بينما تخطو (الكلمة) بكل ثقة وإيمان برسالتها النبيلة التي تحافظ على شعلة الكلمة/ الحرة/ الضمير/ القيمة الأخلاقية والأدبية والفكرية، يقدم محررها للقراء مع مطلع سنتها العاشرة بعض ما تتمنى تحقيقه في العام الجديد على أكثر من صعيد، وأهمها الصعيد التقني الذي نأمل أن يوسع رقعة انتشارها، ويعزز دورها وتأثيرها.

«الكلمة» تخطو بثقة نحو عامها العاشر

صبري حافظ

لا يسعنا ونحن نهنئ القراء بعام جديد، نتمنى أن يكون خيرا علي كل قارئ، وعلى بلادنا العربية التي تعاني من الفتن والحروب والمؤامرات، أن نقدم لهم بعض ما تتمنى (الكلمة) تحقيقه في العام الجديد، وهو عامها العاشر. فقد كانت انطلاقتها مع بزوغ عام 2007 كمجلة ثقافية أدبية مستقلة، تعلي قيم استقلال الثقافة، في زمن حرصت فيه الأنظمة العربية، الفاسدة والمستبدة، على إدخال الثقافة إلى حظيرتها القذرة، وحرمان المثقف من دوره النقدي الحر والمستقل. والواقع أن هذا التقليد البائس في احتواء المثقفين ساهم في تهميش الثقافة والمثقفين وتضاؤل دورهم، وقد تحول عدد كبير منهم إلى كلاب حراسة للأنظمة الفاسدة، بدلا من أن يكونوا حراس الكلمة، ورعاة الضمير القيمي والأخلاقي، والقوة النقدية التي تعبر عن صبوات الأمة وتحمي شعلة تقدمها.

وقد طمحت (الكلمة) إلى أن تكون نبراسا للثقافة العربية الحرة والمستقلة، واستطاعت على مد مسيرتها القصيرة أن تحقق شيئا من ذلك، وأن تدفع الثمن الفادح لاستقلالها واعتزازها بهذا الاستقلال، برغم التآمر عليه وعلى (الكلمة)؛ وسرقة أرشيفها الذي كان يستهدف تعزيز هذا الاستقلال المادي، الذي لا عماد لأي استقلال فكري بدونه. وتسعى (الكلمة) مع عامها العاشر إلى أن توسع دائرة تأثيرها وتعزز دورها ونفوذها من خلال مواكبة التطورات التقنية المتسارعة التي انتابت حقل النشر الالكتروني، وخاصة فيما بعد انتشار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. وقد قمنا بإعادة برمجة كل شيء للتقنيات الجديدة، على أمل أن نبدأ العام العاشر بها، ولكنا لم نتمكن بعد من تحويل كل الأعداد القديمة للتقنية الجديدة، وسيتأخر نقل (الكلمة) وتحويلها إلى تلك التقنيات الجديدة حتى الشهر القادم، حيث سأحدثكم باستفاضة عنه في افتتاحية العدد القادم بإذن الله.