطيف، أول الدراسات التي ربطت البلاغة العربية بهموم الانسان، أي بالسياسة، على اعتبار أن الانسان كائن بلاغي سياسي، في ساحة بلاغية مدنية وقودها الكلام  لغاية النفاذ للسلطة. تأسيسا على هذا الطرح فإن الخطاب السياسي صراع بلاغات؛ بلاغة بائدة خطابها الاستعباد وتسمياتها: التخويف والفتنة، وبلاغة وليدة خطابها الحرية والعدالة الاجتماعية. في خضم هذا الصراع البلاغي؛ تتولد بلاغة الجمهور، موازاة مع بلاغة الخطابة السياسية والخطاب السياسي، فتنوعت بلاغات الخطاب السياسي: بلاغة التصفيق، وبلاغة الميادين، وبلاغة الحرية...الخ

 ومنه فإننا نعتبر اسهامات الدكتور عماد عبد اللطيف راسخة الكعب في تحليل الخطاب[ii]، فقد شق طريقا وعرة في تشريح أمراض الخطاب السياسي، فهي طريق مليئة بألغام الاستبداد والاتهام، وجعل من البلاغة ملاذا لتحليل خطاب السلطة وانتاجها، وربط الدرس البلاغي والتحليل النقدي للخطاب تأليفا وترجمة بهموم الانسان العربي، أي ببلاغة الجمهور وبلاغة التصفيق وبلاغة الحرية في فضاء خطابي قائم على صراع بلاغات، نحتاج معه إلى اصلاح الخطاب، يقول الباحث نفسه نحن:" بحاجة ماسة إلى إصلاح الخطاب، لعل تغيير اللغة التي نتكلم بها عن خلافتنا وصراعتنا السياسية يكون خطوة مهمة في تغيير منظورنا وتقييمنا لهذه الخلافات والصراعات نفسها"[iii] تأسيسا على هذا الطرح فإننا بحاجة اليوم إلى اعادة قراءة الدرس البلاغي بدء من ارسطو، مرورا بالبلاغة العربية ومساءلة مدى وجاهة أدواتها في تفسير الظواهر الخطابية العربية المعاصرة السياسية والاعلامية والاشهارية وغيرها، وعلاقتها بإنتاج خطاب السلطة وحيازته، وصولا إلى بيرلمان وجمهورية البلاغة الجديدة.

ويعرف الباحث عماد عبد اللطيف في دراساته بالبلاغة ومناهج التحليل النقدي للخطاب، من خلال اعتبار الخطاب السياسي صراع بلاغات؛ بلاغات بائدة، وبلاغات وليدة لعل أهمها بلاغة الجمهور التواق للحرية والعدالة الاجتماعية، ولهذا فإن من أهداف تحليل الخطاب السياسي" تحليل بنائه اللغوي والسيميوطيقي، وأدائه، وتوزيعه، وتلقيه، وتأثيره، والاستجابة له"[iv] إذا ينصب دور محلل الخطاب اللغوية في تحليل بنية الخطاب السياسي، من حيث اللغة والأسلوب والبنية الاستدلالية التي تحدث التأثير والاقناع، علاوة على تحليل الأداء الصوتي إن كان الأمر يتعلق بالخطابة السياسية والايقونات الرمزية كحركة اليد والوجه، والفضاء الذي تلقى فيه الخطبة، وتجاوب الجمهور مع مضمونها، ومفعولها فيه.

2-            قراءة في كتاب :"الخطابة السياسية في العصر الحديث" لعماد عبد اللطيف:
 يعتبر هذا الكتاب امتدادا لمشروع بلاغي أسسه الباحث عماد عبد اللطيف، ويروم منه مقاومة الأثر البلاغي للخطابة السياسية، من خلال تحليل بنيتها البلاغية والحجاجية، ودراسة التغيرات التي لحقتها من الصحيفة إلى اليوتيوب. من خلال التأريخ للخطابة السياسية، و ومختلف التغيرات التي لحقتها ابان عصر الملكي والعصر الجمهوري، كما وقف المؤلِّف عند جدلية الخطيب (الرئيس) وكاتب الخطبة، مقارنا بين خطب الرؤساء المصريين: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، وإن اتخذ المؤلف مصر نموذجا فإن ذلك يسري على الخطابة في البلدان العربية. ايمانا منا بتعريف المؤلف للخطابة السياسية ك" نشاط سياسي يتأثر بشدة بالحياة السياسية للمجتمع، فحين تكون الحياة السياسة فوارة وعفية وثرية تكون الخطابة السياسة فوارة وعفية وثرية. أما حين يسود الركود السياسي فإن الخطابة السياسية تدخل بدورها طور الركود، وتعاني من ضعف القيمة وتراجع التأثير، خاصة حين يقترن الركود السياسي بداء الديكتاتورية"[v]

 خلاصة القول؛ أن الخطابة السياسة مرتبطة بالسياق السياسي وبالجو التداولي، فكلما كان جوا يعترف بأصول الديمقراطية، والتعددية الحزبية، والتداول السلمي للسلطة، نشطت الخطابة والسياسة وبلاغتها، وكلما كان الجو لا يعترف إلا بالصوت الواحد، والحزب الواحد، والزعيم، انزوت الخطابة في جو التصنع، والتلاعب بالألفاظ، وتقديم الأحلام الوردية للشعوب، ولغة التسويف، والأوامر والنواهي، فقدت الخطابة السياسة قيمتها ودورها التنويري، وارتبطت بالزيف وتجاوز الواقع، فنسمع اذ ذاك "كفى خطابة[vi]".

فما خصوصيات الخطابة السياسية في عصر استجابات الجماهير؟

2-1 الخطابة السياسية في عصر استجابات الجماهير:
إذا كان جمهور الخطابة في عصر الصحيفة محدودة نظرا لقلة الوسائل، وتحكم السلطة فيها وتوجيهها بما يخدم بلاغاتها الرامية إلى تمجيد السلطة وتكريس الديكتاتورية، فإن الخطابة السياسية في عصر استجابات الجماهير الغفيرة نشيطة، وفوارة بسبب الثورة الرقمية وما تخوله للجمهور من امكانات التعليق والتعبير عن الرأي بالنقد او المساندة دون أن تستطيع السلطة التحكم فيه، إنها بلاغة الحرية[vii]. وقد اتخذ الكاتب خطبة أوباما بالقاهرة نموذجا، فقد تفاعل معها الجمهور العربي بمختلف خلفياته وأعماره ولهجاته، جمهورا مشاركا، أو غير مشارك (مشارك عبر وسيط رقمي). في خضم هذا التطور الرقمي ولدت من رحمه بلاغة الجمهور كما يسميها الباحث عماد عبد اللطيف، بلاغة تحاول تخليص البلاغة من جانبها السلبي في خدمة السلطة على حساب الجمهور، وبالتالي لا مكان للتلاعب بالجمهور وتخديره بخطب كلامية، لا علاقة لها بالواقع الذي يتخبط فيه الجمهور (الشعب)، ولهذه الأهداف السلبية للخطابة كما وقف عند الباحث عماد عبد اللطيف في مؤلف( استراتيجيات التأثير في الخطاب السياسي) وهي:

-                  خلق الأفعال السياسية

-                 الإخبار عن الأفعال السياسية

-                 تبرير  الأفعال السياسية

-                 إخفاء الواقع السياسي[viii]

فمقتضى الوظيفة الأولى فإن الخطابة السياسية، فرصة للحاكم أو الرئيس لخلق أفعال سياسية بتأكيد المنجزات السابقة وتثمينها، وتبشير الجمهور (الشعب) بأفعال سياسية لمواصلة مشوار التنمية والتقدم والازدهار، ولهذا عادة ما تكون صيغة هذه الأفعال تحمل "قوة انجازية[ix]"، نحو وقد أصدرنا أوامرنا ب... وعيننا خادمنا الوفي..." أما مقتضى كون الخطابة السياسية تخبر عن الأفعال السياسية، فهي عادة تخبر بسياسة الرئيس أو الحاكم أي ما سينجزه مستقبلا من قرارات التي تهم مجموعة من القطاعات الحيوية التي تهم المواطن كالصحة والتعليم والاقتصاد والقضايا الكبرى عادة ما ترتبط بخطابات ملكية أو رئاسية أو حكومية فهي أطر مرجعية.

أما مقتضى الوظيفتين الأخيرتين التي هي تبرير الأفعال السياسية وإخفاء الواقع السياسي، فهما من أخطر وظائف الخطابة السياسية، لأنها تربط القرارات بهوى الحاكم والرئيس، وقد تكون المبررات غير معتمدة على منوال "بلاغة الإيتوس" Rhétorique de ethos أي  صورة الخطيب الذي يكون أهلا للثقة، والمحب لمصلحة الجمهور، فعادة ما تنزوي بلاغة هذه الخطابات في استعارات اللغة، وبلاغة الباطوس Rhétorique de pathos  بغية تبرير أفعال سياسية، بالتالي اخفاء حقيقة واقع الجمهور الذي لا تظهر بلاغة الخطابة السياسية، فكل شيء بخير وفي أمان واطمئنان وأمان بفضل السياسة الرشيدة للحاكم الخطيب. ولهذه الخطورة لوظائف الخطابة السياسة فقد أقر الباحث عماد عبد اللطيف أثناء اشتغاله على بلاغة خطب  حسني مبارك أنه أوشكت احدى خطبه الرئاسية أن تعصف بأحلام الكثير من المصريين الثائرين عليه، من خلال قدرته البليغة في التلاعب بالألفاظ، واعتماده على استعارة أبوية تجعل حسني مبارك أبا للمصريين، لا ينبغي الخروج عليه، أو شق عصا الطاعة عليه، لأن أخلاق الثقافة العربية والاسلامية والمصرية تقر بضرورة الإحسان للوالدين وشكرهما، والاعتراف بجميلهما، فقد نشط حسني مبارك الذاكرة الخطابية للمصريين، يقول الباحث "وفي الواقع فإن احدى خطب الرئيس المصري السابق، خطبته الثانية على وجه التحديد، كانت على وشك إجهاض الثورة المصرية؛ فقد استطاعت دفع شريحة ضخمة من المصريين للتعاطف مع مبارك. وقد استخدمت لتحقيق ذلك تقنيات بالغة الكفاءة في التلاعب النفسي والعقلي بالجماهير؛ من أهمها بلاغة أبوية"[x]

 ولغاية تحرير الجمهور من أسر بلاغة خطابة النظام دعا الكاتب بين ثنايا الدراسة إلى التأسيس لبلاغة جديدة "تعمل على تخليص البشر من كل ما يعمل على تشويه الفهم والاتصال، وهو ما قد يؤدي إلى خلق اتصال حر، لا تشوهه أشكال عدم التكافؤ الاجتماعي، أو القمع الخارجي، أو القهر الداخلي، وتعزز الجمهور على إنتاج خطابات مقاومة وتحررية، لتجعل من العصر الذي نعيشه بالفعل عصر استجابات الجمهور الرشيدة"[xi]  تلك هي غاية مشروع الباحث البلاغي، مواجهة الأثر البلاغي للخطابة السياسية، والتأسيس لاستجابات بلاغية جماهيرية تؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية، علاوة على تقديم آليات بلاغية وآليات التحليل النقدي للخطاب للباحث العربي في دراسة الخطاب السياسي. يُناقش الباحث في الفصل الأخير من مؤلفه" معضلة الكاتب الخفي"، أي كتاب خطب الرؤساء ودوره، وقد ركز على كتاب خطب رؤساء مصر من جمال عبد الناصر وانور السادات وصولا لمبارك، وقد وقف الباحث عند جدلية فكر الكاتب وفكر الرئيس، فقد لا يقتنع كاتب الخطبة بفكر الرئيس، وقد وقف عند تجارب من كتاب رفضوا بعض العبارات التي يريد الرئيس كتابتها حرفيا في الخُطبة.[xii]

 خاتمة:
 إن مؤلَّف "الخطابة السياسية في العصر الحديث" اضافة نوعية في ميدان تحليل الخطاب السياسي، واستمرار للمشروع البلاغي الذي أسسه الباحث المصري عماد عبد اللطيف، قاصدا منه ربط البلاغة Rhétorique  بهموم المثقف العربي وببلاغة الجمهور تحديدا، وذلك لمواجهة الأثر البلاغي لبلاغة السلطة، بتسمياتها وأيقوناتها. وهذا المؤلّف تأريخ وتحليل للخطابة السياسية العربية، من عصر الصحيفة إلى عصر استجابات الجماهير، من مدخل مضامينها، وتفاعل المتلقي مشاركا فعليا، او مشاركا بوسيط معها، ومن مدخل كاتبها الذي يتماهى مع فكر الرئيس، وقد يخالفه.

لقد كان من أهداف المشروع البلاغي لعماد عبد اللطيف التأسيس لبلاغة جماهيرية، تقاوم أثر بلاغة السلطة، بخلق استجابات بلاغية مضادة، تجعل المستمع العربي يستهدف زعزعة  هيمنة سلطة الخطاب وخطاب السلطة بحيث يصبح الجمهور ممتلكا فعليا لحرية الإرادة والفعل[xiii]، وبداية امتلاك الجمهور لحرية الإرادة والفعل، يكون في نظرنا بالوعي باستراتيجيات الخطاب عموما، والخطاب السياسي خصوصا باعتباره قطب الرحى، من معرفة بآليات المحاججة، والمغالطة، وببلاغة الاستعارة التي جعلت الخطابة السياسية العربية، ولردح من الزمن، تضلل الشعوب، وتخدر وعيها بأحلام العروبة والتحرر، في كلمات الخطابة السياسية، دون أن يكون لها أثرا بلاغيا على واقع الجمهور العربي.

 مما سوغ حاجة الجمهور البلاغي، إلى بلاغة الجمهور؛ بلاغة واضحة شفافة لا كاتمة، بلاغة لا تراوغ ولا تناور ولا تغالط، ولهذه الغاية يقترح الباحث عماد عبد اللطيف، امكانية الدمج بين التحليل النقدي للخطاب وبلاغة الجمهور، على اعتبار أن كلاهما يبحثان في الخطاب السلطوي وسُبل مقاومته، وبالتالي فإن تحقيق ذلك لا يكون "بالكشف عن العلاقة بين الخطاب واستجابة الجمهور فقط، بل كذلك من خلال إجهاض قدرته على التحكم في استجابات مستهلكيه، وتعرية الاستجابات المتواطئة معه[xiv]"، تلك غاية المشروع البلاغي للباحث عماد عبد اللطيف، الانحياز لبلاغة الجمهور، ووأد بلاغة السلطة.

 

باحث في اللسانيات والحجاج كلية الآداب والعلوم الانسانية، جامعة ابن زهر أكادير



[i]  محمد العمري، البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول، منشورات أفريقيا الشرق، ط1، 2005، ص: 58

[ii]  يمكن النظر في المؤلفات الآتية :

لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن، منشورات دار العين، ط1، 2009

 استراتيجيات الاقناع والتأثير في  الخطاب السياسي خطب السادات نموذجا2012

بلاغة الحرية معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة، منشورات دار التنوير، القاهرة بيروت، ط1، 2012

بالإضافة  إلى مؤلفات مترجمة ك" الخطاب والسلطة" و" الاستعارة في الخطاب" ...الخ

[iii]   عماد عبد اللطيف، بلاغة الحرية معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة، منشورات دار التنوير، القاهرة بيروت، ط1، 2012، ص ، ص: 244

[iv]  عماد عبد اللطيف، تحليل الخطاب السياسي في العالم العربي التاريخ والمناهج والآفاق، مجلة البلاغة وتحليل الخطاب، عدد 6، 2015،ص: 111

[v]  عماد عبد اللطيف، الخطابة السياسية في العصر الحديث، منشورات دار العين، ط1، 2015 ، ص: 27 -28

[vi]  أخذنا العبارة من الباحث محمد العمري، بلاغة الخطابة الاقناعي مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابة العربية، الخطابة في القرن الأول الهجري، منشورات أفريقيا الشرق، ط2 ، 2002، ص: 13

[vii]  عماد عبد اللطيف، بلاغة الحرية مرجع سابق.

[viii]  عماد عبد اللطيف، استراتيجيات الاقناع والتأثير في الخطاب المرجع نفسه، ص:84

[ix]  نستعمل هذا المفهوم كما تستعمله اللسانيات الوظيفية التداولية، ينظر عبد الوهاب صديقي، اللسانيات الوظيفية وتدريس الخطاب الحجاجي نحو الطبقات القلبي نموذجا، ورقة ندوة " مختبر اللسانيات والترجمة" جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك الدار البيضاء، أيام 16- 17 أبريل 2015 .

[x]  عماد عبد اللطيف، الخطابة السياسية في العصر الحديث، ص: 32

[xi]  نفسه، ص: 69

[xii]  عماد عبد اللطيف، استراتيجيات الاقناع والتأثير في الخطاب المرجع نفسه، ص:46

[xiii]  عماد عبد اللطيف، الخطابة السياسية  في العصر الحديث، ص: 69

[xiv]  نفسه، ص: 55