يكتب الناقد اليمني أن الحي الأوربي (ستيمر بوينت) أو(ملتقى البواخر) ببوابته البحرية (رصيف أمير ويلز) ومينائه المعروف عالمياً، وقد صار هنا عملا سردياً، فكان لابد أن يكون طرق الأحداث الكبيرة، والتي مرت عبر هذه البوابة، التي لصقت بذاكرة مدينة عدن وأهلها متحققاً، وهو أمر لم يغب عن الكاتب، فكانت الإشارات إلى ذلك حاضرة، كجزء من اللحظة السردية، وليس التاريخية.

«ستيمر بوينت» او حين تساوت رائحة البارود بالكحول

في مساء عدني كأنه الدهر!

محمد عبد الوهاب الشيباني

قام العمل الروائي الرابع للكاتب احمد زين، الذي حمل عنوان ( ستيمر بوينت)(**)، على بناء سردي صارم، مرتكزا بدرجة رئيسية على تعدد انوات السرد ومصادرها، في مساحة زمنية قصيرة، استدعت الى لحظتها الرئيسة المغلقة، التي لا تتجاوز ليلة واحدة، سِيَر الشخصيات وافعالها داخل الزمان والمكان، اللذان تقوم على (مبذولاتهما) التوثيقية، رواية شديدة الالتباس والخطورة، بدا المتحكم الرئيس صوت الراوي الخارجي، الذي لايتواني احياناً في اسقاط وعيه اللاحق على مسبوقات الاحداث.

اما الثنائيات بتقاطعاتها الحادة، تحضر في تاريخ المدينة، التي ارادها المؤلف ان تكون (راوية) اخرى لخصوصياتها التاريخية والثقافية، حتى عشية استقلالها اواخر نوفمبر 1967.

الشاب اليمني والعجوز الفرنسي، اللذان تنهض على استرداد ذكرياتهما، على هيئة تداعيات صامتة، ومسموعة احياناً، في مساء الثامن والعشرين من نوفمبر 1967، الفكرة السردية الرئيسة، ببناها الحكائية ومستوياتها المتعددة، يمثلان النواة الصلبة للعمل . فمن خلال مرآة كبيرة، تُظِهر للفرنسي وجه خادمه الشاب، الذي يقعد طرف الصالة، في قصر العجوز (العجائبي) المطل على مدينة التواهي (ستيمر بوينت) وبحرها، في ذلك المساء البعيد، منتظراً اوامر سيده، هي في ذات الوقت ـ اي المرآة ـ تظهر وجه العجوز الفرنسي وتعبيراته، التي يقرأها الشاب بوضوح، ويعرف ما يجول بخاطر صاحبها، تماما مثلما يعرف العجوز ما الذي يستبد بتفكير الشاب.

الثنائيات المتعارضة هذه، التي يمكن تمثيلاها بـ (الشاب/ العجوز ـ الفرنسي/العربي ـ الثري/الفقير)، تتحول الي ذات واحدة، ممتلئة بحب المدينة، التي وفد كلاهما اليها من خارجها، والخشية عليها وعلى حياتهما ايضاَ من النزعة الانتقامية للحكام الجدد، عشية الاستقلال.

 العجوز جاءها شاباً فقيرا من احدى المدن بفرنسا، ليعمل مع تاجر من ابناء جلدته، عمل عنده اواخر القرن التاسع عشر ايضاً الشاعر (آرثر رامبو)، الذي ظل العجوز يحتفظ بصورته على الجدار، مختزلا الكاتب بهذا الترسيم الشخصياتي، السيرة الاقرب لأشهر تاجر اجنبي مر على عدن، وهو (توني بس)، الذي يظهر هنا ملتبساً بالشخصية الروائية، فرجل الاعمال، الذي اشتغل بكل شئ بعدن، ليتحول بعد الحرب العالمية الثانية الى امبراطور المال والاعمال في المنطقة، التي تقول المصادر المتعددة عنه انه( بدا حياته موظفا بسيطا لدى تاجر البن الفرنسي قبل ان يستطيع في سنوات قليلة من الهيمنة على مفاتيح جنة عدن التجارية، وان يمد تجارته في البر والبحر والسماء ) وهو ما حاول طرقه الكاتب في التخييل الروائي، لإعادة تقطير هذه الشخصية سردياً بكثير من الذكاء، دون الوقوع في التباسات السيرة الفعلية الا فيما يخدم بنية الخطاب، كون الشخصية الفعلية للفرنسي، كانت قد توفيت قبل هذا التاريخ بأكثر من ستة عشر عاماً من ليلة التداعي الكبيرة (توفي توني بس في عام 1951).

اما الشاب الذي قدم اليها من الحديدة، منذ اعوام خمسة، بعد مقتل ابيه في حروب الجمهوريين والملكيين في شمال اليمن، وبإلحاح من جدته لامه، اندمج فيها الى الدرجة التي حاول الذوبان فبها، وتمثل حياتها المدينية، معتبرا ان حضورها المميز كمدينة حضارية في منطقة متخلفة، صار بفضل الانجليز وفعلهم، وهو المأخذ الذي سيؤخذ عليه من قبل بعض اصدقائه الثورجيين، وعلى راسهم نجيب الذي كان يرى في قناعات سمير حيال المدينة واثر الانجليز فيها نوع من الخيانة للقضية الوطنية.

لهذا حين يحضر الاثنان( الشاب والعجوز) في مرآة المساء الطويل، التي تنداح فيها تداعياتهما المفخخة بالخوف، سنرى كيف ان العجوز استبقى الشاب معه في تلك الليلة، التي وضع فيها للمرة الاولى عينه بعينه، ليس حباً فيه، وانما من اجل حمايته من اي هجوم محتمل على قصره من قبل الفدائيين. الرعب ذاته الذي سيحياه الشاب من الفدائيين المحتملين، الذين ربما ارشدهم اليه، باعتباره موال للإنجليز، صديقه اللدود نجيب .

(المرآة ستبدو في لحظة من اللحظات، ليس مجرد سطح يعكس تعابيرهما، او يكشف عن محاولة احدهما سرقة نظرة الى الآخر، تحولت شخصاً ثالث، قادر على دفعهما الى مناطق من الكلام، لم يتخيل (سمير) ان يخوض فيها يوماً ما مع (العجوز)) ص103

آناتا الشاب والعجوز المتشظيتان، سيراهما الشاب واحدة، حين يتخيل ان العجوز يتفوه بما يريد قوله، وما ينبثق من اعماقه، كاعتراف مُر، بلحظة الانهدام الكبرى التي تتحكم بمشاعرهما المضطربة.

الليلة الطويلة، التي رآها العجوز دهراً، التي تساوت فيها عنده رائحة الكحول الراقي برائحة البارود، التي بدأت تنتشر في الارجاء، ستنتهي باستيقاظ الشاب بعد غفوة طويلة بذهن مشوش، وجسد محطم، لم ير العجوز على الاريكة حيث كان، ولم ير المرآة ايضاً، وحين هم بالمشي اصطدم بحطام المرآة، ومن شظاياها اللامعة رأى وجهه مشوها وقريباً من القبح، فلم يجد امامه من حل سوى ترك المكان والهروب الى اللاشئ، حيث تساءل وهو يسمع هدير الموج في المرفأ، كم طريق تؤدي الى عدن؟ طريق قوافل البخور في الازمنة السحيقة، ام مسالك الغزاة منذ الرومان الى الكابتن هينس الى .....؟

في الرواية سيظهر قاسم الذي عمل كتاجر اخشاب قبل الحرب الثانية، غير انه اثناء الحرب سيعمل في التهريب بحماية ضابط انجليزي، ارغمه على تقديم خدمات غير اخلاقية له، وهي جلب فتيات فقيرات من الاكواخ للضابط، وشكلت اخرهن الندبة الاكثر غوراً في قلبه، فظل عشرين عاماَ يبحث عنها بعد اختفائها، (حتى تحولت رحلة العثور عليها الى مايشبه البحث عن معنى لحياته، بل عن حياته نفسها التي تاهت منه) غير متناس تأنيب الضمير عن عملياته (القذرة)، تلك حتى وهو صاحب مقهى يرفض دخول المتعاونين مع الانجليز اليها !!

(آيريس) الانجليزية الفاتنة، التي جاءت الى عدن لدراسة انعكاس المكان على الجنود والموظفين الانجليز، فوجدت نفسها موضوعا للدراسة، تعلمت من الشاب اللغة العربية، كمدخل لاندماجها في المجتمع، وخدمها صوفي عجوز، لم تغادر مخيلته كامرأة غواية يصر على التخاطب معها بلغة انكليزية غريبة، ليعطي حضورها في الرواية تلك المرموزات المستجلبة من الاسم اولاً، ومن تكثفها التعبيري عن حالة التمرد الداخلي للنخب الانجليزية ضد السياسات الاستعمارية التمييزية لبلادها، التي هي ليس اكثر من خطوات ثقيلة تدعس عشب الاروح، وتسحق طلائع المستقبل لمدينة كعدن، ستترك جديدة وسوى ذلك لا شيء . ص 115

غير ان (آيريس) عند التاجر الفرنسي، في ليلة استذكاره الطويل، هي تلك التي (تتحول قطرات العرق فوق جسدها الى حبات لؤلؤ، نلتقطها بلسانينا حبة حبة . كنا نشرب الخمر من سرتها، في تجويف ابطيها ) ص 113

نجيب الثورجي، الذي عبر بصفاء عن لحظة الاندفاع، او ما يسميها بـ (الوثبة الذي هو بدونها لا شيء وستجعله يتحدى كل الخطوط) واراده المؤلف ان يكون التمثيل لفكرة التمرد اليساري، في تماهيها النظري مع فعل الكفاح المسلح على الارض، لهذا كان يحضر كشخصية استعراضية تتعالى على ما حولها.(مرات يخيل لسمير ان الخلفية الحزبية لنجيب وراء غطرسته، وانه لهذا السبب يتصوره يحتقرهم، حين يبدو له احيانا انه لا يتحدث سوى مع نفسه. ومرات يفكر انه يستميت لإقناعهم بأفكاره، وكأن مهمة غامضة موكلة اليه لجلب اتباع . قرأ كامو وسارتر فاصبح وجودياً، وما ان عثر على فرانز فانون حتى تحول مناهضاً للإنجليز، وقبل كل ذلك قرأ ماركس فشعر ان الماركسية وجدت من اجله، واخذ يتقلب في اتجاهاتها وتياراتها) (ص 116/117)

حضور ضاج مثل هذا، ربما لتبديد الصورة الاخرى لصاحبها، الذي عمل في فندق، يرتاده أوربيون، في وظيفة (لا تتمثل فقط في تنزيه الكلاب في الاماسي ومساعدتهم على التبرز، واحياناً غسلهم في بقعة قصية من البحر . انما ايضا تلبية رغبات بعضهن الجنسية، نظرا لما تظهره ملامحه احيانا من وحشية تروق لعدد من الاوربيات اللاتي ينزلن في الفندق) ص118.

سعاد الشابة العدنية، التي ظلت مشتتة بين سمير الذي يحبها، ونجيب الذي يؤثر في وعيها، تماماً مثل تشتتها بين ابيها الموظف المرموق، الذي اتاح لها كامل الحرية في التعبير عن نفسها، في طريقة لبسها وعلاقتها بمحيطها، وامها المحافظة التي ارادتها ان تكون قريبة منها اكثر ومن الحياة بمدركاتها البسيطة، وكثيرا ما (فكرت انها تعيش تحت ضغط الرقابة الداخلية للمجتمع، لكنها لم تشأ عن سابق قصد واصرار في التحرر منها، واعتبرت ذلك ما يميزها، ويمنحها تألقها الشخصي. خاضت نقاشات حادة مع زميلاتها في الكلية حول ارتداء بنطلونات الجينز، والتعرف على شباب والجلوس معهم في البارات والمقاهي الحديثة. ومكثت طويلاً تفكر ان الجسد الذي تعيش فيه، غير قادر ان يستوعب الحياة، التي تشعر بها تصطخب في اعماقها) ص 88ـ 89

لأنه الحي الاوربي (التواهي) او (ستيمر بوينت) او(ملتقى البواخر) ببوابته البحرية (رصيف امير ويلز) ومينائه المعروف عالمياً، قد صار هنا عملا سردياً، كان لابد ان يكون طرق الاحداث الكبيرة، والتي مرت عبر هذه البوابة، التي لصقت بذاكرة المدينة واهلها متحققاً، وهو امر لم يغب عن بال الكاتب وقلمه، فكانت الاشارات الى ذلك حاضرة، كجزء من اللحظة السردية، وليس التاريخية ـ التي تحضر بدورها كإشكال توثيقي في بنية العمل، وعلى وجه الخصوص ما يذهب الى جهة الضبط الجغرافي والزمني، وتعيينات المكان وهو ما سنهمله، باعتبار ما نتناوله عملا ادبياً محكوماً بالتخييل السردي، وليس بوصفه وثيقة تاريخية ـ

ومن هذه الاحداث زيارة الملكة (اليزابيث الثانية) الى عدن في العام 1954، فجاءت تفاصيل هذه الزيارة، الموثقة كاستحضارات سردية، بعد اثنتي عشر سنة من وقوعها، بواسطة ( ليبان) الصومالي(الذي لم تسعه الدنيا حينها من الفرح، يوم نظر ـ من قرب ـ اليها وهي تمر داخل سيارة عسكرية مكشوفة، ولوحت بيدين، كانت تخفيهما في قفازين ابيضين، وان بياض بشرتها كاد يعمي عينيه) كما قال ص125

الزيارة التي سوف ترتبط بوضع حجر مستشفى الملكة في خور مكسر، وفندق (كرسنت هوتيل) في التواهي الذي شيد من اجلها، وايضاً في تكريمها لبعض الشخصيات البارزة في المجتمع . وسترتبط ايضا، بتلك التذكارات الصغيرة، الحاملة لصورها، والتي ستحتفظ بها الجدات في السنوات اللاحقة، كما ستفعل جدة سمير.

ومنها بقاء الزعيم المصري (سعد زغلول) فيها لفترة في مدرسة جبل حديد، وهو في طريقه الى المنفى، تفاصيل هذه الاقامة سوف يستعيدها الحاج حسين(الذي قام ببعض شئونه وهو صبي) ومنها (تفاصيل ذلك المساء شديد البرودة في شتاء 1922الذي غادر فيها سعد زغلول على متن المدمرة الحربية(كلما تس)الى جزيرة سيشل، في المحيط الهندي، على قرع الطبول واهازيج العدنيين، يردد صداها الجبل وهي تحكي عن الشجاعة والبطولة ومقاومة المحتل) ص 39.

مرور (المهاتما غاندي) بعدن في سبتمبر العام 1931، شكل حدثاُ بارزا في تاريخ المدينة، التي وصلها في الخامسة والنصف من صباح الايام الخريفية، وعند السابعة والنصف وصل غاندي إلى كريتر واحتشدت الجموع لتحييه في أحد شوارعها، الذي سمي لاحقاً باسمه، بعدها زار غاندي بلدة الشيخ عثمان وألقى خطابه الأول خارج شبة القارة الهندية منذ العام 1914، في بستان الفارسي الشهير بالشيخ عثمان. وأكد ان الهند لن تقف معزولة من أجل الاستقلال، وأن خمس الجنس البشري سيصبحون أحرارا من خلال اللاعنف. كما هي العادة تمنى أن يعيشوا حياة بسيطة , وكان قد أعطى الأوامر لجماعته أن تكون في أدنى فئة من فئات المسافرين والركاب على ظهر السفينة، عندما علم بحجم الأمتعة التي جلبها رفاقه أصر على سبعة صناديق كأمتعة من عدن الى بومباي. ومما يتذكره اشرف الهندي صديق جد سمير عن هذه الزيارة ( ان غاندي تكلم باللغة الانجليزية وبلغة جوجرات حول الاستقلال، ودعا الهنود للوقوف الى جانب العرب، كان الجميع ينصت كما لو كانوا في صلاة) ص140

عدن مدينة (كوزموبوليتية) بتعددها الثقافي والاثني، لم يعبر عنها، فقط العدني العربي واليمني، بل عبر عنها الهندي والصومالي والفارسي والانجليزي والفرنسي، عبر عنها المسلم واليهودي والمسيحي والبوذي واللاديني بوصفهم ابناءها الطيبين، في جملة الاصوات التي تظهر مشبعة بروح المدينة، التي آثرت نخبها بعد استقلالها تقديم شططها السياسي وانقساماتها، على روح التعدد والانفتاح فيها، تماما كما عبر عن ذلك سمير في ذروة خوفه عليها، او بمعني اقرب السارد الخارجي، الضاغط بوعيه اللاحق على مسبوقات مدركاته، حين رأى ان حماسة الفدائيين لا تعني سوى سيطرة الريف على المدينة، واغراقها في مستنقع صراعاتهم، لان ما كان يحركهم اولاً هو جوع السلطة، وبفعلهم ستتحول الى مدينة مغلقة على نفسها، وهو ذات ما تحقق على مدى سنوات لاحقة.

عدن بلهجتها المحببة (سوي لك مبصرة نظرك ضعيف. خلي كلامك ساني. كُتر الحكوك يسيِل الدم. عمل دريول وبعدين شوكي دار. انت تشتي لك معه ميسم صرع، شوفوا لا تجزعوها علينا يا اصحاب القطيع .، ....) التي اختزلها الكاتب في احاديث الناس في المقهى.

 بأكلاتها الشعبية (زربيان، صيادية، مطفاية، سمك مخبازة، رشوش، خبز طاوة، بطاط حُمر، قوارمة، كُشمبر، بورتة، عشار، شتني، ...) التي هي خليط من المطبخ الهندي والصومالي واليمني، هي البيت البسيط بروائح البخور والفل والنباتات العطرية، حين تفوح من خزائن الجدة.

هي ذكريات الجد، واول طابع بريد صدر في المدينة، ويحتفظ به في علبة اثيرة، هي الـ (ماين رود) في المعلا و(شارع الهلال) في التواهي، وهي اسواق البهرة والبز والكدر والزعفران في كريتر.

هي حواري اليهود والبينيان والطليان والعرب، هي كنائس (البادري ورأس مربط وحافون وصلاح الدين ) وهي مساجد (ابان والعسقلاني وجوهر والنور والهاشمي) وهي اصوات الفنانين (احمد قاسم والمرشدي، ومحمد سعد عبد الله.)

هي زيارات (العيدروس) و(الهاشمي) الموسمية، وهي الموالد الصوفية في مساجدها العتيقة مساءات الخميس، وهي (مخادر) الاعراس في الحواري.

هي كل شيء كما حاولت ان تقول (ستيمر بوينت)، حتى وهي تتعثر قليلاً في ضبط بعض جغرافيا المكان وتعييناته، وتجاهد في البحث عن قارئ مختلف وصبور، بذات اصطبار التأليف، الذي كان في (اربعة اعوام) وفي ثلاث مدن (عدن وصنعاء والرياض).

خبرات الكتابة، المستفيدة من تقانة الصورة السينمائية، في تبدل مواقع(انوات) السرد، وامكنته وازمنته المتداخلة، واحدة من السمات البائنة في العمل، والتي تتحول احياناً الى عبء على قارئ قليل المعرفة بالمدينة.

 

(*) شاعر وكاتب من اليمن

نشرت عن دار التنوير بيروت 2015